حراسة المرمى صداع لمنتخب تونس بقلم: مراد البرهومي

  • 12/16/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

الحراس الثلاث المتوقعون في تشكيلة المنتخب التونسي يمرون بانتكاسات متتالية جعلتهم يبتعدون عن المباريات الرسمية لفرقهم.العرب مراد البرهومي [نُشر في 2017/12/16، العدد: 10844، ص(22)]مهمة صعبة لمعلول تونس - مر المدرب نبيل معلول فعلا إلى مرحلة التحضير الأولي من خلال معاينة مستوى اللاعبين المحليين والمحترفين خارج تونس وخاصة الدوليين منهم من أجل الوقوف على حقيقة إمكاناتهم ومستواهم في الظرف الراهن قبل المرور بعد ذلك إلى اختيار النواة الأولية للمنتخب خلال التجارب الودية المرتقبة قبيل المونديال. ولئن برز بعض اللاعبين الذين ينشطون خارج تونس ومنهم بالخصوص وهبي الخزري نجم نادي رين الفرنسي، فضلا عن بعض اللاعبين المحليين فقد برزت في الآونة الأخيرة مشكلة “خطيرة” تتعلق أساسا بوضعية حراس مرمى المنتخب التونسي ونعني بذلك الحارس الأول أيمن المثلوثي والحارس الثاني معز بن شريفية وبدرجة أقل الحارس رامي الجريدي، فهؤلاء مروا طيلة الفترة الماضية بانتكاسات مختلفة جعلتهم يبتعدون عن المباريات الرسمية لفرقهم، الأمر الذي قد يهدد مشاركتهم مستقبلا مع المنتخب في ظل غياب النسق لديهم وتراجع مردودهم. ضحايا الأهلي المصري كانت نهاية مشاركة الأندية التونسية في مسابقتي أفريقيا في نسخة عام 2017 كارثية بأتم معنى الكلمة فالفرق الأربعة، ونعني بذلك الترجي الرياضي والنجم الساحلي والنادي الإفريقي والنادي الصفاقسي، تجاوزت دور المجموعات بسلام لكنها سقطت بعد ذلك في الأدوار المتقدمة وكان السقوط مدويا وخاصة في مسابقة دوري الأبطال، فالترجي خسر على ملعبه في ربع نهائي المسابقة ضد الأهلي المصري ثم تلاه سقوط مريع للنجم الساحلي بسداسية كاملة في نصف النهائي ضد الأهلي أيضا، أما في مسابقة كأس الاتحاد الأفريقي فقد خرج الصفاقسي والأفريقي بشكل مفاجئ وغير متوقع خلال مباراتي الإياب بتونس. لم تكن عواقب هذا الخروج حكرا على الفرق بل طالت أيضا بعض اللاعبين الذين دفعوا الثمن غاليا، وخاصة حراس المرمى، فمعز بن شريفية الذي ارتكب بعض الأخطاء “القاتلة” في مباراة فريقه الترجي ضد الأهلي خسر مكانه الأساسي منذ تلك المباراة إلى اليوم، وبعد أن كان الحارس الأول للفريق وكان حضوره دائما في أغلب مباريات المنتخب التونسي، أصبح هذا الحارس بمثابة “العجلة الخامسة” في فريقه ومن غير المستبعد أن يغادر الترجي خلال الميركاتو الصيفي في صورة تواصل خروجه من دائرة اهتمام الجهاز الفني للترجي، ومن الطبيعي تبعا لذلك أن يخسر مكانه في المنتخب التونسي وباتت مشاركته في المونديال مهددة بشكل كبير للغاية. حارس آخر كان من بين “ضحايا” الأهلي المصري وهو حارس النجم الساحلي أيمن المثلوثي الذي قبل ستة أهداف كاملة في مباراة الإياب ضد الفريق المصري، الأمر الذي كلفه ترك مكانه الأساسي في الفريق لمعوضيه زياد الجبالي وأشرف كرير، ولئن منحه الجهاز الفني للنجم الفرصة مؤخرا كي يلعب مجددا أساسيا في بعض المباريات إلا أن مستواه تراجع وقد يفقد مكانه نهائيا خاصة وأن عدة أطراف مؤثرة صلب الفريق تعتقد أن “قيدوم” الفريق فقد بريقه ولم يعد قادرا على قيادة النجم مستقبلا، ولا يستبعد أن يعود مجددا إلى دكة البدلاء خلال الفترة القادمة. أما الحارس الدولي الثالث فهو لاعب الصفاقسي التونسي رامي الجريدي الذي فقد مكانه الأساسي في فريقه منذ نهاية الموسم الماضي، وظل حبيس دكة البدلاء لفترة طويلة للغاية في ظل تصاعد أسهم الحارس الشاب في الصفاقسي محمد الهادي قعلول، ولئن تمكن مؤخرا من استعادة مكانه الأساسي إلا أن ذلك لن يضمن له مشاركة مؤكدة ضمن قائمة اللاعبين الذين سيمثلون تونس في الموعد المونديالي بسبب قلة مشاركاته هذا الموسم. سيناريو 1978 ربما يتذكر بعض متابعي المشاركات التونسية في نهائيات كأس العالم ذلك الحضور اللافت خلال مونديال الأرجنتين سنة 1978 حيث ترك منتخب “نسور قرطاج” أفضل الذكريات بعد مردود رائع وفوز تاريخي على المكسيك وتعادل بطعم الفوز على ألمانيا. في تلك البطولة برز عدد كبير من اللاعبين التونسيين وفي مقدمتهم الحارس الشاب مختار النائلي، فهذا الحارس لم يشارك في أية مباراة في التصفيات خاصة في ظل وجود أحد “عمالقة” الكرة التونسية الحارس الصادق ساسي “عتوقة” الذي لم يكن في تلك الفترة محل تشكيك ولا يوجد أي حارس بمقدوره منافسته على مكانه الأول في منتخب تونس، لكن عبدالمجيد الشتالي مدرب “نسور قرطاج” في تلك الفترة جازف وفاجأ الجميع بإقصاء “عتوقة” ومنح ثقته التامة في الشاب النائلي الذي أبهر الجميع بمستواه الرائع. هذه القصة قد تتكرر مجددا، حيث يرجح أن يترك المثلوثي مكانه الأساسي لحارس آخر، إذ تشير آخر المعطيات إلى أن مدرب المنتخب التونسي بصدد التفكير جديا في استقدام حارس جديد ومنحه الفرصة كاملة ليكون الحارس الأول خلال موعد روسيا المرتقب، هذا الحارس ينشط في فرنسا وتحديدا مع نادي شاتورو المنتمي إلى الدرجة الثانية، إنه معز حسن الذي يشارك بانتظام في مباريات فريقه هذا الموسم، وهو بصدد تقديم عروض جيدة رغم صغر سنه بما أنه لم يتجاوز بعد عامه الثالث والعشرين. وقد بدأ الجهاز الفني لمنتخب تونس فعلا في التحرك من أجل توجيه الدعوة لهذا الحارس للمشاركة في بعض المباريات الودية القادمة، وفي صورة نجاحه قد يكون بلا شك الحارس الأول للمنتخب التونسي خلال مونديال روسيا خاصة إذا خفت بريق حراس مرمى تناوبوا طيلة السنوات السبع الأخيرة ضمن التركيبة على حراسة شباك منتخب “نسور قرطاج”، لكن هذه المرة قد يتم اتخاذ قرار جريء مفاده “ضخ دماء جديدة”.

مشاركة :