شهيد وإصابة المئات في جمعة الغضب

  • 12/9/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تظاهر آلاف الفلسطينيين في «يوم غضب» بالضفة الغربية المحتلة وغزة والقدس الشرقية أمس الجمعة ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وفي أنحاء العالم العربي والإسلامي، خرج آلاف المحتجين إلى الشوارع أمس للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين وغضبهم من الخطوة الأمريكية. ومع انتهاء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، شق المصلون طريقهم صوب أبواب البلدة القديمة ورددوا‭‭‬‬ هتافات «القدس لنا.. القدس عاصمتنا»، و«ما بدنا كلام فاضي، بدنا كلاشينكوف».‬‬ووقعت احتجاجات بعد قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مخالفا بذلك سياسة أمريكية استمرت عقودا، إذ استشهد شابان وأصيب أكثر من 300 فلسطيني خلال مواجهات مع قوات الاحتلال. وبدأت الاشتباكات في بعض المناطق في الضفة الغربية بعد صلاة الجمعة. وفي الخليل وبيت لحم ألقى مئات الفلسطينيين الحجارة على الجنود الإسرائيليين الذين ردوا بإطلاق الغاز المسيل للدموع. وفي غزة، ترددت عبر مكبرات الصوت في المساجد دعوات للمصلين إلى الاحتجاج، وأحرق عشرات الشباب إطارات السيارات في الشوارع الرئيسة في القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتحرك المئات باتجاه الحدود مع إسرائيل. وفي رام الله، مقر السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس، قال محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية وقاضي قضاة فلسطين: «أمريكا ارتضت لنفسها أن تنتخب رئيسا يضعها في عداء مع المسلمين والمسيحيين جميعا». وكثفت الشرطة الإسرائيلية انتشارها في القدس، لكنها لم تفرض أي قيود إضافية على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى، وقالت إنها لم ترصد أي مؤشرات على أن اضطرابات ستحدث هناك، وهو مؤشر على أنهم يتوقعون أن تكون المواجهة محدودة. وفي القاهرة عاصمة مصر، حليفة الولايات المتحدة التي تربطها معاهدة سلام مع إسرائيل، احتشد مئات المتظاهرين داخل الجامع الأزهر وفي ساحته ورددوا هتافات بينها «القدس عربية». واستنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب أمس اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وحث الفلسطينيين على القيام بانتفاضة جديدة. وقال شيخ الأزهر في بيان: «يتابع الأزهر الشريف بغضب ورفض واستنكار ما أقدمت عليه الإدارة الأمريكية من إعلان مدينة القدس الشريف عاصمة لكيان الاحتلال الصهيوني الغاصب: في خطوة غير مسبوقة وتحد خطير للمواثيق الدولية ولمشاعر أكثر من مليار ونصف مليار مسلم حول العالم: ولمشاعر ملايين المسيحيين العرب». وحث في البيان الفلسطينيين على الانتفاض قائلاً: «لتكن انتفاضتكم الثالثة بقدر إيمانكم بقضيتكم. ونحن معكم ولن نخذلكم». وخرج الآلاف إلى الشوارع في ماليزيا وإندونيسيا أيضا اللتين تقطنهما غالبية مسلمة. وعززت السلطات في البلدين إجراءات الأمن حول سفارتي الولايات المتحدة. إلى ذلك، قالت فرنسا أمس إن الولايات المتحدة استبعدت نفسها وسيطا في عملية السلام بالشرق الأوسط باعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، لكن مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي أصرت على أن واشنطن ستظل وسيطا. وأعاد قرار ترامب نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس توترات قديمة بين حكومات الاتحاد الأوروبي التي ترغب في تحقيق السلام في الشرق الأوسط، لكن تعاطفها مع إسرائيل والفلسطينيين متباين. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان: «أسمع البعض، ومنهم السيد تيلرسون (وزير الخارجية الأمريكي)، يقولون إن الأمور ستحدث في وقتها وإن هذا هو وقت المفاوضات. حتى الآن كان بوسعها (الولايات المتحدة) أن تلعب دور الوساطة في هذا الصراع، لكنها استبعدت نفسها بعض الشيء». وأضاف لو دريان متحدثًا لراديو (فرانس انتر) «الواقع أنهم يقفون بمفردهم ومعزولون في هذه القضية». من جهتها، تعهدت فيديريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي الخميس بتنشيط التواصل الدبلوماسي مع روسيا والولايات المتحدة والأردن وغيرها؛ لضمان حصول الفلسطينيين على عاصمة في القدس أيضًا. وقالت إن واشنطن لا تزال صانعًا أساسيًا للسلام. لكن المجر منعت صدور بيان كان مخططا أن تصدره حكومات الاتحاد الأوروبي ردًّا على قرار ترامب الذي أعلنه يوم الأربعاء، وتركوا لموغيريني توصيل رفض الحكومات للقرار. وقالت وزارة خارجية جمهورية التشيك مساء الأربعاء، إنها ستبدأ التفكير في نقل سفارة التشيك إلى القدس، ولكن «بناء على نتائج مفاوضات مع شركاء رئيسين في المنطقة وفي العالم فقط». لكن موغيريني قالت أمس إن وزير خارجية التشيك لوبومير زاوراليك أكد لها أن البيان «لا يمثل دعمًا لقرار الإدارة الأمريكية». وشددت موغيريني على وحدة جميع حكومات الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالقدس والسعي إلى حل يفضي لإقامة دولة فلسطينية في أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل منذ 50 عامًا. في الأثناء، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، إن الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل يخالف المنطق السليم.

مشاركة :