صورة القاصر في الثقافة والأدب بقلم: حسونة المصباحي

  • 12/19/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن الشاعر الألماني الشهير غوته يخفي هيامه بالفتيات الصغيرات. ومن وحي عشقه لهن كتب أجمل قصائده. وكذا كان حال شاعر فرنسا الأكبر فيكتور هوغو. العرب حسونة المصباحي [نُشر في 2017/12/19، العدد: 10847، ص(14)] لا يزال القضاء الأميركي يلاحق المخرج العالمي رومان بولانسكي بسبب علاقته الجنسية بفتاة كانت في الستينات من القرن الماضي في الثالثة عشرة من عمرها، في حين أنه لم يمس بسوء عندما عشق الممثلة ناتاسيا كينسكي التي كانت آنذاك في الخامسة عشرة من عمرها. وراهنا تقوم المحاكم والمؤسسات الدينية والسياسية في جميع أنحاء العالم بتجريم العلاقات الجنسية مع القاصرات، مُسلطة على المورطين فيها أقسى العقوبات، لكن الأمر كان مختلفا في وقت مضى، وهو ليس ببعيد. كل هذا يخالف ما كان سائدا في الأزمنة القديمة، وحتى النصف الثاني من القرن الماضي. وتخبرنا كتب التاريخ أن الملوك والأمراء وأصحاب النفوذ في بلدان الشرق والغرب، وبقطع النظر عن الثقافات والأديان التي ينتمون إليها، كانوا يحبذون الزواج من فتيات صغيرات دون سن الخامسة عشرة.الافتتان بالقاصرات كان هوس الملوك والمبدعين والفلاسفة والفنانين والشعراء والكتاب، وكان سائدا في الأزمنة القديمة، وقد استمر حتى النصف الثاني من القرن الماضي كان حريم السلاطين العثمانيين يعُجّ بفتيات صغيرات يؤتى بهن من البلدان التي كانت واقعة تحت سيطرتهم. وقد تزوجت أميرة فيينا، ماري أنطوانيت، من ملك فرنسا لويس السادس عشر وهي في الرابعة عشرة من عمرها. ولم يكن الشاعر الألماني الشهير غوته يخفي هيامه بالفتيات الصغيرات. ومن وحي عشقه لهن كتب أجمل قصائده. وكذا كان حال شاعر فرنسا الأكبر فيكتور هوغو. ولم يحتج أحد على الكاتب الروسي الكبير فلاديمير نابوكوف عندما أصدر في الخمسينات من القرن الماضي روايته الشهيرة “لوليتا” التي يروي فيها قصة حب عاصفة بين كهل خمسيني وفتاة في الثالثة عشرة من عمرها. وفي قصيدته البديعة “القطار العابر لسيبيريا، وجان الفرنسية الصغيرة”، يتغنى الشاعر والروائي السويسري الكبير بليز سندرار بحبه لفتاة صغيرة لها عمر لوليتا نابوكوف. ولم يحتج أحد على المصور الشهير دافيد هاميلتون حين نشر في الستينات والسبعينات من القرن الماضي صورا لفتيات قاصرات عاريات، أو نصف عاريات وهن يتحممن أو يتجولن في حديقة، أو يتسلقن الأشجار. أيضا كان الكاتب الفرنسي آلان روب غريي يعلق على تلك الصور بنصوص يظهر فيها ميوله الجنسية للبنات الصغيرات، وقد نبتت نهودهن للتو. وفي منتصف السبعينات من القرن الماضي، مجّد الكاتب الفرنسي غابريال ماتزنيف في البرنامج التلفزي الشهير Apostrophe مغامراته الجنسية مع قاصرات، راويا إياها في كتاب حمل عنوان “الأقل من 16 عاما”. وفي فرنسا، دافع كتاب وشعراء كبار أمثال سيمون دو بوفوار، ولويس أراغون، ورولان بارت، وفرانسيس بونج عن فنانين اتهموا بإقامة علاقات جنسية مع فتيات دون سن الخامسة عشرة. وفي كتابه “إميل منحرفا”، دافع الفيلسوف رنيه شار عن ضرورة إتاحة الفرصة للقاصرين من الفتيات والفتيان للتعبير عن رغباتهم الجنسية. وكان الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو يقول إنه لا معنى للقوانين التي تحدد سنّا معينة للعلاقات الجنسية. كاتب تونسيحسونة المصباحي

مشاركة :