كان الملك سلمان واضحاً معنا، وحدثنا من جديد عن تطلعاته وآماله المستقبلية، وأقرأنا شيئاً عن المستقبل الموعود به الوطن، وقد أخذنا في خطابه من محطة إلى أخرى، من السياسة إلى الاقتصاد، ومن الشأن الاجتماعي إلى الأمني، ومن الإصلاحات في بنية الدولة، إلى الفساد الذي تعامل معه بطريقة غير مسبوق عليها. * * خاطبنا من قُبّة مجلس الشورى، عن التعليم والصحة، وصارحنا -كما هي عادته- عن كل شيء عمله من أجلنا ومن أجل الوطن، فلم ينتظر منا لأن نسأله، أو إلى حين نطلب إجابة منه، فقد ذهب إلى أكثر مما كنا سنسأل عنه، أو نطلب الإجابة عليه، فكان الخطاب الملكي السنوي في مستوى الأحداث والتطلعات والانتظار داخلياً وخارجياً. * * الذين استمعوا إليه في قُبَّة الشورى، أو تابعوه نقلاً حياً عبر القنوات الفضائية خرجوا بانطباع يحمل التفاؤل والأمل والشعور بأننا أمام غد أفضل، ومستقبل يحمل الكثير من أحلام تُجَهّز وتُعدّ منذ تسلمه مقاليد الحكم لتكون دافعاً لمنجزات على الأرض، وخريطة طريق للإصلاحات، ونمطاً للتغيير المطلوب، والتجديد المنشود لكل مفاصل الدولة. * * كان للملك خطاب مختصر بمضامين مهمة، وهو ما ألقاه بصوته، لكن الخطاب الملكي بالتفاصيل التي انتظرناها تم توزيعه على الحضور، وتعميمه على وسائل الإعلام، وفيه تركيز بما تم إنجازه، وإفصاح عما هو قادم من مشروعات وإصلاحات، وحديث عن السياستين الداخلية والخارجية، ومواكبة للأحداث الأمنية، والموقف من الإرهاب والتأكيد على الثوابت والالتزامات التي لا تحيد عنها المملكة. * * لا أريد أن أفسد عليكم متعة قراءة كلمة الملك التاريخية، لهذا لن أطيل في كلام تستحقه الكلمة الملكية السنوية، فنحن أمام هيكلة للدولة، تماشياً مع رؤية المملكة2030 التي لم تترك شيئاً للقول، فهي باختصار القول الفصل.
مشاركة :