وجه عدد من الخبراء السياسيين والبرلمانيين اللوم على الانقسامات العربية والصراعات الداخلية وضعف الوجود العربي وتفككه، معتبرين أنها وراء القرار الغاشم للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. ويرى سياسيون أن الصراع السياسي والطائفي الذي تعيشه بعض الدول وسعيها إلى تحقيق مصالحها الشخصية، على حساب المصلحة القومية والعربية، كفيل لتهيئة المناخ المناسب أمام الغرب في اتخاذ أي قرارات من شأنها الإضرار بالعرب. النائب علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، يرى أن الأوضاع العربية المؤسفة وحالة الانقسام والمشكلات والفوضى والأزمات التي طالت العديد من الدول العربية وانهيار وخراب البيت العربى كانت سببا رئيسا في أطماع الصهيونية العالمية في اغتصاب القدس العربية الإسلامية الفلسطينية. وأكد عابد في بيان له، أن إقدام الصهيونية العالمية على جعل مدينة القدس عاصمة للعدو الصهيوني ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس في هذا التوقيت تحديدًا كانت له أسبابه وفي مقدمتها استغلال الأوضاع المؤسفة داخل عدد من الدول العربية، مؤكدًا أنه إذا استمرت الأوضاع العربية بهذه الصورة فإن القادم سيكون أكثر خطورة على المنطقة العربية. ومن جانبه أكد النائب صلاح عقيل عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إن الجيش المصري قدم العديد من المعارك والتضحيات ومازال يقوي علي هذا الدور في الدفاع عن القضية الفلسطينية في المقام الأول، مشددًا علي أن الجيش المصري هو الجيش الأوحد الموجود في المنطقة في الوقت الحالي، بعد النزاعات في والانقسامات في بعض الدول العربية المجاورة في المنطقة، داعيا الدول العربية للاتحاد حتى يمكن مواجهة تلك الأطماع الغربية تجاه الشرق الأوسط والعرب. وقال الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، في تصريح لـ”الغد”، إن الدول العربية إذا لم تعي جيدا للمخاطر التي تهددها ومخططات التقسيم، ستكون إلى زوال، فلا مستقبل بدون توحد عربي، فهناك مخططات دولية لعمل اتفاقيات داخل الدول العربية لتقسيمها على أسس طائفية ودينية وعرقية. وأضاف الدسوقي في تصريحات لـ “الغد”: “هناك مشروع منذ عقود طويلة لإضعاف المنطقة وتقسيمها، فالفوضى أصبحت سائدة في العالم العربي، حروب داخلية في اليمن، انقسامات في العراق، صراعات في سوريا، فلا يتبقى إلا مصر التي تخوض حرب شرسة لمواجهة الإرهاب، وبالتالي على الدول العربية أن تفهم هذا جيدًا، فلا يتجرأ الغرب على مهاجمة العرب أو النيل منهم، إذا اتحدوا، أما إذا استمروا على خلافاتهم، سيفعل الغرب أكثر من ذلك بكثير”. وأكمل: “إسرائيل أصبح لها دور بعد أن كانت معدمة بلا فائدة أو تأثير، هذا الاحتلال الذي لا يملك أي تاريخ أو حضارة أصبح فاعل في المنطقة ومؤثر بها، يحاول بث الفوضى والبلبلة داخل المنطقة العربية، بهدف شق الصف العربي، وتجلى ذلك واضحًا فيما يسمى بـ”الربيع العربي”. وقال دسوقي: “في ظل هذه الانقسامات، من الطبيعي أن يتغلغل الاحتلال الاسرائيلي، وينشر سمومه ويتجرأ على الشعب الفلسطيني الشقيق” . واختتم الدسوقي تصريحاته قائلا: “على العرب أن يتحدوا، فإذا اتحدوا لن تستطيع قوة على وجه الأرض التعدي عليهم أو على حقوقهم”.
مشاركة :