مع تصاعد الحملة الدولية لضرب «داعش»، ترتسم علامات استفهام كثيرة حول الخيط الذي يربط ما بين هذا التنظيم الإرهابي والنظامين السوري والإيراني. المحلل السياسي اللبناني أحمد الغز، قال لـ«عكاظ»: منذ البداية سلك النظام السوري قاعدة صناعة الإرهاب للحصول على تكليف دولي لمحاربته، ففي سياق تتبع نشوء المنظمات الإرهابية في سوريا وتحديدا «داعش» فإن أصابع النظام تبدو واضحة في صناعتها. وأضاف: إن نظام الأسد سعى إلى الحصول على تكليف دولي لمحاربة هذه التنظيمات وهو ما ظهر جليا في مؤتمر جنيف 1 و2 عندما سعى ممثل النظام وليد المعلم إلى حصر النقاشات في محاربة الإرهاب وليس إيجاد حل سياسي للأزمة. ولفت الغز، إلى أن النظام السوري ظن أن صناعة الإرهاب والدعوة فيما بعد إلى محاربته سيمكنه من المحافظة على شرعيته ووجوده أطول وقت ممكن من جهة، وكسب ثقة المجتمع الدولي من جهة ثانية،. من جهته، أفاد خبير القانون الدولي الدكتور طارق شندب، أن متابعة التحقيقات في كل الشبكات الإرهابية بدءا من شبكة سماحة المملوك مرورا بالتفجيرات المتلاحقة في لبنان وصولا إلى أهداف «داعش» في سوريا والعراق والتي حمت النظام السوري على حساب المعارضة والثورة، تؤكد أن «داعش» والنظام وجهان لعملة واحدة، مؤكدا أن أيادي النظام وإيران كانت واضحة في كل تحركات «داعش» في سوريا أو العراق. وقال شندب لـ«عكاظ»، إن مواقف النظام السوري الأخيرة والمكررة بأنه ضد الإرهاب وأنه من دعاة محاربته، كذبة لم تعد تنطلي على الغرب، فالمجتمع الدولي لديه من الإثباتات ما يكفي ليدين النظام في وقوفه خلف التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها «داعش». وأكد أن مناجاته الغرب بدعمه لمحاربة الإرهاب لن تجد آذانا صاغية، وهو ما حدث بالفعل مع بدء الحملة.
مشاركة :