أوضح الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطابه بالقمة الإسلامية الطارئة باسطنبول أمس الأربعاء أن مواقف المملكة العربية السعودية تجاه القضية الفلسطينية ثابتة منذ بداية القضية، داعيا إلى عدم الإصغاء لأية أقاويل بخلاف ذلك. وقال عباس: «لا يفوتني الإشادة بمواقف المملكة العربية السعودية الثابتة وهي واقفة معنا منذ البداية إلى جانب شعبنا وقضيتنا وهذا ما أكد عليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده في زيارتي الأخيرة له». وأضاف عباس: قال لي الملك كلمة واحدة: «لا حل بدون دولة فلسطينية عاصمتها القدس غير ذلك لا تسمعوا أي كلام من أحد، فشكراً بارك الله فيك». القدس الشرقية ودعا قادة الدول الاسلامية في ختام قمتهم الطارئة في اسطنبول الاربعاء العالم الى الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين ردا على القرار الامريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل. وقال القادة في بيان نشر في ختام قمة منظمة التعاون الاسلامي في اسطنبول: «نعلن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين وندعو الدول الى أن تعترف بدولة فلسطين وبالقدس الشرقية المحتلة عاصمة لها». واضافوا: نرفض وندين باشد العبارات القرار الاحادي غير القانوني وغير المسؤول لرئيس الولايات المتحدة الامريكية القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة مزعومة لاسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، ونعتبره لاغيا وباطلا». وقالوا ايضا في البيان: ان قرار ترامب «يعتبر تقويضا متعمدا لجميع الجهود المبذولة لتحقيق السلام ويصب في مصلحة التطرف والارهاب ويهدد السلم والامن الدوليين». ورأوا ايضا ان هذا القرار يعتبر «بمثابة اعلان انسحاب الادارة الامريكية من ممارسة دورها كوسيط في رعاية السلام وتحقيقه بين الاطراف». جريمة كبرى وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطابه بالقمة: إن القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل «جريمة كبرى» وإن «الولايات المتحدة لن يكون لها دور في العملية السياسية بعد الآن لأنها منحازة كل الانحياز لإسرائيل». وتابع: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يهب القدس كما لو كانت مدينة أمريكية. وقال: «القدس كانت وما زالت وستظل إلى الأبد عاصمة لدولة فلسطين». وأفاد عباس بأن الولايات المتحدة بقرارها تكون «اختارت أن تفقد أهليتها كوسيط وألا يكون لها دور في العملية السياسية. لن نقبل أن يكون لها دور في العملية السياسية بعد الآن فهي منحازة كل الانحياز لإسرائيل. هذا هو موقفنا ونتمنى ونأمل أن تؤيدونا في ذلك». رفض وإدانة ومن جانبه قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين في القمة أمس: إن المنظمة ترفض قرار ترامب وتدينه. وأضاف: «منظمة التعاون الإسلامي ترفض وتدين إعلان الإدارة الأمريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، وقرار نقل السفارة إليها لما يشكله هذا من انتهاك لسيادة القانون الدولي وزعزعة لمنظومة العلاقات الدولية ومخالفة لميثاق الأمم المتحدة والقرارات الأممية ذات الصلة». وتابع العثيمين: «تجدد منظمة التعاون الإسلامي دعوتها لدول العالم التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين أن تبادر بالاعتراف بها الآن دعما لتوطيد دعائم السلام القائم على رؤية حل الدولتين والتزاما صادقا بتحقيق العدالة وصونا لقرارات الشرعية الدولية». وترأس وفد المملكة العربية السعودية في القمة نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن مـحمـد آل الـشيخ. دعوة للعالم واستضافت تركيا القمة التي شارك فيها زعماء ووزراء أكثر من 50 دولة إسلامية. وانتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي رأس القمة، الولايات المتحدة بشدة بسبب موقفها تجاه القدس.وقال إردوغان: «أدعو جميع الدول الداعمة للقانون الدولي إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لفلسطين المحتلة. لا يمكن أن نتأخر أكثر من ذلك». ووصف إردوغان قرار ترامب الأسبوع الماضي بأنه مكافأة لإسرائيل على أفعالها بما فيها الاحتلال والبناء الاستيطاني ومصادرة الأراضي و«العنف والقتل غير المتكافئ». تحذير أردني من ناحيته حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس الأربعاء من أن «محاولات تهويد القدس ستفجر العنف». وشدد الملك عبدالله، في كلمته أمام القمة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول، على أن الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل «يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة». وشدد على أن الوصاية الهاشمية على مقدسات القدس «مسؤولية تاريخية» وأن الأردن سيعمل على منع أي محاولات لتغيير الوضع القائم في المدينة. وقال: «نجتمع اليوم لمواجهة تحديات جسام تواجه العالم الإسلامي والتهديد الخطير لمدينة القدس، مهوى قلوب المسلمين ومسرى نبيِّنا، سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، والمدينة المقدسة للمسيحيين أيضا». واضاف: إن «أغلب ما يشهده العالم العربي والعالم من حولنا، من انتشار العنف والتطرف، هو نتيجة لغياب حل عادل للقضية الفلسطينية، وما ترتب على ذلك من ظلم وإحباط». وتابع: «قد اتخذ المتطرفون من هذا الواقع المرير عنوانا لتبرير العنف والإرهاب، الذي يهدد الأمن والاستقرار في العالم أجمع». حل الصراع وقال الملك الأردني في كلمته: «لا يمكن أن تنعم منطقتنا بالسلام الشامل، إلا بحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وفق قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية، ووصولا إلى قيام الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني، وعاصمتها القدس الشرقية، فالقدس هي الأساس الذي لا بديل عنه لإنهاء الصراع التاريخي». وأكد أن «محاولات تهويد مدينة القدس، وتغيـير هويتها العربية الإسلامية والمسيحية، سيفجر المزيد من العنف والتطرف، فالمدينة مقدسة عند أتباع الديانات السماوية الثلاثة». مسؤولية تاريخية ولفت ملك الأردن إلى أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس مسؤولية تاريخية، يتشرف الأردن ويستمر بحملها، قائلا: «وسنواصل دورنا في التصدي لأي محاولة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى/ الحرم القدسي الشريف، وأنتم السند والعون للأردن في هذه المسؤولية، ولا بد لنا من العمل يدا واحدة لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، والتصدي لمحاولات فرض واقع جديد».
مشاركة :