وسط حضور جماهيري كبير بقاعة مسرح الحمراء بتونس العاصمة، نجح الممثل مشاري مجيبل، أمس الأول، بحركاته المتناسقة وصوته الجميل في شد انتباه الحضور، ونقله إلى حياة البحار الكويتي، بحلوها ومُرها. ورغم أن مسرحية "مذكرات بحار" لمسرح الخليج العربي لم تتجاوز نصف الساعة من الزمن، لكنها كانت غنية بالأناشيد والأغاني والأهازيج التراثية الكويتية، التي شدت آذان الجمهور التونسي، وإن استعصت عليها بعض المفردات الكويتية. في هذا الصدد، قال مخرج "مذكرات بحار" يوسف السريع لـ"كونا" إن "مذكرات بحار"، هي نص للشاعر محمد الفايز، وكتب عام 1964، وقدم بقصيدة جميلة في فترته، وفيما بعد تم تقديمه كأوبريت في 1979، مضيفا أنه "لحلاوة هذا النص أخذت منه ثلاث مذكرات، وحوَّلتها إلى عمل مسرحي مونودرامي". وأضاف أن الممثل مشاري مجيبل يقدم هذه القصيدة بشكل جديد، ويأتي في العرض على العديد من المفردات الكويتية القديمة والجميلة، التي تدور في مجملها حول حياة البحار وعلاقته بالبحر، مؤكدا أنه حاول رسم "رؤية تعود بنا إلى البحار الكويتي في عام 1948"، والذي يرى من مركبه منصات نفط على الأرض، فيخيل إليه بأنها صواري مراكب، ويدخل معها في حوار يدور حول معاناة البحار الكويتي، لاسيما من الظروف المناخية. وأشار إلى أنه تم تأثيث هذا الحوار بين البحار والصواري أو منصات النفط بالعديد من الأهازيج والأناشيد والأغاني التراثية الكويتية، مؤكدا أن "هذا العمل يسعى لطرح هذا النص الجميل على الأجيال الجديدة من الشباب وتعريفهم به". وحول مشاركة مسرح الخليج العربي بهذا العمل في "أيام قرطاج المسرحية"، أعرب السريع عن فخره بذلك، وخاصة أن هذا المهرجان حدث ثقافي عالمي يتيح فرصة كبيرة للتعرف على العديد من المدارس والمسرحيين والمبدعين والمختصين في هذا المجال الإبداعي. من جهته، ذكر سفير الكويت لدى تونس علي الظفيري في تصريح مماثل، أن "مذكرات بحار" عرض مسرحي شيق بأداء رائع من الممثل مشاري مجيبل، حيث نجح في إحياء عبق التراث البحري الكويتي في تناول طريف للنص الجميل للشاعر الكويتي محمد الفايز. وأكد أن الجمهور التونسي استمتع بهذا العرض، مضيفا: "نحن متعطشون لعروض من هذا القبيل، لتعريف الجمهور التونسي بالفلكلور الكويتي". وانطلقت الجمعة فعاليات الدورة 19 لـ"أيام قرطاج المسرحية"، وسط حضور جماهيري كبير، فيما قررت اللجنة المنظمة التخلي عن كل المظاهر الاحتفالية، تضامنا مع القدس، وتخصيص العديد من الفعاليات لدعم القضية الفلسطينية.
مشاركة :