ثقافة الشباب تعم فرنسا ولا كتاب للشباب العربي بقلم: حسونة المصباحي

  • 12/3/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

المعرض الخاص بكتب الشباب يقدم لزواره كتبا تعكس مشاغل هؤلاء الكتّاب وقضاياهم الاجتماعية والتربوية والجنسية والنفسية والسياسية. العربحسونة المصباحي [نُشرفي2016/12/03، العدد: 10474، ص(17)] معرض لصنع شباب المستقبل في أواخر شهر نوفمبر من كلّ عام، ينتظم في مدينة مونتراي، قرب باريس، معرض للكتاب خاص بالشباب. وتولي وسائل الإعلام بمختلف أنواعها هذا المعرض نفس الاهتمام الذي توليه لمعرض باريس للكتاب، الذي ينتظم في شهر مارس من كل سنة. يقدم المعرض الخاص بكتب الشباب لزواره كتبا تعكس مشاغل هؤلاء الكتّاب وقضاياهم الاجتماعية والتربوية والجنسية والنفسية والسياسية أيضا. ففي دورة هذه السنة مثلا تميّزت كتب المعرض بتناولها لعدد هام متنوع من القضايا منها تصاعد العنصرية، واستفحال العنف الجهادي، والبطالة المتفشية في أوساط الشباب، ومخاطر المخدرات، وغير ذلك من المواضيع التي تعكس أوضاع الحياة الشبابية في فرنسا راهنا. كما يقدم المعرض أيضا روايات خاصة بالشباب، تحرضهم على القراءة، وعلى اكتشاف الأعمال الأدبية الهامة. كما تعرفهم بمشاهير الفانين والشعراء والأدباء. وفي دورة مونتراي لهذه السنة، تعرض رواية للكاتبة كلودين ديمارتو عن حياة المخرج السينمائي الفرنسي فرنسوا تريفو (1932-1984) صاحب فيلم “جيل وجيم” الذي نال شهرة واسعة لدى الشباب في جميع أنحاء العالم عند عرضه عام 1962. وفي كل عام، تشهد البلدان العربية مشرقا ومغربا معارض للكتب، وهذا أمر محمود. ولا تغيب الأجنحة المخصصة للأطفال والشبان عن هذه المعارض. لكن وسائل الإعلام لا توليها الاهتمام اللائق بها. والكتب المعروضة لا تعكس في جلها اهتمامات الأطفال والشبان، وليس بينها ما يثير فضولهم، ويحرضهم على المطالعة. كما ليس بين هذه الكتب ما يعكس هموم الشباب ومشكلاتهم وقضاياهم، ويجيب على أسئلتهم الحارقة. ونحن نعلم أن أعدادا وفيرة من الشبان من الجنسين في هذا البلد العربي أو ذاك، واقعة تحت تأثير التنظيمات الأصولية والتكفيرية. وثمة الآلاف من الشبان من الجنسين هم منخرطون في هذه التنظيمات، على استعداد لتنفيذ أوامرها، وارتكاب جرائم إرهابية باسمها. كما نعلم أن نسبة كبيرة من الشبان من الجنسين تعاني من البطالة والتهميش حتى في البلدان العربية الغنية. وتدفع المشكلات الناتجة عن ذلك بالعديد منهم ومنهن إلى تعاطي المخدرات، أو تجعل منهم هدفا سهلا للانحراف. إضافة إلى ما أسلفنا هناك مشكلات كثيرة أخرى متصلة بالبرامج التربوية التي تسلط من فوق على شباب لا يجد فيها ما يفيده وينفعه، ويجيب على أسئلته، لذا هو ينصرف عنها، ويعزف عن الاستماع إلى دروس ومحاضرات جافة وباردة يلقيها مدرسون منقطعون عن واقعه انقطاعا يكاد يكون كليا. وعندما تكون الصورة مثيرة للفزع إلى هذا الحد، فإنه يجدر بوزارات الثقافة في جميع البلدان العربية أن تفكر في تنظيم معارض للكتب خاصة بالشباب. ومن المستحسن أن تكون الكتب المعروضة في مثل هذه المعارض عاكسة حقا لقضايا الشباب في هذا الزمن العربي المحفوف بالمخاطر والمخاوف. وبذلك تكون وزارات الثقافة قد ساهمت بشكل جدي في صنع شباب المستقبل. :: اقرأ أيضاً تفتت قيم الأنوار في المجتمع الفرنسي ونهاية المثقفين شاعر مغربي يطارد أزهار الشرق في فرجينيا الأميركية مثل إيكاروس رواية البحث عن الحقائق الغائبة كاتب مراوغ وبطل مأزوم في صراع مع أب ثري

مشاركة :