لماذا النواب الشباب هم المخاطبون دون غيرهم، لأنهم محور الاهتمام الشعبي، لأنهم الأمل الأخير الذي تمسك به الشعب الذي كان على حافة اليأس من الفشل الحكومي والظلم والفساد الذي استشرى بهذه الأرض، لأنهم اليوم والمستقبل.اليوم (الثلاثاء) الجلسة التي سيقسم الوزراء بها أمام مجلس الأمة بعد أن أدوا القسم أمام سمو أمير البلاد، وهناك مطالبات بدأت تنتشر على المستوى الشعبي والإعلامي بمقاطعة اللحظة التي سيقسم بها الوزراء تعبيراً عن رفضهم لتعاطي الحكومة الأخير مع القضايا الوطنية وتعبيراً تضامنياً مع الشباب المسجونين وزملائهم النواب الذين تحولوا في يوم وليلة من مشرعين للأمة إلى قابعين خلف القضبان نتيجة موقف سياسي ما.وإني لأرى بأن تلك المطالب على الرغم من عدم جدواها العملية في ظل نظام عام جامد لا يتأثر بتلك الحركات الاحتجاجية الراقية، إلا أني أجدها مستحقة وتعتبر حداً أدنى لمواقف الشرف والمبدأ وتعبيرا محدودا للركاكة الحكومية في الأداء وتسويف المستحق من القضايا.فأقول النواب الشباب: الحياة مواقف، والتاريخ يسجل، فإن لم تكن قادراً على التغيير إيجاباً، لا تركن وتصبح عاجزاً عن الحركة بتاتا، انضموا غدا لكتبة التاريخ السياسي الحديث الذي سيذكر في المستقبل القريب، وقاطعوا قسم الحكومة التي يتعامل رئيسها مع المجلس كإدارة ضمن إداراته الفاشلة، أشهروا سيف مواقفكم وهزوا بجذع نخلتها قليلاً وانحازوا للأمة وشباب حراكها ونوابها.نعلم بأن أي تحرك سياسي اعتراضي لن يجدي نفعا، لكنه الانسجام مع الذات والمبدأ وإيصال رسالة إلى الحكومة بأننا وعلى الرغم من قلة العدد والعتاد لا نزال نحتج ونرفض ونفزع مع الوطنيين.هي رسالة أردت إيصالها إلى النواب الشباب الكرام الذين نتوسم بهم الخير وسبق أن كانت لهم مواقف مشرفة ومشرقة، ولست بصدد توجيهها إلى النواب الذين نصبوا خياماً في جيب الحكومة منذ الجلسة الأولى.نوابنا .. أنتم على قدر الثقة، و ضعوا أمامكم آهات أمهات الشباب وحسرة آبائهم وزمالة بعضهم لكم.د. محمد الرشيد
مشاركة :