قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون اليوم (الأربعاء)، إن واشنطن ترى أن من مسؤولية موسكو التأكد من مشاركة حليفتها سورية في محادثات السلام السورية بقيادة الأمم المتحدة، فيما اتهمت فرنسا الحكومة السورية بعرقلة المفاوضات ودعت روسيا إلى تحمل مسؤولياتها وإعادة الوفد الحكومي إلى طاولة التفاوض. وتسلط هذه التصريحات الضوء على مدى اعتماد الغرب على روسيا في مساعي التعامل مع الصراعات المتعددة في منطقة الشرق الأوسط. وأشار تيلرسون أيضاً خلال اجتماع لوزراء خارجية دول «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) في بروكسيل إلى أن الحلفاء الغربيين اتفقوا على عدم تطبيع العلاقات مع روسيا. وفي باريس، اتهمت فرنسا الحكومة السورية اليوم بعرقلة محادثات السلام برفضها العودة إلى جنيف، ودعت روسيا لعدم التملص من مسؤولياتها في إعادة دمشق لطاولة التفاوض. وقال نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية ألكسندر غورغيني للصحافيين: «تدين فرنسا غياب وفد النظام ورفضه الانخراط في المفاوضات بحسن نية للتوصل لحل سياسي». وأضاف: «هذا الرفض يظهر استراتيجية التعطيل لعرقلة العملية السياسية التي يتبعها نظام دمشق المسؤول عن عدم إحراز تقدم في المفاوضات». وقال غورغيني إن على روسيا تحمل مسؤولياتها باعتبارها أحد الداعمين الرئيسين للأسد، حتى تشارك الحكومة السورية في المفاوضات. واستؤنفت المحادثات اليوم من دون أن تظهر دلائل على عودة وفد الحكومة السورية إلى جنيف بعدما انسحب منها الأسبوع الماضي. وقال مصدر مقرب من فريق التفاوض الحكومي إن الوفد ما زال في دمشق اليوم. وعقد وفد المعارضة السورية اجتماعاً مع فريق المبعوث الدولي في جنيف، مع غياب الوفد الحكومي. وقال الناطق الرسمي باسم الوفد يحيى العريضي للصحافيين بعد الاجتماع مع الوسيط الدولي، رمزي عز الدين رمزي، إن النقاش تناول «عملية الانتقال السياسي بعمق واستفاضة (...) في اطار علاقتها بالسلة المتعلقة بالعملية الدستورية والانتخابية». وجدد الاشارة الى «جدية» وفده مقابل «انشغال الجانب الآخر بأمور لا تتعلق بالعملية السياسية واستمراره في الاستراتيجية الاساسية التي انتهجها في مقاربة القضية السورية». وأضاف: «إذا كانوا جادين في العمل لاحلال السلام في سورية فعليهم الحضور»، متوقعاً مجيئهم الى جنيف. وبدأت المحادثات الأسبوع الماضي وبعد بضعة أيام لم يتحقق فيها تقدم يذكر، قال وسيط الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا إن وفد الحكومة بقيادة بشار الجعفري عاد إلى دمشق لـ«التشاور». وكان دي ميستورا يتوقع أن تستأنف المحادثات أمس، لكن الجعفري غادر جنيف السبت الماضي وقال إنه قد لا يعود لأن المعارضة أعلنت أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكنه القيام بدور في حكومة انتقالية مستقبلية. ولم يوضح مسؤولون سوريون بعد ما إذا كان الجعفري سيعود للمحادثات، لكن الناطق باسم المعارضة يحيى العريضي قال أول من أمس إن مقاطعة الحكومة تمثل إحراجاً لروسيا التي تحرص على إنهاء الحرب من طريق التفاوض. ووصل فريق المعارضة إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف صباح اليوم لاستئناف المحادثات مع دي ميستورا الذي رفض التعليق مساء أمس عندما سئل عن غياب وفد الجعفري. وقام دي ميستورا بجولات مكوكية خلال جلسات الأسبوع الماضي بين ممثلي الطرفين الذين لم يجتمعوا وجها لوجه. ويعتزم مواصلة الجولة حتى 15 كانون الثاني (ديسمبر) الجاري.
مشاركة :