أبوظبي:رانيا الغزاوي انطلقت فعاليات منتدى أبوظبي لمكافحة السمنة لدى الأطفال، امس والذي تنظمه دائرة صحة أبوظبي، سعيًا منها لأن تصبح نموذجاً عالمياً لمكافحة السمنة لدى الأطفال في الإمارة، حيث شهدت الإمارة تزايدًا في حالات السمنة لدى الأطفال في السنوات الأخيرة، على غرار بقية البلدان في العالم.يشارك في المنتدى 300 متخصص يمثلون 12 جهة حكومية و9 جهات خاصة، و 20 طالباً و4 متحدثين عالميين متخصصين بالبحث في آفة السمنة لدى الأطفال، وكيفية السيطرة عليها والحد منها، وذلك على مدى يومين بفندق سوفيتيل الكورنيش في أبوظبي. وحضر الافتتاح كل من الشيخ عبد الله بن محمد آل حامد، رئيس دائرة الصحة في أبوظبي، والدكتور مغير الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع، ومحمد الهاملي وكيل دائرة الصحة بالإنابة، وعدد من المتخصصين والباحثين في مجال مكافحة السمنة عند الأطفال. وأكد الشيخ عبد الله بن محمد آل حامد، أن الحكومة قد وضعت صحة كافة المقيمين ضمن أولوياتها وخططها الاستراتيجية، كونها إحدى أهم ركائز التنمية المستدامة، مشيراً إلى أنه يتوقع ارتفاع نسبة السمنة في حال لم يتم عمل تدخلات مجتمعية ومؤسسية مع كافة الجهات المعنية لوضع حد لهذه الزيادة والسيطرة على هذه المشكلة الصحية، لافتا إلى أن دائرة الصحة قد قامت بالتعاون مع فريق عمل مكافحة السمنة لدى الأطفال في إمارة أبوظبي والمكون من 12 جهة حكومية تتضمن، دائرة صحة أبوظبي، ومكتب أبوظبي التنفيذي، ودائرة التعليم والمعرفة، ودائرة التنمية الاقتصادية، ودائرة التخطيط العمراني والبلديات، ومجلس أبوظبي للجودة والمطابقة، ومؤسسة التنمية الأسرية، ومجلس أبوظبي الرياضي، وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، وشركة أبوظبي للإعلام، ومؤسسة زايد العليا، بوضع خطة شاملة للحد من ظاهرة السمنة، وتهدف هذه الخطة إلى رفع النشاط البدني لدى الأطفال بنسبة 15% وخفض متوسط مؤشر كتلة الجسم بنسبة 15% بحلول عام 2020. وأضاف:«تأمل أبوظبي على المدى الطويل في تقديم عدد من الابتكارات في مجال تطوير منتجات صحية للأطفال، وذلك عبر الاستفادة من التقدم المُحرز في مجال العلوم والتكنولوجيا لإيجاد منتجات تعود بالفائدة للأطفال في كافة الجوانب التوعوية، والغذائية وممارسة النشاط البدني».وأشارت الدكتورة أمنيات الهاجري، مديرة دائرة الصحة العامة في دائرة الصحة في أبوظبي، أن 15 % من طلاب المدارس في إمارة أبوظبي يعانون السمنة و17% في مرحلة زيادة الوزن وذلك بحسب نتائج برنامج دائرة الصحة للفحوص المدرسية، كما أن تنفيذ معايير الغذاء الصحي في مدارس إمارة أبوظبي والتأكد من تطبيقها بلغ 100% في المدارس الحكومية، وتعد هذه النتائج احد الدوافع الرئيسية التي أدت إلى تشكيل فريق عمل يعمل على تنفيذ استراتيجيات خطة مكافحة السمنة، لافتة إلى أنه وبحسب الدراسات العالمية، فان 1 من 4 أطفال يعانون السمنة في العالم، داعية إلى ضرورة تقليص عدد الساعات التي يقضيها الأطفال في مشاهدة التلفاز واستخدام الأجهزة الذكية، وتشجيع الأطفال على زيادة نشاطهم البدني، وتقديم خيارات غذائية صحية في المنزل وفي المدرسة وفي المقاهي العامة والمطاعم وغيرها. وأضافت: تعتمد خطتنا في دائرة الصحة على المحاور التي وضعتها منظمة الصحة العالمية وتشمل أهم البرامج التي ناقشتها التجارب العالمية في مجال السمنة، ومن أحد المعوقات التي واجهتنا صعوبة تطبيق 12 استراتيجية رئيسية و50 مشروعاً في مدة زمنية واحدة، لعدم إمكانية متابعة المخرجات لجميع الاستراتيجيات في ذات الوقت وقياسها بشكل دوري، وبالاتفاق مع الشركاء الاستراتيجيين، تم تقسيم البرامج إلى عدة مراحل، تشمل المرحلة الأولى التي ستنفذ على مدى 3 سنوات، التركيز على 4 محاور رئيسية، وهي التغذية الصحية للمجتمع وللأطفال داخل المدرسة وخارجها، والنشاط الرياضي والبدني للأطفال وذويهم، ومحاولات إدخال الضريبة الغذائية لعدد من المواد الغذائية، ومنها رفع الضريبة على المشروبات الغازية خلال شهر أكتوبر الماضي، وتخفيض نسبة استهلاك السكر على مدى الخمسة أعوام المقبلة بحوالي 20%، وذلك للمساهمة في خفض استهلاكه بين الجمهور. ولفتت إلى الخطط الطموحة العالمية التي يسعى إلى تنفيذها القطاع الطبي الخاص والحكومي في إمارة أبوظبي، كالمستشفيات الصديقة للطفل، وتشجيع الرضاعة الطبيعية لما لها من دور كبير في تخفيض سمنة الأطفال في المستقبل، حيث أثبتت الدراسات العالمية أن فرصة إصابة الطفل الذي أتم الرضاعة الطبيعية بالسمنة مستقبلياً أقل بكثير من غيره، لافتة إلى ارتباط السمنة ببعض أمراض الأطفال المزمنة كالسكري من النوع الثاني التي بدأت معدلات الإصابة به في الازدياد على مستوى العالم، إضافة إلى مشكلة انقطاع النفس عند الطفل خلال النوم، كما أن الأطفال المصابين بالسمنة لديهم قابلية أكثر للإصابة بالأمراض وأشارت الهاجري إلى أن وضع ميثاق إعلامي لمحاربة الترويج للأغذية الغير صحية، يتضمن التزام وسائل الإعلام في إمارة أبوظبي على أن لايتم الترويج لأي أغذية ومشروبات غير صحية لمدة زمنية معينة، ويعد من الحلول الرئيسية لمكافحة سمنة الأطفال، لافته إلى أن هذا المشروع يتطلب جهوداً اتحادية لتطبيقه كجزء من الخطة الوطنية، وتعميمه على مستوى منطقة الخليج بشكل شامل لضمان تضافر الجهود، وأن تكون أحد أهم أهداف الميثاق الإعلامي، عمل منظومة متكاملة تحدد إمكانية مصادر الأغذية الغير صحية، والحد من قدرتها للترويج للأطفال. وتم خلال جلسات المنتدى استعراض بعض من الحملات الناجحة للحد من السمنة في المملكة المتحدة والسويد وهولندا والمكسيك، كما ركزت الجلسات على السنوات الأولى من عمر الطفل باعتبارها مرحلة هامة لتعزيز تناول الأغذية الصحية وممارسة الأنشطة البدنية، حيث أنفقت دائرة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا، ما يقارب 25 مليار درهم على الأمراض المرتبطة بالسمنة (لدى الأطفال والبالغين) في عام 2015.
مشاركة :