"واشنطن، تنوي إيقاف السيل التركي"، عنوان مقال أناستاسيا باشكاتوفا، معاونة رئيس قسم الاقتصاد، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، عن أن واشنطن تنظف السوق الأوروبية أمام غازها المسال. وجاء في المقال أن "غازبروم" أعلنت عن نمو الصادرات إلى بلدان المنطقة المستهدفة بـ "السيل التركي" قيد الإنشاء. ففي الفترة من يناير/كانون الثاني إلى نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، زادت "غازبروم" صادراتها إلى تركيا بنسبة 20٪، وإلى اليونان بنسبة 12٪ تقريبا، وبلغاريا بنسبة 7٪، وإلى المجر بنسبة 22٪، وإلى صربيا بنسبة 26٪، على أساس المعدل السنوي. في الوقت الذي تحدثت فيه "غازبروم" عن نجاحات التصدير، ناقش مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية مصير السيل التركي. ففي الولايات المتحدة يجري التعامل مع هذا المشروع على قدم المساواة مع "نورد ستريم - 2" كغير مرغوب فيه وخطير. وفي السياق، نقل المقال قول فاليري نيستيروف، المحلل في (Sberbank Investment Research) للصحيفة، قبل فترة طويلة من العقوبات، "تواجد ممثلو الولايات المتحدة دائما في البلقان، وفي اليونان، ومارسوا ضغوطا دبلوماسية لضمان عدم تحقق مشاريع التصدير الروسية"، وعندئذ " كان الحديث يدور عن نابوكو، ضد السيل الجنوبي... مات مشروع نابوكو، لكن ظهرت مشاريع أخرى، ولم يتم أيضا تنفيذ السيل الجنوبي، الذي حل محله السيل التركي". وقال مدير معهد الاقتصاد الراهن، نيكيتا إيساييف، للصحيفة: "توريد الغاز إلى أوروبا بالنسبة للولايات المتحدة هو في المقام الأول أداة تأثير على أوروبا". فيما يقول المحلل في مركز الطاقة بمدرسة سكولكوفو للأعمال، ألكسندر سوبكو: "هناك، في الولايات المتحدة، كثير من المشاريع الجديدة لتسييل الغاز، والتي يعوق تنفيذها غياب عقود طويلة الأجل لشراء الغاز الطبيعي المسال. وفي هذه الظروف، فإن الولايات المتحدة مهتمة بإيجاد عملاء جدد". وكان المشترون الرئيسيون للغاز الأمريكي الطبيعي المسال هم تشيلي والمكسيك والهند والأرجنتين والصين. ولكن، وبناء على بيانات وزارة الطاقة الأميركية، تحاول واشنطن على مدى العامين الأخيرين بالفعل تزويد بولندا وليتوانيا وإيطاليا وهولندا والمملكة المتحدة بالغاز الطبيعي المسال أيضا. ويتفق الخبراء على أن الخط الأول من السيل التركي، المصمم للمستهلكين الأتراك، لم يعد قابلا للتأثير، فيما يدور الصراع الآن حول الخط الثاني الذي سيعبر تركيا إلى أوروبا.
مشاركة :