شن الطيران الإسرائيلي، أمس، غارات عدة، استهدفت مواقع تابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، وذلك رداً على إطلاق صواريخ من غزة على البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع، وفي وقت اقتحم فيه عشرات المستوطنين وطلبة من المعاهد التلمودية المسجد الأقصى المبارك، أمس، وسط حراسات مشددة من قوات الاحتلال، أغلقت السلطات الإسرائيلية معبرين حدوديين مع قطاع غزة. وفي التفاصيل، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت، أمس، ثلاث منشآت عسكرية تابعة لـ«حماس» في قطاع غزة. وقال البيان إن «هذه المنشآت العسكرية تستخدم للتدريبات ولتخزين الأسلحة». وأضاف أن «الغارات جرت رداً على الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة»، الليلة قبل الماضية. وذكر مصدر أمني في غزة أن «طائرات حربية إسرائيلية نفذت أكثر من 10 غارات جوية في ساعات الفجر الأولى، استهدفت خلالها مواقع للمقاومة الفلسطينية»، وأوضح أن هذه الغارات «أسفرت عن وقوع أضرار مادية كبيرة فيها، وأضرار في عدد من منازل المواطنين المدنيين القريبة، وإصابات بسيطة». وذكر شهود عيان أن مواقع عسكرية عدة تابعة لكتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لـ«حماس»، تعرضت للقصف. وقال هؤلاء الشهود إن القصف استهدف مواقع «البحرية» جنوب غرب خان يونس (جنوب القطاع)، و«بدر» قرب مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة و«قريش» في منطقة تل الهوا (جنوب غرب مدينة غزة) و«أبو جراد» في منطقة المغراقة جنوب مدينة غزة. وأضاف شهود العيان أن موقعاً تابعاً لـ«القسام» في غرب دير البلح بجنوب قطاع غزة تعرض للقصف الجوي مرتين، ما أسفر عن أضرار. وتابعوا أن القصف استهدف موقعاً لحركة الجهاد في خان يونس. وجاءت هذه الغارات بعد ساعات على إطلاق صاروخين من قطاع غزة على بلدات إسرائيلية، تم اعتراضهما في الجو. ولم يذكر الجيش الإسرائيلي أي تفاصيل إضافية، لكن الإذاعة الإسرائيلية العامة تحدثت عن صاروخ ثالث انفجر في حقل في الأراضي الإسرائيلية، من دون أن يسبب إصابات. وقالت الإذاعة إن 14 صاروخاً أطلقت من قطاع غزة منذ إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في السادس من ديسمبر، قراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أغلق، اعتباراً من أمس، معبري كرم أبوسالم للبضائع، وبيت حانون (إيريز) للأفراد، بين غزة وإسرائيل «بسبب الحوادث والمخاطر على الصعيد الأمني». وقلل وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أمس، من أهمية زيادة إطلاق الصواريخ في الأيام الماضية من قطاع غزة. وخلال جولة في بلدة سديروت القريبة من قطاع غزة، أكد ليبرمان أن الصواريخ تأتي «نتيجة للصراعات الداخلية الفلسطينية بين فصائل مختلفة». وتابع: «آمل أن يقوم سكان غزة بإجبار قيادتهم على استثمار جهودهم وأموالهم في تحسين اقتصاد القطاع بدلاً من حفر الأنفاق، وإنتاج الصواريخ وإطلاقها على إسرائيل». من جانبه، دعا إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إلى تنظيم يوم «غضب» في كل جمعة في العواصم العربية والأراضي الفلسطينية، من أجل إسقاط قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. يأتي ذلك في وقت اقتحم فيه عشرات المستوطنين وطلبة من المعاهد التلمودية، بلباسهم التلمودي التقليدي، المسجد الأقصى، حيث أفاد شهود عيان فلسطينيون في مدينة القدس المحتلة أن الاقتحامات بدأت من باب المغاربة، وعبر مجموعات متلاحقة، في الوقت الذي ينفذ فيه المستوطنون جولات استفزازية مشبوهة في أرجاء المسجد. ولفتوا إلى محاولة عدد من المستوطنين أداء حركات وشعائر تلمودية في منطقة باب الرحمة «المغلق» داخل المسجد، فضلاً عن الاستماع إلى شرح حول أسطورة وخرافة الهيكل المزعوم. وتتزامن الاقتحامات الواسعة لعصابات المستوطنين مع بدء ما يسمى «عيد الأنوار» العبري.
مشاركة :