الدوحة - قنا: أكد سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى أن الاحتفال باليوم الوطني للدولة هو تجسيد للترابط والتلاحم بين القيادة والشعب وتمجيد لذكرى يوم تأسيس دولة قطر، وتجديد للوفاء لمن ضحوا وقادوا مسيرة العطاء والنهضة، وتعزيز للروح الوطنية، وحب الوطن، والتضحية في سبيله. وقال سعادته، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، «إن اليوم الوطني لدولة قطر يؤكد هويتها وتاريخها ويجسد المُثل والآمال التي قامت من أجلها الدولة، وإن الاحتفال به يسهم في تأصيل حب الوطن لدى الجيل الجديد، ويجدد الوفاء للجيل الأول الذي سطر بأحرف من نور جهوداً وإنجازات وتضحيات جساماً في كتاب الوطن». وأكد سعادته أن مظاهر الفرح بهذه المناسبة تدل على أن الجميع يكنّ مشاعر الحب والإخلاص لهذا الوطن الغالي، وفيها يتم تكريم أبنائه الذين بقيت إسهاماتهم شاهدة على ما بذلوا من جهودٍ وأنفسٍ قدموها رخيصةً فداءً في سبيل هذا البلد العزيز. وحول شعار هذا العام « أبشروا بالعز والخير»، أشار إلى أن هذه العبارة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى «حفظه الله»، تتجسّد في الواقع خير تجسيد، فسموه حفظه الله قد أوفى بوعده وحفظ وصان عزة قطر وشعبها، وأحال الحصار إلى خير يتدفق من كل صوب.. مضيفاً إن الله عز وجل مَنّ على بلادنا بخيرات وفيرة تدفقت من كل أرجاء العالم، وتحررت تجارتنا من قيود وهيمنة دول الحصار، وقفز اقتصادنا بمقومات جديدة واعدة جعلتنا نردّد قوله تعالى (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ...) «صدق الله العظيم». وأضاف سعادته إن أزمة الحصار وطدت علاقاتنا مع الأصدقاء الحقيقيين من أشقائنا من دول مجلس التعاون ومع أصدقائنا المخلصين في كافة دول العالم، وحققت بلادنا إنجازات عظيمة في ظل الحصار وظل اقتصادنا يسجل الرقم الأعلى في معدّلات النمو في المنطقة بالرغم من كل محاولات تعطيلها والإضرار بها، وهي ترجمة لما وعد به سمو الأمير من عز وخير. وعن تقييمه لتعامل دولة قطر مع الحصار، أكد سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى أنه بفضل وتوفيق من الله وبتوجيه من حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، تعاملت الدولة وأدارت أزمة الحصار وتجاوزتها بحكمة تجسدت في قيادتها وتكاتف وتلاحم شعبها والمقيمين على أرضها. وأضاف إن دولة قطر انتهجت سياسة ضبط النفس والاعتدال في ردود الفعل والتسامي فوق المهاترات وأساليب الإثارة والإسفاف، احتراماً والتزاماً بقيمنا وعقيدتنا وأعرافنا وتقاليدنا، وحرصاً على وشائج القربى والعلاقات الأخوية بين شعوب المنطقة، والتزاماً بسيادة القانون وبالمواثيق والعهود الدولية. وأشار سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى إلى أن كافة الدول والشعوب التي اطلعت على الأزمة وموقف قطر منها، أقرّت بأن دولة قطر بحنكة قيادتها قد انتهجت كافة وسائل الحكمة، واستحقت النجاح في كسب تعاطف العالم الحر وتعاطف المنصفين الذي لا يريدون شراً للمنطقة. وأوضح سعادته أن التعامل مع الأزمة لم يقتصر على الأساليب المتسمة بالنهج الحضاري الراقي فحسب، بل هبّت الدولة والتفّ حولها الشعب في تلاحم رائع واتخذوا كافة التدابير لتجاوزها وآثارها، وذلك بفضل الله وبما لدى بلادنا من بنية اقتصادية حديثة ومتطوّرة، بما فيها المنشآت والشركات العالمية، والمطارات وقدراتها المالية، هذا بجانب التزامها بعقود وصادرات الغاز حتى لدول الحصار. وأكد أن سمعة قطر وإمكانياتها الاقتصادية وتعاملاتها الدولية في العقود السابقة يسرت لها إيجاد خطوط جوية وبحرية بديلة ومباشرة مع العديد من الدول، وجلبت لها احتراماً دولياً ومزيداً من الثقة، وهذا ما مكنها من المحافظة على استقرار نشاطها المصرفي. وأشار سعادته إلى أن دولة قطر تمكنت من إنشاء أكبر ميناء بحري في المنطقة، هو ميناء حمد الدولي الذي استعاضت به عن الواردات البرية عبر الحدود مع المملكة العربية السعودية.. كما أشار سعادته إلى أن مشاريع البنية التحتية خاصة مشروعات كأس العالم 2022م مستمرّة في تحقيق وتنفيذ برامجها وفق الخطط المحدّدة لها. ونوّه بنهج الدولة في اتباع خطة سياسة نقدية ومالية حكيمة، وتأمين السلع الغذائية والضرورية والمحافظة على استقرار أسعارها، وقال إن ذلك مكن الدولة من إدارة الأزمة بصبر وثقة مع بيان موقفها ورغبتها في الحوار لحل الأزمة دون شروط مسبقة مع احترام للسيادة. وفيما يتعلق بخطط المجلس في دور الانعقاد الحالي في ظل الحصار المفروض على دولة قطر، أوضح سعادته أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، قد تفضل مشكوراً ببيان الخطط المستقبليّة للبلاد في خطابه السامي عند افتتاح دور الانعقاد السادس والأربعين لمجلس الشورى، وتحقيقاً لما تضمنه خطابه السامي سيعكف المجلس على دراسة مشاريع قوانين ومراسيم لتطوير التشريعات والقوانين التي تحقق العدالة وتحمي المواطن والمستهلك، والقوانين الخاصة بتطوير السلطة القضائية ومشروع تكوين مجلس شورى منتخب، وهي كلها تهدف لضمان استقرار البلاد أمنياً واقتصادياً واجتماعياً وسياسياً. وأعرب سعادته عن أمله في أن يتمكن المجلس من أداء هذه المهام الجسيمة في هذه المرحلة بكفاءة واقتدار، خاصةً بعد أن تم إعادة تشكيل المجلس وضم عضوات لأول مرة إليه.
مشاركة :