بعد إعلان وزارة التربية والتعليم عن إعداد مشروع قانون جديد لتجريم الدروس الخصوصية، وما بين مؤيد ومعارض لهذا التوجه الذى قد ينتج عنه حبس “نصف معلمى مصر”.. فماذا تمثل الدروس الخصوصية بالنسبة للأسر المصرية؟ وما حجم الإنفاق عليها سنويا؟ يعد الإنفاق على التعليم بشكل عام من ضمن أهم أوجه إنفاق الأسر المصرية، ولا يختلف ذلك بين الأسر فى الريف أو فى المدن، وتنفق الأسر حوالى 4.8% من دخلها سنويا على التعليم بكافة مشتملاته، وهو ما يوضحه تفاصيل بحث الدخل والإنفاق الأخير لعام 2015 الصادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، وهو بحث يتم إجراؤه كل عامين يظهر من خلاله خط الفقر وطبيعة دخل وإنفاق الأسر المصرية، ويعد من أهم البحوث الإحصائية. ولأن حوالى ثلث المصريين فقراء حيث يصل حجمهم 27.8% من عدد السكان – طبقا لنتائج البحث الأخير – بعدد يبلغ 30 مليون مواطن، فإن أكثر ما يلتهم إنفاق الأسر هو الطعام والشراب والذى يستحوذ على 34.4% من حجم إنفاق الأسر سنويا، ويأتى الإنفاق على التعليم فى المرتبة السادسة بعد الإنفاق على الطعام والشراب، والسكن، والرعاية الصحية، والانتقالات، والملابس والأقمشة. ولكن كيف تنفق الأسر المصرية على التعليم؟ تكشف بيانات بحث الدخل والإنفاق، أن الدروس الخصوصية تلتهم ما يزيد عن ثلث الأموال التى تصرفها الأسر على تعليم أبنائها سنويا بنسبة تصل إلى 39.4%، يليها مباشرة الإنفاق على المصروفات والرسوم الدراسية بنسبة تصل إلى 30.9%، والباقى يتوزع بين الملابس والشنط المدرسية والكتب والأدوات الكتابية، ومصاريف الانتقالات والمصاريف التعليمية الأخرى، وهو ما يوضحه الرسم التالى: ونجد أن الأسر فى الريف تنفق على الدروس الخصوصية أكثر مما تنفق الأسر فى المدن والحضر، حيث تصل نسبة الإنفاق فى الريف على الدروس الخصوصية إلى 43.9% من حجم إنفاق الأسر على التعليم، مقابل نسبة 36.9% فى الحضر. العمال والموظفون أكثر الفئات إنفاقا على الدروس الخصوصية ويعد العمال والموظفون هم أكثر من ينفقون على الدروس الخصوصية لأبنائهم – طبقا لنتائج البحث – حيث ينفق كل من عمال تشغيل المصانع، وعمال المهن العادية حوالى 51.5% من حجم الإنفاق على تعليم أبنائهم، على الدروس الخصوصية وهم الأكثر إنفاقا فى هذا الجانب، فى حين أن أصحاب المهن العلمية، ورجال التشريع وكبار المسئولين والمديرين، هم الفئتان الأقل إنفاق على الدروس الخصوصية بواقع 30.1% و31.7% على التوالى، ولكن أيضا تظل نسبة مرتفعة، وهو ما يوضح أن الإنفاق على الدروس الخصوصية يلتهم أموال وجيوب المصريين، وهو ما يوضحه الرسم البيانى التالى: