عن دار الفارابي صدر أخيرا كتاب «المسلمون في روسيا» لمؤلفه يوسف مرتضى. في خضم ظاهرة «الإسلاموفوبيا» التي تجتاح العالم منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، والتي تعاظمت في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، كان لا بد من تسليط الضوء في هذا الكتاب على واقع المسلمين في روسيا الذين يمثّلون الجالية الكبرى في أوروبا خصوصاً، والغرب عموماً، وحيث ان القيادة الروسية تتصدر مواجهة هذا الخطر الأصولي الداهم، وما قد يتركه من أثر في البنية الروسية الداخلية، خصوصاً، لما لروسيا من أهمية في صوغ السياسة والتوازن الدوليين. والسؤال الكبير الذي يُطرح في ضوء ذلك، هل سوريا ستكون بمنزلة غروزني أم بمنزلة أفغانستان بالنسبة إلى روسيا؟ وما حجم التداعيات على علاقات روسيا في المستقبل مع العالم الإسلامي؟ وما حجم التداعيات على الواقع الإسلامي في داخل روسيا، وعلى وحدة الاتحاد الروسي نتيجة المواجهة المباشرة التي تقوم بها القوات الروسية في الميدان السوري، وما يكلّفها ذلك من خسائر اقتصادية ومادية، خصوصاً إذا ما طال أمد الحرب في ظل الحصار الاقتصادي المضروب من الغرب على روسيا بسبب الوضع في أوكرانيا؟. وهل ثمة مخاوف على مستقبل العلاقات داخل الشعب الروسي الواحد بين المسلمين وغير المسلمين؟. وهذا ما سيجري التطرق إليه في بعض فصول هذا الكتاب، بهدف التذكير بطبيعة تلك العلاقات تاريخياً التي يجب أن تأخذها القيادة الروسية في الحسبان في زمن تفجر صراع الهويات.
مشاركة :