وثيقة اليونسكو تقدم سبلا ابتكارية للصحافيين المستقلين ووسائل الإعلام من أجل تحسين سلامة الصحافيين.العرب [نُشر في 2017/12/11، العدد: 10839، ص(18)]تصاعد جرائم العنف على الصحافيين واشنطن - لا تخضع مسألة السلامة الشخصية إلى الكثير من الاهتمام لدى الصحافيين وغرف الأخبار بشكل خاص في الدول النامية، حيث يعتمد الصحافيون غالبا على خبرتهم الشخصية ودرجة إحساسهم بالخطر، دون الأخذ بالاعتبار الخطط الاستراتيجية للسلامة المهنية. وتقول شيري ريكاردي إن هذا الوضع مشترك بين الصحافيين في جميع أنحاء العالم، فعندما اجتمعت مع صحافيين بنغلاديشيين في ندوة حول تغطية الإرهاب، سألتهم من منهم يضع خطط استراتيجيات سلامة قبل التوجه إلى مهمة محفوفة بالمخاطر، فلم ترفع حتى يد واحدة، بينما قال أحد المراسلين الشباب “لا أحد يتحدث عن ذلك”. وتناول العديد من الصحافيين جرائم العنف والأنشطة الإرهابية المحلية؛ فقد نجا البعض من التخويف والضرب الوحشي والتهديد بالقتل من جانب مختلف الفصائل، لكن لا يبدو أنهم مطلعون بما يكفي على برامج وأدوات السلامة التي تصدرها المنظمات الدولية بدءا من المؤسسة الدولية للسلامة الإخبارية ولجنة حماية الصحافيين، وكلاهما يقدم نصائح ممتازة ومبادئ توجيهية حول السلامة، وفق ما ذكرت ريكاردي في تقرير لشبكة الصحافيين الدوليين. وأصدرت اليونسكو في يونيو وثيقة بعنوان “هجوم على واحد هو هجوم على الجميع”، تعرض برامج تعمل في جميع أنحاء العالم لرفع مستوى الوعي ومساعدة الصحافيين على التفاوض في الحالات الخطيرة. وسلطت الضوء على 22 من الممارسات الجيدة، تناسب مختلف دول العالم. وتقدم وثيقة اليونسكو نظرة ثاقبة حول “سبل ابتكارية وناجحة لوسائل الإعلام والصحافيين المستقلين ومنظمات المجتمع المدني من أجل تحسين سلامة الصحافيين”. وقال غاي بيرغر مدير قسم حرية التعبير والتنمية الإعلامية التابعة لليونسكو، “إن ثقافة الإفلات من العقاب تهدد العديد من الصحافيين بالمنفى أو الصمت”. وتناول التقرير دراسات لحالات في البلدان التي يتعرض فيها الصحافيون للخطر، فقد أنشأ قادة وسائل الإعلام في باكستان مجموعة تسمى “المحررون من أجل السلامة” على واتساب. ويتم استخدام الرسائل المشفرة في هذا التطبيق “للإبلاغ وتأكيد وجمع الأدلة على الاعتداء ضد الصحافيين، كما يحشد دعم المحررين ويزيد من التوعية حول حالات الإساءة لضمان عدم تجاهل الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين ومحاسبة الجناة”. وأوضح ظفار عباس ومحرر صحيفة داون الرائدة في باكستان، أنه “عندما يستهدف صحافي تخرج كلمة إلى الشبكة لتبدأ سلسلة كاملة”، وأضاف “لن نبث القصة أو ننشرها إلا عندما يؤكد محرر من تلك المؤسسة المعنية الهجوم ويعطينا إشارة الإنطلاق وحتى الآن تعمل بطريقة رائعة”. وكانت هناك تجربة ناجحة في أفغانستان، فعندما استولت طالبان على قندوز في عام 2015، أحرقت معظم المراكز الإعلامية في المقاطعة وشددت لجنة سلامة الصحافيين الأفغانيين على وضع الطوارئ لمساعدة 132 صحافيا وعائلاتهم على الهرب من هجوم طالبان. وكان الفضل لعمل اللجنة السريع في إنقاذ العشرات من الأرواح. وقال موظف في لجنة سلامة الصحافيين الأفغانيين لم يحدد اسمه لأسباب أمنية “تظهر عملية الاستجابة السريعة الكبيرة أن الناس تعلموا كيفية العمل وكيفية إعداد خطط إدارة المخاطر واستخدام مهارات الإسعافات الأولية واستخدام الدعم الاجتماعي من النظير إلى النظير”. وتقدم وثيقة اليونسكو ميلا نحو التفاؤل بشأن التحالفات الجديدة والجهود التعاونية التي تعمل لصالح سلامة الصحافيين. ويتعلم القراء أن منظمات المجتمع المدني أكثر انخراطا، مدفوعة بـ”الحاجة إلى حماية الصحافة كخير مجتمعي”. وهذه مذكرة واعدة لمهنيي الإعلام العاملين في أماكن خطرة.
مشاركة :