تبنى تنظيم «ولاية سيناء»، الفرع المصري لتنظيم «داعش»، الهجوم على مطار العريش أثناء تفقّد وزيري الدفاع والداخلية للقوات، فيما شن الجيش عملية مطاردة للمنفذين أسفرت عن مقتل ضابط جيش و5 مسلحين تكفيريين. بعد ساعات من إعلان الناطق باسم الجيش المصري، العميد تامر الرفاعي، استهداف مطار العريش بقذيفة، قتلت ضابطاً وأصابت اثنين، أثناء تفقّد وزيري الدفاع الفريق أول صدقي صبحي والداخلية اللواء مجدي عبدالغفار للقوات في سيناء، قال الجيش المصري إن 5 عناصر تكفيرية مسلحة لقوا مصرعهم خلال اشتباكات مع قوات الأمن أمس، قرب مطار العريش شمالي سيناء. وفي حين اعترف الجيش بمقتل ضابط واحد، أفادت وكالة الأنباء الألمانية، بأن الهجوم أسفر عن مقتل ضابطين كبيرين، أحدهما قائد المروحية التي كانت تقل الوزيرين. من جانبه، حرص الرئيس السيسي، على الاجتماع بوزيري الدفاع والداخلية، ورئيس الأركان الفريق محمد فريد حجازي، ورئيسي المخابرات العامة والحربية، أمس، وقال الناطق الرئاسي السفير بسام راضي، إن الرئيس تلقى خلال الاجتماع تقريرا من الوزيرين حول الأوضاع الأمنية في منطقة شمال سيناء، والإجراءات والتدابير التي تتخذها القوات المسلحة والأجهزة الأمنية لمكافحة الإرهاب، وذلك في ضوء الزيارة التي قام بها الوزيران أمس الأول لمدينة العريش. وشدد الرئيس على ضرورة مواصلة جهود مكافحة الإرهاب واقتلاعه من جذوره وملاحقة الإرهابيين أينما وجدوا، مؤكدا أن محاولات الإرهابيين لن تعرقل مسيرة مصر لتحقيق التنمية، ولن تنال من عزيمة المصريين، وأشاد بما يبذله الجيش من بطولات خلال عمليات مواجهة الإرهاب. وكانت وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم داعش قالت إن عناصر تنظيم «ولاية سيناء» نفذوا هجوما استهدف مطار العريش بمحافظة شمال سيناء أمس الأول، أثناء تفقد وزيري الدفاع والداخلية للأوضاع الأمنية في المدينة، وتابع البيان المزعوم: «مقاتلو التنظيم كانوا على علم بوصول الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة المصرية واللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية إلى مطار العريش، ومن ثم تم استهداف إحدى الطائرات الأباتشي المرافقة لهما بصاروخ موجه من نوع كورنيت أثناء هبوطها». وكان الرئيس السيسي قد أمهل - أواخر نوفمبر الماضي - رئيس الأركان محمد فريد حجازي ووزير الداخلية 3 أشهر لتطهير سيناء من الإرهاب، واستعمل وقتها مصطلح «سنحمي بلادنا بكل القوة الغاشمة»، في حين هاجم تنظيم «ولاية سيناء» مطار العريش العسكري في وقت سابق من عام 2016، فضلا عن إسقاطه طائرة مروحية تابعة للجيش المصري في صحراء سيناء خلال فبراير 2014، عبر إطلاق صاروخ «سام الحراري». استنفار أمني وعلمت «الجريدة»، من مصادر مطلعة، أنه عقب نجاة الوزيرين من الاستهداف، صدر توجيه برفع حالة الاستعداد الأمنية القصوى، في جميع الاتجاهات الاستراتيجية، وفرض حالة من السرية على تحركات الشخصيات المهمة. جاء ذلك في وقت لقي 5 عناصر تكفيرية مسلحة مصرعها، أمس، خلال اشتباكات مع قوات إنفاذ القانون جنوب العريش، وقرب المطار، وقال مصدر أمني لـ «الجريدة» إن قوات إنفاذ القانون قامت بعمليات دهم وتمشيط في محيط مطار العريش الدولي، موضحا أن العملية شملت مناطق زراعية وصحراوية محيطة بالمطار الذي يقع جنوب المدينة بحوالي 7 كيلومترات، كما كثفت طائرات الاستطلاع من تحليقها. وقال شهود عيان لـ «الجريدة»، إن جميع الارتكازات العسكرية والأمنية المنتشرة في شوارع العريش والطريق الدولي رفعت حالة تأهبها القصوى، وقامت بتفتيش مركبات الأهالي بدقة، كما سمع دوي إطلاق أعيرة نارية احترازية. وتحدث مصدر قبلي مع «الجريدة» قائلا: «يقع المطار في منطقة عسكرية لا يوجد فيها أي مدنيين، لذلك لا يمكن التعرف على تفاصيل ما جرى، لكن محاولة الاستهداف لا تعد الأولى، لكنها الأخطر، لأنها تزامنت مع زيارة وزيري الدفاع والداخلية»، وأوضح أن إمكانات تنظيم «ولاية سيناء» تؤهله أن يكون هو المسؤول عن العملية، مشيرا إلى أن عملية الاستهداف ربما جاءت بعد رصد عناصر التنظيم حركة نشطة في المطار. وقال الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، مصطفى أمين لـ «الجريدة»: «العملية تكرار لعملية استهداف داعش للكتيبة 103 بقذائف الهاون»، مشددا على ضرورة التنبه إلى المصدر الذي استقى منه التنظيم معلومة وجود وزيري الدفاع والداخلية في المطار، فيما رجح خبير مكافحة الإرهاب الدولي، العقيد حاتم صابر، ضلوع عناصر مخابراتية في العملية، وقال لـ «الجريدة»: «نفذت بقدر عال من الدقة». وقلل الخبير الاستراتيجي، جمال مظلوم، من تكتيكات العملية، قائلا لـ «الجريدة»: «من المؤكد أن عناصر التنظيم لاحظت الحركة غير العادية في المطار، فقررت استهدافه»، وتابع: «ليس شرطاً أن تكون عملية الاستهداف جاءت نتيجة اختراق».
مشاركة :