نبيل معلول يحيي ظاهرة التجنيس في منتخب تونس بقلم: مراد البرهومي

  • 12/27/2017
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

نبيل معلول يحيي ظاهرة التجنيس في منتخب تونسفي خطوة مفاجئة وجّه المدير الفني للمنتخب التونسي لكرة القدم نبيل معلول الدعوة للاعب الترجي التونسي الذي يحمل أصولا إيفوارية فوسيني كوليبالي قصد المشاركة في المعسكر الإعدادي الأول لـ”نسور قرطاج” على درب التحضير للموعد العالمي في مونديال روسيا 2018. وسيكون كوليبالي ضمن قائمة تضم 27 لاعبا ينشطون في الدوري المحلي للانتظام في معسكر خارجي يدوم أكثر من أسبوعين بداية من يوم 1 يناير المقبل.العرب مراد البرهومي [نُشر في 2017/12/27، العدد: 10853، ص(22)]كسبت الرهان تونس - رغم أن هذا اللاعب الذي يلعب لفائدة الترجي التونسي منذ سنة 2014 بعد تجربة لموسم واحد مع نادي الاتحاد المنستيري لم يحصل بعد على الجنسية التونسية، إلا أن مدرب المنتخب التونسي اعتبر أن وجود هذا اللاعب “ضروري ومفيد للغاية” للمنتخب التونسي قبل خوض غمار البطولة العالمية، وأكد في هذا السياق أن كوليبالي “لديه كل الخصال والقدرات التي تخول له الاندماج صلب المجموعة، وإضافته مضمونة”. وقد تقدم فوسيني كوليبالي البالغ من العمر 28 والذي لعب مع منتخب بلاده الكوت ديفوار في الفئات السنية الصغرى دون أن يلعب مع المنتخب الأول، خلال الأيام الماضية بطلب إلى السلطات التونسية قصد الحصول على الجنسية التونسية، الأمر الذي يسمح له باللعب رسميا مع منتخب “نسور قرطاج” والدفاع عن ألوانه مستقبلا، كما أنه سيمكن فريقه الترجي التونسي من قيد لاعب أجنبي آخر. وهذا القرار اعتبره بعض المتابعين للشأن الكروي في تونس مفاجئا وغير “صائب” خاصة وأن دعوة هذا اللاعب قد لا تمنح أية إضافة للمنتخب التونسي خلال المونديال، خصوصا أنه يشغل خطة متوسط ميدان دفاعي، والحال أن منتخب تونس الذي تأهل للمرة الخامسة في تاريخه إلى كأس العالم يضم في صفوفه عددا كبيرا من اللاعبين الذين يشغلون هذا المركز، وساهموا بقسط وافر في ضمان ترشح منتخب بلادهم على غرار أمين بن عمر وغيلان الشعلالي وكريم العواضي والفرجاني ساسي.عدد من المتابعين يرون أنه كان على معلول توسيع دائرة اهتمامه ومتابعة لاعبين من أصول تونسية ينشطون في أوروبا وفي هذا السياق أكد بعض المحللين الرياضيين المحليين أن دعوة المدرب نبيل معلول للإيفواري كوليبالي قد تعود بالوبال على المنتخب التونسي خاصة وأن وجود كوليبالي سيكون بلا شك على حساب بقية اللاعبين الذين أظهروا قدرات جيدة وأثبتوا جدارتهم باللعب مع المنتخب التونسي وقدموا أداء رفيعا خلال أغلب مراحل التصفيات، واعتبر الصحافي التونسي خليل بلحاج علي أن هذا القرار يعتبر مفاجئا للغاية بما أن المنتخب التونسي لا يعاني من نقص على مستوى لاعبي الوسط بقدر معاناته من غياب مهاجمين أقوياء بمقدورهم التألق والبروز في كأس العالم، قبل أن يضيف قائلا “أعتقد أن وجود كوليبالي مع المنتخب التونسي لن يضيف الكثير، بل عكس ذلك قد تتسبب دعوته في خلق أجواء متوترة بين اللاعبين الذين سيشعرون أن مدرب المنتخب التونسي لا يثق في قدراتهم، ربما كان يتعين على معلول تكثيف بحثه عن لاعبين جدد سواء في الدوري المحلي أو خارجه من أجل اكتشاف لاعبين لديهم مهارات عالية وقدرة فائقة على تعزيز قدرات منتخب تونس”. على خطى سانتوس وكلايتون بيد أن البعض اعتبر أن هذا القرار إيجابي ومفيد، حيث سيساهم وجود فوسيني كوليبالي الذي يعتبر أحد اللاعبين في مركزه في الدوري التونسي الممتاز في إذكاء روح المنافسة صلب مجموعة المنتخب التونسي، كما أن معلول يدرك جيدا حقيقة قدرات هذا اللاعب القادر على الاضطلاع بأكثر من مهمة في وسط الميدان سواء في ما يتعلق بالربط بين وسط الميدان والهجوم أو القيام بواجبات دفاعية في مباريات قوية وصعبة للغاية خلال المونديال، ووجود لاعب بمثل خصال كوليبالي قد يمنح دفاع المنتخب التونسي صلابة كبيرة في مواجهة منتخبي إنكلترا وبلجيكا. ويبدو أن المدرب معلول الذي عمل خلال العشرية الأولى من الألفية الثالثة مدربا مساعدا للفرنسي روجيه لومير على رأس المنتخب التونسي يدرك جيدا قدرة بعض اللاعبين الأجانب الذين يتم تجنيسهم على التأقلم بسرعة قياسية وترك بصمتهم صلب المنتخب التونسي. وكانت بعض التجارب السابقة ناجحة كثيرا، فقبيل انطلاق نهائيات كأس أفريقيا للأمم بتونس سنة 2004 تم منح الجنسية التونسية للاعبين من أصول برازيلية هما سيلفا دوس سانتوس وخوزيه كلايتون، وقدم هذا الثنائي مستوى رائعا للغاية مع منتخب “نسور قرطاج” مساهما في تتويجه باللقب القاري الأول في رصيد تونس وذلك بقيادة لومير ومساعده معلول. لقد استلهم المدرب الحالي للمنتخب التونسي من تلك التجربة الناجحة ليسعى جاهدا طيلة الفترة الماضية إلى تسهيل كافة الترتيبات المتعلقة بمنح الجنسية التونسية لكوليبالي، إذ بدا مقتنعا تماما بأن لهذا اللاعب مكانا صلب المنتخب الحالي، لذلك لم ينتظر كثيرا ليوجه له الدعوة حتى قبل إنهاء كافة الإجراءات المتعلقة بحصول هذا اللاعب على الجنسية التونسية.محللون يرون أن دعوة كوليبالي قد تتسبب في خلق أجواء متوترة بين اللاعبين الذين سيشعرون أن مدرب المنتخب التونسي لا يثق في قدراتهم سياسة الأمر الواقع خلال الأيام الأخيرة تعالت عدة أصوات مطالبة مدرب المنتخب التونسي بضرورة التريث قبل اتخاذ أيّ قرار، خاصة وأن الفترة التي تفصل منتخب “نسور قرطاج” قبل المشاركة في المونديال تعتبر طويلة، وقد تسمح ببروز لاعبين تونسيين “لحما ودما” بمقدورهم إثبات جدارتهم باللعب مع المنتخب الأول والمشاركة في المحفل العالمي. وذهب بعض المحللين إلى أبعد من ذلك حيث شنّ المحلل الرياضي سامي العكريمي هجوما لاذعا على معلول بسبب تعنته وإصراره على دعوة هذا اللاعب، وأكد العكريمي في تصريحات تلفزية أن تجديد عقد معلول على رأس المنتخب التونسي إلى غاية سنة 2022 قد يمنح هذا المدرب هامشا كبيرا من الصلاحيات التي تخول له القيام ببعض التجاوزات، مضيفا “كان يتعين على مدرب منتخب تونس أن يولي اللاعبين التونسيين الذين ينشطون في الخارج اهتماما عوضا عن البحث عن الحلول السهلة التي يمكن أن تعود بالمضرة على أجواء المنتخب التونسي”. ويرى عدد من المتابعين أنه كان على المدرب نبيل معلول توسيع دائرة اهتمامه ومتابعة عدد من اللاعبين من أصول تونسية ينشطون في أوروبا وبعض البلدان العربية عوضا عن السعي إلى توتير الأجواء بدعوة لاعب لا ينتمي إلى تونس إلا من خلال لعبه مع أحد الفرق. والثابت أيضا أن “تجنيس” فوسيني كوليبالي ودعوته للعب مع المنتخب التونسي لا يضمنان النجاح المطلق لمنتخب تونس في المونديال، ولئن نجحت تجربة سانتوس وكلايتون فإن تجربة أخرى عاشها المنتخب التونسي مع البرازيلي الأصل أديلتون بيريرا في بداية الألفية الثالثة كانت فاشلة حيث لم يخض سوى عدد قليل للغاية من المباريات، لذلك يخشى أنصار المنتخب التونسي أن يتكرر سيناريو بيريرا مع كوليبالي في مشاركة مونديالية يريدها أغلب متابعي منتخب “نسور قرطاج” أن تكون مشاركة مشرفة وتاريخية لكن قبل ذلك مشاركة بأقدام تونسية خالصة.

مشاركة :