بالأمس، كانت الذكرى الرابعة والثمانون، ليومنا الوطني المجيد، الذي يزداد بمرور الأيام والأعوام رسوخا في نفوس أبنائه وبناته.. امتنانا منهم واعترافا بالملحمة التاريخية التي قادها يوما الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل، ورسخها أبناؤه من بعده، لتكون هذه الشجرة المباركة العملاقة، التي ننعم الآن بظلها وفيئها وثمارها، ويجب أن نعمل بكل إخلاص وجهد، لتليق بأبنائنا وأحفادنا وأجيالنا القادمة. كثيرة هي الكلمات والمشاعر، في هذه الذكرى العطرة، التي نستدعي فيها، كل إنجازات العقود والسنوات التي مرت، وكانت لبنة التوحيد، هي القاسم المشترك مع كل إنجاز تحقق، لندرك أهمية الدرس التاريخي الرائع، الذي سطره الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ بعزيمة الرجال، ليكون الحدث الأبرز في القرن العشرين، كما اعترف بذلك مؤرخو التاريخ الحديث، لتنهض أمة واعية، من بين حطام التشرذم ومآسي التنافر والتشتت، مسجلة بروز الوطن السعودي الخالد، متعملقا بين الأمم، وراسخا بين الدول، وعميقا في الجذور، بحنكة ودراية ووعي وعزيمة قادة، وضعوا ثوابت الوحدة والتماسك والتلاحم، كأهم الخطوط العريضة للنهوض. طيلة عقود منذ التأسيس الخالد، وثمار النهضة تتوالى، بعزيمة مواطن التف حول كل قادته، وانصهر معهم في الحلم السعودي المشترك، ليرفرف علم التوحيد، خفاقا لا يعرف انتكاسة، وعزيزا لا يعرف ضيما أو ذلا، ومجيدا دون تهاون أو استهانة، استطاع المواطن بعبقرية الأجداد، وسمو الآباء، وعزة الأبناء، أن يكون كما أراد له صانع الحلم السعودي، مشاركا في البناء، وحاملا ـ بسواعده وفكره ـ للراية العملاقة في كل أرجاء الوطن الكبير. ليس غريبا، ونحن نحتفي باليوم الخالد ـ إن شاء الله ـ أن نتعلم مع كل ذكرى، حصة جديدة في درس الوطنية الأكبر، ونستلهم ليس عمق الإنجاز فقط، ولكن نرسخ بقلوبنا وأعمالنا، معنى الانتماء للوطن الواحد، ونجسد بأعمالنا وأفعالنا، كينونة الولاء والوفاء والحب، لكل ما يجمعنا من قواسم مشتركة على أرض واحدة. نفهم من خلالها حقيقة التجربة العملاقة، ونعمل بوصية الآباء والأجداد.. تيمنا بوطن يستوعبنا جميعا دون تفرقة أو تمييز، واعتبارا من عنوان كبير، وشعار رفعه ذات يوم، رجل وقائد، اسمه.. عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود. ** تذكر تذكر يا سيدي .. أن إغماض العين عن الحقيقة لا يعني غيابها.
مشاركة :