لا فائدة ترجى من الندم على ما فات في قطاع التعليم، ولا فائدة ترجى مما أسفرت عنه التقارير والبحوث العلمية التي تدلل على تدني وتباطؤ في مؤشرات نموه (المقصود به الكيف لا الكم) ولا فائدة ترجى من كثرة ما يكتب عن التعليم عبر الصحف أو الوسائل الأخرى ،بعضها تحتوي على نقد شديد وبعضها يتضمن خطوات للتطوير، كما لا فائدة ترجى من مشاعر الإحباط التي تنتاب العديد ولا سيما العاملين في مجال التعليم. لقد حان الوقت للتخلي ونسيان مافات من سلبيات وإدراك الواقع بكل شفافية والتوقف عن تبادل التهم التي لا طائل من ورائها. نحن إزاء مرحلة تصحيحية جديدة قوامها الرؤية الشاملة المنتهية بأهداف وتوقيت محدد وآليات جديدة في وسائل التنفيذ قوامها الثقة في الله أولاً ثم في العاملين في القطاع ممن أؤتمنوا على تنفيذ ما يمكن تسميته بالخطة الاستراتيجية. إن لكل مجتمع معطياته وخصائصه وإجراء المقارنات مع دول أخرى قد يكون فيه بعض الظلم، وبعض الشركات الاستشارية الدولية عندما يتم التعاقد معها لإنجاز عمل ما لا تأتي في النهاية بالمعجزات ولكنها في الواقع وبحكم تجربتها الطويلة في هذا الميدان تكشف النقاب عن جوانب الضعف والقوة التي تستقيها من المجموعات التي تلتقي بها وتعيدها إلينا محفوفة ببعض الدلالات الإحصائية وتجارب دول أخرى مماثلة وقد ينتهي الأمر بالاستفادة من ورش العمل التي أقامتها وتزين الخطة بمجموعة من التوصيات في غاية المثالية وبعضها يتعذر تنفيذها على أرض الواقع مع الإكثار من الكلمات الرنانة كالشفافية، التنافسية، الإستراتيجية، المدارس الذكية، الجودة والمعايير،... وهكذا. إننا في أمس الحاجة إلى أن يستشعر كل فرد منا مسئوليته وأن نلبي النداء لأي تعاون يطلب منا ممن أوكل إليهم مهمة تطوير التعليم وأن نقوي من عزيمتهم ونبتعد عن التشكيك في النوايا وغيرها ونعزز الثقة فيما بيننا إن كنا بحق صادقين في توجهاتنا ونسعى جادين – كلٍ في محيطه- لإزالة مشاعر الإحباط ومظاهر الفشل والحاجة في بعض الأمور والحرص على الوقت مستشعرين ضرورة الوعي بواقعنا وبإشكالياته المتراكمة والابتعاد عن جلد الذات والاعتراف المطلق بالمكتسبات التي تحققت عبر الزمن وتوظيفها إيجابياً لما نحن مقدمون عليه. يبقى أمر في خواطر البعض منا وهو أن يكون للتعليم العالي هيكلة جديدة تخرجه من تبعيته إلى وزارة التعليم وهو ما سأتعرض له لاحقاً عبر هذه الزاوية، كما يتمنى الكثيرون عودة التربية إلى حظيرة التعليم وأحسب أن هذا الأمر لا يغيب عن أذهان المسئولين. Qadis@hotmail.com
مشاركة :