الشارقة: «الخليج» أعلنت إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة، خلال مؤتمر صحفي عقدته، صباح أمس، في مقر الدائرة، عن تفاصيل الدورة العشرين لمهرجان الفنون الإسلامية التي تقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، وتنطلق غداً 13 ديسمبر/كانون الأول، وتستمر حتى 23 يناير/كانون الثاني 2018، تحت مسمى «أثر»، كشعار يجمع التجارب الفنية المشاركة من تشكيلية ومعمارية، وحضر المؤتمر محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية، المنسق العام للمهرجان، وفرح قاسم مسؤولة المهرجان، وأدارته الإعلامية نورة شاهين.قال القصير في كلمته: «إن مهرجان الفنون الإسلامية، أصبح علامة فارقة في المشهد الفني للشارقة، ففي كل دورة من دوراته ثمة جديد يلقى استحسان ورضى جمهورنا النوعي في إماراتنا المباركة، وفي كل عام هناك إضافة نعمق من خلالها مشروع الشارقة الثقافي الذي وضع أسُسه صاحب السمو حاكم الشارقة، فقد صار هذا المهرجان الفني ركناً هاماً في المشهد الثقافي محلياً ودولياً، بفضل رعايته الكريمة وإرشاداته المضيئة».وأضاف: «إن في استمرارية المهرجان ترجمة لرؤية الشارقة في منح الفنون الإسلامية آفاقاً جديدة، واختيار (أثر) شعاراً لهذه الدورة إنما يعزز هذه الرؤية من خلال أهمية هذا المفهوم في الفكر الجمالي العالمي، ولكون المنجز الإبداعي في الفن الإسلامي يعزز مكانة استثنائية ذات أثر، وحضور فاعل في تيارات الفنون العالمية. ولعلّه من الضرورة بمكان ملاحظة التنوع في الطروحات الفنية شكلاً ومضموناً، بما يتوازى مع توق الفنانين المشاركين إلى تقديم رؤاهم، والتعبير بصرياً عن مفاهيمهم الجمالية ذات الصلة بالفنون الإسلامية».وأوضح القصير أن المهرجان سيشهد (270) فعالية، بين معارض ومحاضرات وورش فنية، تشارك في تنظيمها (28) جهة ومؤسسة في الشارقة، منها المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، واتحاد المصورين العرب، ومتحف الشارقة للحضارة الإسلامية، ودائرة الأوقاف، ونادي سيدات الشارقة. ومن ضمن هذه الفعاليات يقام (44) معرضاً، في متحف الشارقة للفنون، ومتحف الشارقة للخط، ومسرح المجاز، والقصباء وغيرها من الأماكن، يتم خلالها عرض (181) عملاً فنياً، من لوحات وأعمال تركيب، وحروفيات، وخط أصيل، وجداريات.أما إجمالي عدد الفنانين المشاركين فيبلغ (43) فناناً من (31) دولة عربية وأجنبية مشاركة في المهرجان، منها: ألمانيا والنمسا وإسبانيا واليابان والإمارات والسعودية ومصر والمغرب، وضمن الفعاليات أيضاً سيتم تنظيم (153) ورشة فنية، وتقديم (27) عرضاً للفيديو.وفي الجانب التنظيري والبحثي ستقدم (46) محاضرة، فضلاً عن اللقاء الحواري المفتوح بين الفنانين والجمهور، كما يستضيف المهرجان (170) ضيفاً من فنانين وإعلاميين ومحاضرين وخطاطين ومشرفي الورش، فضلاً عن مساعدي الفنانين.وأشارت فرح قاسم إلى أن اختيار عنوان «أثر» كانطلاقة لرؤى الفنانين، مرده إلى أن هذا المفهوم يشكل أهمية بالغة في الفكر الجمالي، كون المُنجز الإبداعي في الفن الإسلامي، يُعزز مكانة استثنائية ذات أثر وحضور فاعل في تيارات الفنون العالمية، فالعمل الفني ضمن هذا المناخ من الجمالية العربية والفكر الإسلامي، إنما يلقي بظلاله على حالة التلقي والنقد والتجديد منذ الفترات الأولى لتشكل بنيته البصرية. لذا نجد أن الوقوف عند مفهوم الأثر، في غمرة الحديث عن الفن الإسلامي، بات أمراً ملحّاً، فهذا الفن يمتلك قيماً جاذبة للغرب كما الشرق، ومن اللافت للأمر مساقاته الحديثة ومقوماته المعاصرة التي يكتنزها.وأوضحت أن المهرجان أصبح من أهم المنصات المحلية والعربية التي تعنى بالفن الإسلامي كمفهوم شامل واسع، يتخطى المكان والجغرافيا ليصل ويتفاعل من كل الحضارات والثقافات، وبالتالي يأخذ منها ويؤثر فيها. وقد شهد المهرجان عبر دوراته المتلاحقة حالة فنية خاصة لها أبعادها الفكرية والجمالية المستقلة، حيث قدم الفنانون العرب والأجانب رؤاهم الفنية حول الفن الإسلامي وثيماته وأشكاله وتقنياته المختلفة.وبين الأصالة والمعاصرة تراوحت الأعمال لتشكل في مجملها إطاراً شاملاً يحتضن مفاهيم الفن الإسلامي حسب رؤية الفنان وتجربته وكيفية تأثير أنماط هذا الفن في عمله، وكيفية تطويعه لجماليات هذا الفن بما يتناسب مع يقدمه عموماً من فن وإبداع. فعاليات اليوم الأول يشهد أول أيام المهرجان مجموعة متنوعة من المعارض والورش والمحاضرات، حيث يستضيف متحف الشارقة للفنون المعرض العام بمشاركة فنانين عرب وأجانب يقدمون مشاريعهم التي أعدوها لهذه الدورة، منها: «العالم الآن» للفنانة أبيغل رينولدز، «بعد الإنسان: الأثر» للفنان أحمد جاريد، «صلاة» للفنان عمار العطار، «غرزة» للفنانة أرتويف أوريجينال، «تأملات في فضاء مقدس» للفنان بن جونسون، «المقرنص الشفاف» للفنانة كرستينا بارينيو، «ربط الأبواب» للفنان ديفيد مورينو، «نسيج خشبي» للفنانة إليسا ستروزيك، «حفل استقبال زفافي» للفنان خالد الشعفار، «رفرفات صوت بصرية» للفنانة نجاة مكي، «معلقة المثلثات الكروية» للفنان بيتر ترفيليان، «مسار الذهب» للفنانة سارة العبدلي، «فسحة داخلية» للفنان باتريك د. ويلسون، «رجا» للفنان سليمان عيسى، «مساحة للوعي العميق» للفنانة بيا جنسن، «التحول المعدني» للفنانة زينب الهاشمي.كما يقام معرض «جدارية» للفنان زيغا في مبنى الأوقاف، ومعرض «المسجد الطائر» للفنانين تشوي وشاين في مسرح المجاز.وتشهد مناطق الشارقة المختلفة مجموعة من الفعاليات منها، محاضرة «أهمية الخط العربي وأثره في المجتمع» في مسجد الرشد في البطائح في المنطقة الوسطى، وورشة «أساسيات خط الديواني» في مسجد المليحة، وورشة «المتعاكسات في خط الرقعة» في مسجد خورفكان في المنطقة الشرقية، وورشة «إيقاعات لونية» في كلباء.
مشاركة :