اثمرت الجهود التي تقدمها الإدارة العامة للتعليم بمنطقة جازان في اندماج الكلي لأكثر من 1500 طالب وطالبة من ذوي الاحتياجات الخاصة في الصف الدراسي أولا ثم المدرسة ثانيا فالمجتمع ثالثا وذلك بما تعنيه كلمة الاندماج الكلي، وذلك بعد تحقيق تعليم جازان في تهيئة الميدان التربوي في جازان من الناحية المهنية لتنفيذ مرحلة التعليم الشامل من خلال تدريب العاملين على هؤلاء الفئة الغالية على الجميع. ويسعى تعليم جازان في تقديم خدماته التعليمية والتربوية لطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث نفذ 41 برنامجا في مسار العوق الفكري، و 18 برنامجًا في العوق البصري، و 17 برنامجًا في العوق السمعي، و 6 برامج لضعاف السمع إلى جانب 7 برامج للتوحد، و 68 برنامجًا في صعوبات التعلم، و 3 برامج في فرط الحركة وتشتت الانتباه وبرنامج يسير. يأتي هذا الإنجاز في الميدان التعليمي والتربوي لذوي الاحتياجات الخاصة بعد مجموعة من المتغيرات التي شهدتها التربية الخاصة بجازان بتقديم خدماتها عبر مراحل انتقالية بدأت من خلال مرحلة المعاهد الخاصة التي كانت تسمى معاهد التربية الخاصة حسب نوع العوق فيما تبعها مرحلة افتتاح معهد الأمل للصم للبنين عام 1413هـ مع السكن الخاص للطلاب والذي كان يخدم محافظات منطقة جازان فيما شهد العام التالي 1414هـ افتتاح معهد التربية الفكرية لخدمة طلاب التربية الفكرية للبنين حيث كان يقدم خدماته للطلاب من ذوي العوق الفكري بكافة المحافظات فيما شهد العام 1422هـ افتتاح معهد الأمل والنور للبنات، لخدمة الطالبات ذوي العوق السمعي والمكفوفين حيث اتسمت تلك المرحلة ببعدها عن مفهوم الدمج. وتسعى الإدارة العامة للتعليم بمطقة جازان بمواصلة تطوير مراحل التربية الخاصة وذلك بهدف تلافي السلبيات من خلال مرحلة الدمج من الدرجة الثانية لطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك عبر تقديم الخدمات في فصول خاصة داخل مدارس التعليم العام التي بدأت بافتتاح أول برنامج عام 1418هـ للمكفوفين في مدرسة طارق بن زياد فيما جرى التوسع في افتتاح البرامج لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة في مدارس قريبه من مناطق سكنهم حيث وصل عدد البرامج عام 1421هـ إلى أربعة برامج تخدم الصم والمكفوفين والتربية الفكرية، فيما تطورت تلك البرامج المتخصصة حتى وصلت عام 1437هـ إلى 63 برنامجًا تخدم جميع فئات ذوي الاحتياجات الخاصة بالإضافة إلى ذوي الإعاقات الصحية والجسمية داخل فصول التعليم العام. من جهة أخرى أوضح مدير إدارة التربية الخاصة بالإدارة العامة للتعليم بمنطقة جازان الأستاذ توفيق بن طاهر علاقي إلى أن إدارة التربية الخاصة بتعليم جازان تعمل حاليا على تهيئة الميدان التربوي لاستقبال مرحلة التعليم الشامل والمدرسة الشاملة والتي تقديم جميع خدمات التربية الخاصة للطالب داخل فصل التعليم العام بغض النظر عما يعاني منه , لتكون المدرسة قادرة علي خدمة جميع الطلاب في الصفوف العادية للتعليم العام مؤكدا أن هذا التوجه هو أحدث نموذج في العالم لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة متمنيا أن يتم تحقيق ذلك قريبا إن شاء الله تعالى على أرض الواقع. وأكد علاقي إلى أن معهد التربية الفكرية بإسكان الملك عبد الله بن عبدالعزيز التنموي بمحافظة أحد المسارحة يقدم الخدمات التربوية والتأهيلية التي يجدها طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة بالمعهد من خلال كادر تعليمي وتربوي متخصص ويملك قدرات متميزة للتعامل مع الطلاب، مبينا إلى أن من الأدوار التي يقوم بها المعهد هي نشر التوعية وتعريف المجتمع المحلي بأهمية منح ذوي الاحتياجات الخاصة كافة الحقوق في التعليم والتأهيل واحترام الخصوصية والحماية الاجتماعية وعدم التعرض للقسوة والاندماج مع المجتمع والمشاركة في الحياة وذلك انطلاقا من رسالة المعهد التي تعزز الشراكة المجتمعية لخدمة طلابه وتحقيق أهدافه وخاصة وأن الأسرة شريك أساسي في نجاح العملية التربوية والتعليمة لطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة. وأضاف أن المعهد يحتضن معلمين تمكنوا من تحقيق الانسجام مع المعهد وهو ما يعد معززًا ذلك لتخصصهم ومساهما في تقديم خدمات تعليمية وتربوية متميزة لطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في مراحل التعليم العام التي يضمها المعهد، وفي كافة التخصصات ومن خلال أركان وتقسيمات فصلية تواكب الترتيب العالمي المتخصص في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة فيما تتعامل العيادة الطبية بالمعهد مع الحالات الطارئة بتقديم الإسعافات الأولية لإصابات اليوم الدراسي . موضحا أن المعهد يضم قسم القياس والتشخيص وهو واحدًا من أبرز أقسام معهد التربية الفكرية بأحد المسارحة، حيث يقم خدماته للحالات المستجدة المقدمة من أولياء الأمور أو الحالات التي يتم تحويلها من مراكز أو مستشفيات، ويضم العديد من آليات القياس والتشخيص المتخصصة التي من أبرزها مقياس ستانفورد بينيه ” الصورة الخامسة ” الذي يعد من أشهر اختبارات الذكاء إلى جانب مقياس بيب ثري لتقييم وتشخيص الأطفال من ذوي اضطراب التوحد، كما يضم المعهد العديد من المرافق الخدمية من صالات للألعاب وقاعات تدريب، فيما يشرع معهد التربية الفكرية أبوابه لاستقبال الزائرين من طلاب مدارس التعليم العام وأفراد المجتمع لزيارات المعارض المتخصصة التي تسعى للتعريف بخدمات المعهد وقدرات طلابه من ذوي الاحتياجات الخاصة .
مشاركة :