بكأس العالم وفي عام ١٩٥٤ فازت المجر على ألمانيا ٨ـ٣ في الدور الأول، ولعب الفريقان المباراة النهائية وتقدمت المجر بهدفين وفي النهاية تحققت المعجزة وقلبت ألمانيا النتيجة بثلاثة أهداف لهدفين يومها سميت هذه المفاجأة (معجزة بيرن). سيب هربرجر هو الرجل صاحب المعجزة الذي قاد ألمانيا للفوز بكأس العالم ولهذا الرجل مقولة تاريخية (الحقيقة الوحيدة في كرة القدم أن الكرة مستديرة وأن زمن المباراة ٩٠ دقيقة فيما عدا ذلك كلها نظريات). في كأس عالم ١٩٦٦ فجرت كوريا الشمالية المفاجأة وتقدمت على البرتغال بثلاثية نظيفة قبل أن يقلب يوزبيو ورفاقه النتيحة بالفوز ٥ـ٣. وفي دوري الأبطال ميلان يسجل ثلاثية نظيفة بمرمى ليفربول بالشوط الأول وليفربول يحقق المعجزة بالشوط الثاني يتعادل ثم يفوز. وفي الماضي القريب وتحديداًً في عام ٢٠٠٤ يخسر الاتحاد (اتحاد الزمن الجميل اتحاد منصور البلوي) أمام سيونجنام الكوري بهدف مقابل ثلاثة بملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة قبل أن تنتفض نمور آسيا وتحقق المعجزة بالفوز بخماسية نظيفة بملعب ووسط جماهير الخصم. ما دفعني للحديث عن جنون الكرة التي لا تعرف المنطق هو نتيجة مباراة الهلال والعين بلقاء الذهاب والذي أنهاه الهلال في عشر دقائق بثلاثية مستحقة مع الرأفة، لم يستطع العين بهذه الفترة أن يقاوم الموج الأزرق، انهارت سدوده، غرقت سفنه، وأصبح لا حول له ولا قوة إلا من صدى صوته وهو يردد لجماهيره إني أغرق أغرق أغرق. اللقاء المقبل لقاء الإياب على الأبواب، جماهبر الهلال بثقة تجزم أن فريقها في النهائي فمن المستحيل أن يخسر الزعيم برباعية دون أن يغازل شباك العين. أما جماهير العين فما زالت متمسكة بالأمل وبمنطق الكرة الذي لا يعرف المنطق وبمقولة سيب هربرجر إن الحقيقة الوحيدة في كرة القدم أنها مستديرة وأن زمن لعبها ٩٠ دقيقة وفيما عدا ذلك كلها نظريات. وتحت شعار نعم نستطيع، تؤمن هذه الجماهير بأن فريقها قادر في ٩٠ دقيقة على تسجيل ثلاثة أهداف. ما بين إيمان كل جماهير الهلال بالتأهل، وإيمان البعض من جماهير العين بتحقيق المعجزة سيدور لقاء الزعيمين (زعيم منتشٍ وزعيم جريح)، وبين هذا وذاك إما أن يثبت البنفسج أنه لا حقيقة ثابتة بكرة القدم إلا استدارتها، أو أن يثيت الموج الأزرق أن أمواجه في قمة هيجانها لا تعرف الرحمة. فمن يقول كلمته، ولمن ستقرع الأجراس؟.
مشاركة :