تعهدت المصارف والشركات الكبيرة الابتعاد عن الوقود الاحفوري المسبب لارتفاع حرارة الأرض، وذلك خلال اجتماع لقادة العالم في باريس في مسعى للحصول على أموال جديدة لانقاذ البشرية من المصير «المحتوم».وجاءت بعد عامين بالضبط من توقيع 195 دولة على اتفاقية باريس لتجنب أسوأ سيناريو للاحتباس الحراري.وأعلنت هذه المصارف والشركات تخصيص مليارات الدولارات لوقف العمل في مشاريع فحم ونفط وغاز في القمة التي هدفت لجمع الأموال. لكن الدولة المضيفة فرنسا، وكذلك الأمم المتحدة والبنك الدولي حذرت من ان الجهود لتحويل الاقتصاد العالمي إلى مستقبل من الطاقة الخضراء، لا تزال ضئيلة جدا وبطيئة جدا. وقال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أمام الوفود «نحن بصدد خسارة المعركة» وأضاف «اننا لا نتحرك بالسرعة الكافية». من جهته حذر الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش من ان دولا عدة تستمر في دعم الوقود الاحفوري لخفض الأسعار للمستهلكين، مشبها ذلك بالبشرية «التي تستثمر في موتها المحتوم». وقال «نحن نخوض حربا من أجل وجود الحياة على كوكبنا بالشكل الذي تعرفونه»، وذلك أمام أكثر من 50 من قادة الدول بينهم المكسيكي انريكي بينا نييتو والبريطانية تيريزا ماي والاسباني ماريانو راخوي في القمة التي دعا اليها ماكرون ردا على انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من اتفاقية باريس 2015. وأعلن رئيس البنك الدولي جيم يونغ وسط تصفيق حاد ان البنك «سيتوقف عن تمويل مشاريع التنقيب عن النفط والغاز واستخراجهما اعتبارا من 2019». وأضاف «إننا عازمون على العمل معكم جميعا لوضع السياسات الصحيحة في مكانها وجعل محركات السوق تسير في الاتجاه الصحيح ووضع المال على الطاولة وتسريع العمل». وقالت شركة التأمين الفرنسية إكسا إنها ستسرع وقف العمل في قطاع الكربون، وتسحب 2,5 مليار يورو (2,9 مليار دولار) من شركات تأتي اكثر من 30 % من عائداتها من الفحم.وبحسب وكالة الطاقة الدولية، سيكون هناك حاجة لاستثمارات بحوالى 3,5 تريليون دولار كل عام في قطاع الطاقة حتى العام 2050 لابقاء الاحتباس الحراري دون درجتين مئويتين اي ضعف الانفاق الحالي.(أ ف ب)
مشاركة :