أي بني.. احفظ عني

  • 12/13/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ارفع شأناً لدين واقترب من آيات التنزيل، لا تتوقف عن نصرةٍ لمظلوم وترفع عن دعوة على ظالم.. دعه لسنن الحياة.. فوحدها كفيلة بردعه. راعِ الحق والواجب.. واعلُ على سفاسف الأمور وأصحابها. لا تتوقف أبداً عن تعلُّم.. ولا ترَ نفسك كبيراً إلا لترممها.. فاليوم الذي تقف فيه عن التعلُّم هو اليوم الذي تتنهي به قيمة الحياة. اللهَ اللهَ في "التواضع".. نِعم الخلق بطانة لقلبك.. يحتضن بلطف كل القيم الأخرى.. ولِم ترى نفسك، وأنت شيء الآن بأمر ربك؟! راعِ من أسدى لك خيراً يوماً ولو صغيراً، فالحر من راعى وداد لحظة. كن أنت الصديق الذي تود أن تراه في صديقك.. وعضَّ على المخلصين بنواجذك لا تدعهم.. واعلم أنهم نادرون.. فإذا وجدتهم فالزم، وإن لم تجدهم فاصبر وامض في حياتك شامخاً لا تضرك وحدة.. فوحده هو الذي يؤنس الوحشة ولو كنت وسط الألوف. واصبر نفسك واصطبر مع الكِرام حُمال المسك لتتعرض لنفحاتهم.. كن صاحب مروءة حقيقية.. أصيلة لا زائفة.. وإنما تستمد أصالتها من الله.. وزيفها أن تفعلها ليقال فعل. قلِّل جدالك في الحق، وتحدث عما في نفسك لأهل الثقات. لا تُسلم دمعتك إلا لمن يقدرها، ولا تُسلم قلبك إلا لمن أقرها العقل. وأعِد لقلبك زاداً، فإن وجدت الله وجدت كل شيء، وإن فاتك فاتك كل شيء. واحفظ فمك من أن يأكل من الجِيَف بغيبة في إنسان أو بهتان ليس فيه، لسانك مهلكة فاحذر.. وادرس فتنة داود في صاد.. وحسن لغة الضاد. وفرَّ من الأعراض فرارك من الأسد.. فإن ذلك كله سَلَف ودَين.. تراه في الدنيا قبل الآخرة دون عناء دعاء ممن هتكت. لا تسخر من أحد، فلربما كان خيراً منك عند ربه.. وتغاضَ عن الزلّات.. فمن منا خالٍ؟ اربأْ صدع القلوب، وكن بئراً للأسرار. لا تجعل مذنباً يتوارى منك خجلاً.. ذكّر بالرحمات المذنبين.. واسمع حتى الصباح للمتعبين.. وانقذ الغرقى والمكلومين.. وفجّر طاقات المنكسرين.. واعلم أنك لو قررت يوماً الوقوف مع مظلوم، فإن أذىً قد يصيبك.. فاعقلها بعقلك ووازنْها وأعدَّ لها العدة وتوكل.. ولا تنسَ أن تفعلها لله. أي بني.. لا تنصّب نفسك إلهاً أو حكماً.. فلم تملك ذلك وليست مما أعطاك ربك. سدَّ الخلل وخذ الناس بمجمل الحسن فـ"إذا بلغ الماء القُلّتين، لم يحمل الخبث"، ولا تتتبّع عورات أحد.. كيف تنجو إذا تتبعك "الله" العليم؟! واعلم في الوقت ذاته أن المرء قد يُختبر في أفضل صفاته.. ألم يُبتلَ إبراهيم في حنانه وهو الأوّاه الحليم؟ احفظ جوفك عن حرام.. وتحرَّ مالاً ينبت لحمك.. وسَل الله أن يجعل الدنيا في يديك لا بقلبك.. تصدّق من مالك لتطهّره، على فقير وعلى أهل بيتك.. فالكرم مكرمة.. والبخل مذلة.. افتح بيتك ويديك لأحبابك.. ولا تنسَ أن تفعلها لله. وإياك من الجاه والمركز.. إياك يا بني فإنها الفاضحة أمام ربك.. فوالله إنها لدنيا رخيصة رخيصة.. فلا ترخّص نفسك معها.. وإن نافسك أحد فيها فألْقِها في وجهه.. دون ضعف أو جبن أو استسلام؛ حتى لا تجعل للظلم مناخاً آمناً. ً واعلم أن ليس كل ما يُعرف يقال ولا كل ما يُقال حضر وقته. تعلَّم من دروس الدنيا ولا تنكسِر أمامها.. لا تنكسِر إلا لمن خلقك.. فقوِّ نفسك أمام المحن وأرغمها على أن تتعلم هذه النصيحة الخالدة "الأيام دول". وإذا زاحمتك المحن.. فتذكَّر ركعتين من نور في جوف هذا الظلام. أي بني.. اعلم أن الخوف هو قاتِلٌ لعقلك.. والهوى والهرج الزائد قاتلان لقلبك. ابنِ نفسك وانطلِق بجوادك.. واعمل على خطتك لا تدعها.. وأضف إلى مهاراتك أو معارفك أو قناعاتك خطوة جديدة كل يوم.. احترم الخبرات وقدّرها.. واعلم أن أصل فلاحك معرفة لربك ولذاتك.. أحبِب حبيبك هوناً ما.. وأبغض بغيضك هوناً ما فأسوأ ما قد يتعرض له قلبك هو التعلق. اللهَ اللهَ في كلمة "الفضل".. أعطِ الفضل لأهله واعرف قدر نطقها في القلوب.. واعلم أنه لا كمال إلا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.. فإذا أخطأت فانهض واستغفر وامض في رسالتك.. وإذا اختلط عليك أمر فاستخر واستشر.. واشترِ بكل ما تملك كبيراً، وإياك أن تكون ممن يقال عنهم: "ملوش كبير". واعلم أن اختبارات الرسالة قاسية. أسأل الله لك السلامة.. ويأبى الله إلا أن يجعل لها القدسية الأكبر في قلبك.. فراعِها ترعَك احتضنها.. تشبَّث.. تعلَّق بتلابيبها.. واحمِ بظهرك كل العواصف التي قد تطيح بها.. اللهَ اللهَ في الفردوس.. فهل من مُشمِّر.. أعطِ لله.. وامنع لله.. "وجيب هديتك لصاحبك" لله.. وإذا تقلبتَ بالليل فَرقاً على من تعلمه.. منعك من النوم حرصُك وتخطيطُك له فافعلها لله.. حتى إذا تبدلت قلوب.. قلَّتْ حدةُ الألم على قلبك الحنون. واحفظ عهد صاحبيك.. جودة وعيسى. رطِّب جفاء لسانك وقلبك بالذكر.. أَخْفِ العبادات وأثقلها في ميزانك. ولا يمضي يوم إلا بدعاء.. يستحث وصالك مع السماء. أي بني..اسمع مني آخرها وأهمها: ليس لك ملاذ إلا الله.. حاول أن تبحث عن طريق لفرار.. فإذا بكل الطرق تؤدي إليه.. الله يا بني وفقط هو الحنان المنان الكريم.. الجبار الحكيم.. كن مع الله وكفى... هو حسبك ووكيلك وجارك وضمانك.. ولا تنسَ أن تجعلني في دعائك وأن تنقل وصيتي متى استطعت. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :