قال الرئيس السوري بشار الأسد، إن الحرب على الإرهاب في سورية «لم تنته بعد»، لكنه اعتبر أن قواته «قطعت خطوات مهمة فيها، من خلال القضاء على المراكز الرئيسة لتنظيم (داعش) الإرهابي، وهذا انتصار كبير»، ووصف الفصائل المدعومة من الولايات المتحدة في شرق سورية بالخيانة، فيما رفضت إيران وضع جدول زمني لخروج قوات الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة لها من سورية، لتكشف عن نواياها في البقاء طويلاً في هذا البلد، بحجة مكافحة الإرهاب.الأسد يرحب بأي دور للأمم المتحدة لحل الأزمة السورية (شرط أن يكون مرتبطاً بالسيادة السورية، وأي شيء يتجاوز هذه السيادة مرفوض). وفي التفاصيل، أوضح الأسد، خلال استقباله نائب رئيس الوزراء الروسي ديمتري روجوزين، في قاعدة حميميم في سورية، في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء السورية (سانا)، أمس، أن «الحرب على الإرهاب لا تنتهي إلا بالقضاء على آخر إرهابي في سورية، وعندها يمكن أن نتحدث بشكل واقعي عن الانتصار». وقال الأسد إن «الهدف من تركيز العالم على (داعش) فقط، تشتيت الأنظار عن أن الإرهاب وفي مقدمته تنظيم جبهة النصرة، لايزال موجوداً، وبدعم غربي». وأوضح أن «كل من يعمل تحت قيادة أي بلد أجنبي في بلده وضد جيشه وشعبه هو خائن، بغض النظر عن التسمية، وهذا هو تقييمنا لتلك المجموعات التي تعمل لمصلحة الأميركيين في سورية». واعتبر أن وفد المعارضة في مفاوضات جنيف «لا يعبر عن الشعب السوري، ولا يعبر ربما حتى عن نفسه في بعض الحالات»، أما في المفاوضات المقررة في سوتشي الروسية، فقد وضعت الحكومة «محاور واضحة لها علاقة بموضوع الدستور، وما بعده من انتخابات وغيرها». ورحب الأسد بأي دور للأمم المتحدة لحل الأزمة السورية «شرط أن يكون مرتبطاً بالسيادة السورية، وأي شيء يتجاوز هذه السيادة مرفوض». وأضاف «سورية عضو مؤسس في الأمم المتحدة، وأي دور للمنظمة الدولية في الانتخابات المقبلة، يجب أن يكون مبنياً على ميثاق الأمم المتحدة، القائم بدوره على سيادة سورية، وعلى ما يقرره شعبنا». ونقلت الرئاسة السورية، أمس، عن الأسد قوله «كل من يعمل لمصلحة الأجنبي، خصوصاً الآن تحت القيادة الأميركية، كل من يعمل تحت قيادة أي بلد أجنبي في بلده وضد جيشه وضد شعبه هو خائن». ويقدم تحالف دولي تقوده واشنطن لمحاربة تنظيم «داعش» دعماً عسكرياً لقوات سورية الديمقراطية (قسد)، وهي تحالف من مقاتلين أكراد وعرب يسيطر حالياً على نحو ربع مساحة سورية. وقال الأسد إن «فرنسا كانت منذ البداية رأس الحربة بدعم الإرهاب في سورية، ويدها غارقة بالدماء السورية، ولا يحق لها تقييم أي مؤتمر للسلام. من يدعم الإرهاب لا يحق له أن يتحدث عن السلام». من جانبه، لفت روجوزين إلى التقدم الكبير الذي يشهده التعاون الاقتصادي بين سورية وروسيا، والجهود التي تبذلها اللجنة السورية - الروسية المشتركة، للإسهام بشكل فاعل في توسيع آفاق هذا التعاون، بما يحقق المنفعة المشتركة للشعبين الصديقين. وشدّد على أن الحكومة والشركات الروسية الكبرى على استعداد دائم ومستمر لتقديم كل الدعم والخبرات المتاحة لديها، من أجل الإسهام الفاعل في عملية إعادة إعمار سورية، ودعم الشعب السوري لتحقيق تطلعاته في التقدم والازدهار. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن روجوزين قوله بعد الاجتماع، إن روسيا ستكون الدولة الوحيدة التي ستشارك في إعادة بناء منشآت الطاقة السورية. يأتي ذلك في وقت رفضت إيران وضع جدول زمني لخروج قوات الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة لها من سورية، حيث قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، إن الوجود الإيراني في سورية «مستمر حتى إبادة كل المجموعات الإرهابية»، حسبما نقلت عنه وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء. فقد وجدت إيران موطأ قدم لها في سورية من بوابة ضرب الإرهاب المفتوحة، واليوم تؤكد طهران مجدداً استمرار وجودها حتى بعد القضاء على تنظيم «داعش»، الذي بات مسألة وقت. وتؤسس طهران قواعد عسكرية جديدة في سورية، ولا ينتظر أن تترك الميليشيات التابعة لها مناطق سيطرتها تحت أي ظرف. ومنحت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إيران فرصة أخرى لتبرير تغلغلها في سورية، بل توسيعه أكثر فأكثر. ففي معرض حديث ماكرون عن مقاربة بلاده بشأن الأزمة السورية، أشار إلى أن إيران وروسيا «كسبتا المعركة ضد الإرهاب في الميدان السوري». لكن نهاية «داعش» في المنطقة قد لا تعني نهاية الإرهاب، بل تبدو سورية بيئة خصبة لإرهاب لا يختلف عن «داعش»، إلا بألوان أعلامه وشعاراته الطائفية.
مشاركة :