فارق السن بين الأبناء.. حيرة للأبوين

  • 12/8/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

لعل مسألة فارق السن المثالي بين الأبناء من أهم المسائل التي تشغل بال الأمهات والآباء هذه الأيام. ويكون القرار في هذا الأمر ليس سهلاً، في ظل الضغوط العائلية المرتبطة بالعادات القديمة، والتي تشجع على الإسراع والتعجيل بجلب أخ أو أخت لطفلك حتى لا يكون وحيداً فور إتمام طفلك عامه الأول. وبين الضغوط المادية وصعوبة متطلبات الحياة هذه الأيام بخلاف الماضي.الأمر لم يعد مقتصراً على الزوجين والجنين فحسب كما حدث في الطفل الأول، وإنما يتعلق الأمر هذه المرة بطفل لا يزال في سنواته الأولى يحتاج إلى كثير من الجهد والاعتناء.كما يأتي العامل المادي على رأس الأولويات، فحتى تأتي بطفل آخر يجب التأكد من الاستعداد المادي لتربية هذا الطفل. فمع ارتفاع سقف الطموح والتطلعات الأمر لم يعد يتعلق فقط بالطعام والشراب والتعليم المتوسط، بل أصبح يتعلق بتعليم جيد، والحرص على إشراك الطفل في أنشطة ورياضات مختلفة؛ لتنمية مهاراته الجسدية والعقلية، حتى يتم إنشاء جيل صالح.وبالطبع يأتي عمل الزوجة مترابطاً مع العامل المادي. فمعظم الأسر حالياً أصبحت تعتمد في دخلها على عمل الزوجين معاً، وبالتالي فإن أي قرار خاص بتغيب أو انقطاع الزوجة عن العمل بسبب الإنجاب والاهتمام بالطفل في شهوره الأولى سيؤثر في الأسرة مادياً، خاصة في حال التعذر المادي عن الاستعانة بمربية لتقوم بهذه المهام نيابة عن الأم. تقول إسراء: «لدي طفل عمره 3 سنوات. كنت أتمنى أن أعجل بحملي الثاني بعد إتمامه عامه الأول، فأنا من أنصار فكرة تقارب عمر الإخوة، وأن الأفضل لهم أن يكبروا في ظل ظروف واهتمامات مشتركة، ولكن بسبب ظروفنا المادية، وخاصة أننا في «غربة» لم يمكنني ذلك. فأنا أعمل وأشارك براتبي بشكل أساسي في المنزل، وبسبب ذلك اضطررت إلى العودة إلى عمل بعد 45 يوماً فقط من تاريخ ولادتي، ورضيت بالتنازل عن جزء كبير من راتبي؛ للاستعانة بخادمة تستقبل ابني الرضيع في بيتها في ساعات عملي الطويلة، في سبيل الاستفادة بالجزء المتبقي من راتبي. وبالتالي فإن الإنجاب مرة أخرى في ظل هذه الظروف ليس مطروحاً الآن.من مزايا تقارب السن بين الإخوة هو ازدياد الترابط بينهم، واشتراكهم في الألعاب والأنشطة والاهتمامات ذاتها، وأنهم يصبحون كالأصدقاء عندما يكبرون قليلاً. كما أن تقليص سنوات الطفولة الأولى في المنزل يسهم في إعطاء فرصة أكبر للآباء لالتقاط أنفاسهم عندما يكبر الأطفال ويجتازون السنوات الأولى. تقول نور: أنا مع تقارب السن، لدي 3 أطفال (9-6-3سنوات) وكان فارق السن بينهم بإرادتي، «والسبب عشان أخلص بدري وأقدر أشوف حياتي وأنا في سن مقبول».و يقول مؤيدو الفروق الكبيرة بين الإخوة، إن ترك فترة كافية بين كل طفل يسمح بقضاء وقت أطول وأمتع مع كل طفل على حدة، وإعطائه الاهتمام والعناية الكافية في سنواته الأربع الأولي؛ حتى يصبح الطفل قادراً على الاعتماد على نفسه قليلاً، ويسمح للطفل بأن يكبر كشخص وليس عضواً في فريق، وأيضاً لا يسبب الغيرة والتنافس كالتي تكون بين الإخوة المتقاربين في السن.عن مسألة الغيرة قالت تيسير : «أنا ضد تقارب العمر، لدي طفلان 5-4 سنوات، كانوا مثل الخصوم في السنوات الأولى، وأن الموضوع في غاية السلبية، وترى أن الفارق المثالي هو 3 سنوات على الأقل».واتفقت سلوى الأم ل 5 أبناء قائلة، يجب أن يكون الفرق 5 سنوات أو أكثر حتى تحصل الأم على الراحة اللازمة والابن على العناية الكافية.

مشاركة :