الشارقة: «الخليج»بعد مرور 200 يوم على مقاطعة الدول الأربع، دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية ومصر والبحرين، لقطر علّها ترجع إلى رشدها، ها هي الدوحة تواصل عنادها ومراوغتها وغيها فتسير في طريق الباطل باحتضان جماعة «الإخوان» الإرهابية والارتماء في أحضان إيران بدلاً من أن تسعى إلى طريق الحق والخير بتنفيذ المطالب ال 13 التي قدمتها الدول الأربع لقطر، إذ إن تنفيذها من جانب الدوحة هو السبيل لعودتها للبيت الخليجي والعربي.تصحيح المسار لقطرأكد مروان السركال المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» أن المرحلة الماضية كانت مرحلة مهمة جدا في تاريخ منطقة الخليج العربي على ما تكتنزه هذه الفترة من مخاطر وسلبيات، إلا أننا وللأسف لم نلحظ أي تغيير من أشقائنا وأحبابنا في الموقف أو في التصرفات والإجراءات من قبل دولة قطر، ولم يغيروا في سياستهم تجاه أهلهم وأصدقائهم، في حين أن قياداتنا وشيوخنا حريصون على تصحيح المسار لقطر والتي عاثت فسادا في دول عربية وفي مستقبلها ما يؤثر على مستقبل الوطن العربي، والتي لم يكن من داع لها، بل أدت إلى تأزم اكبر في دول عدة وتداعيات على قضايا عربية مثل حرب اليمن.وأعقب قائلا إن وجود قناة مثل قناة «الجزيرة» هي من الأسباب الرئيسية لاندلاع الحروب في الوطن العربي، وهي السبب في الشرخ الكبير في الوطن العربي من جراء تحريفها للأخبار وتلفيقها للأكاذيب. كل هذا يدفعنا للسؤال: ما هو دور قناة «الجزيرة» وهل تريد أن تحدث مجزرة؟وأضاف: نحن في الإمارات في دولة الحق والوئام والمستقبل لا نقدر أن نتعامل مع الشعب القطري على أنه عدو لنا لأنهم أشقاؤنا وجيراننا ووحدتنا مع المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين أثبتت قوة العلاقة الخاصة التي تربطنا ببعض كشعب خليجي أولا وعربي ثانيا، أضف إلى ذلك دور دولة الكويت النبيل الذي قامت به ما يؤكد أن ما نحتاجه هو العودة كما كنا إخوة وأشقاء، ولكن إذا لم يتغير المسار من قبل قطر فلن يحدث أي تغيير في موقفنا.نحن لسنا ضد شعب قطروتأكيداً على الوحدة الوطنية قال السركال: نحن لسنا ضد شعب قطر وإنما نحن ضد قيادته، والشعب القطري شعب أصيل ولا يرضى بما يحدث ولكن نقول إن الإعلام القطري يجب أن يسكت، وعلى القيادة القطرية أن تفتح لغة الحوار من جديد ولا تسير بحسب رغبة إيران التي تجرها إلى مستقبل مجهول لأن شريعتها المكر والخداع. وكان من الأولى بقطر أن تبقى مع الدول الخليجية وألا تنقلب ضدها وتتآمر عليهم، وكان عليها أن تتوجه لقضايا اكثر أهمية ألا وهي قضية القدس وفلسطين.وأخيرا رسالتنا إلى الحكومة القطرية والتي لخصها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في قصيدة جميلة وهي أن تعود قطر إلى البيت الخليجي وأن نعود معا. ونحن بدورنا نتمنى أن تعود قطر إلى رشدها وأن تغير سياستها تجاه إخوانها وأشقائها والخير قادم إذا تحقق هذا المسار.هي الخاسر الأكبرترى ناعمة عبد الله الشرهان عضو المجلس الوطني أن قطر تغرد خارج السرب وما زالت تحتمي بإيران وإذا لم تعد عن موقفها فستكون في النهاية هي الخاسر الأكبر لأنه لا يصح إلا الصحيح، وقطر دولة عربية خليجية ويجب أن تكون ملتحمة التحاما كليا مع دول مجلس التعاون الخليجي، أما انتهاجها نهجا مغايرا فلن يجلب لها إلا المشاكل، وهي اليوم تعاني من عدم استقرار لها ولشعبها، لأن نظامها ظالم لا يقتنع بأن ما يقوم به من توجهات هي خاطئة وسيكون الهلاك مصيرها.وأضافت: لقد منحت دولنا الشقيقة ومعها الإمارات الكثير من الفرص ولكن شيئا لم يتغير بعد كل هذه الأشهر وأنا أتوقع بأن يتم إزالة هذا النظام وعندها ستنحل كافة المشاكل وترجع قطر إلى حضنها الأساسي وهو الخليج العربي. هذا النظام الذي أدى إلى أن تعنت قطر بدولة ذات هوية عدوانية وإرهابية كونها مرتعا خصبا للجماعات الإرهابية، والخليج لا يرضى بذلك مطلقا ويرفض القبول بهذا الواقع، ولكن في المقابل أعطت الدول الأربع قطر فرصا لتصليح وضعها وخاصة الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية، الذي يتميز بعقلانيته وحزمه، إلا انه أعطى الكثير من الفرص لقطر. وأشارت ناعمة عبد الله الشرهان إلى أن هذا الفكر الإرهابي موجود في النظام القطري منذ 20 سنة وسيعود عليهم بالضرر، ولن تقف إيران إلى جانبهم ولن تساعدهم بل سوف تنقلب عليهم لأنها دولة ليس لها أمان وتهدد المنطقة ومعروفة بمخططاتها، لذا على قطر التراجع عن مواقفها وإلا فهي إلى هلاك.استراتيجية لتحسين صورتهاوعلى صعيد آخر كشف أحمد محمد الأستاذ مدير عام المركز الاستشاري الاستراتيجي للدراسات الاقتصادية والمستقبلية في أبوظبي، أن قطر تتبنى استراتيجية من عدة محاور لتحسين صورتها أمام الرأي العام العالمي، كي تبدو في مظهر الضحية المغلوب على أمره، تنطلق من عدة محاور، أولها الجانب الإعلامي والدعائي، الذي يروج للدور القطري في مواجهة التطرف والإرهاب، من خلال شراء مساحات مدفوعة الأجر في عدد من الصحف الغربية والأمريكية تنشر مقالات أو أخباراً مفبركة حول هذا الأمر، وبموازاة ذلك فإنها تواصل تحريض إعلامها المرئي والمسموع والمقروء ضد دول المقاطعة، في محاولة لتحميلها مسؤولية استمرار الأزمة الراهنة. ثانيها، المحور السياسي من خلال التوجه نحو تعزيز العلاقات مع القوى الإقليمية والدولية، وتوقيع مذكرات للتعاون الأمني معها، وخاصة فيما يتعلق بمواجهة التطرف والإرهاب، لتقديم صورة مغايرة عنها، باعتبارها طرفا فاعلا في مواجهة الإرهاب، وليس متورطا في دعمه وتمويله. وثالثها استمرار الاستقواء بكل من إيران وتركيا متصورة أن ذلك يضمن حمايتها، ويعزز من مواقفها، لكنها في الحقيقة ترهن القرار السياسي القطري للدولتين، فضلاً عن استمرارها في إبرام العديد من صفقات الأسلحة التي تكلف خزانة الدولة مليارات الدولارات.سياسة العناد والمكابرةوأضاف أن قطر تمضي في سياسة العناد والمكابرة، متوهمة أنها تستطيع من خلال خطابها المهادن والمراوغ أن تخدع الشعوب الخليجية والعربية والإسلامية بأنها راغبة في حل الأزمة مع دول المقاطعة، دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية والبحرين ومصر، في حين أن سياساتها ومواقفها باتت مكشوفة للجميع.وأشار بمناسبة مرور مئتي يوم على اندلاع الأزمة القطرية، أن نظام الحمدين أهدر كل الفرص التي أتيحت له خلال الفترة الماضية، كي يصوب مسار السياسة القطرية، والعودة بها مرة أخرى إلى دائرة الصواب والإجماعين الخليجي والعربي، وكان آخرها القمة الثامنة والثلاثون لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي انعقدت في الكويت في الخامس من ديسمبر/كانون الأول الجاري، وشارك فيها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، حيث لم يبدِ خلال القمة أي مراجعة أو اعتذار عن سياسات بلاده الداعمة للتطرف والإرهاب، وبدا مصراً على تبني نفس المواقف والسياسات الرعناء التي تضر بمصلحة الشعب القطري الشقيق. ورأى أن قطر تعاني حالة من الازدواجية الفجة، والتي تظهر في خطابها السياسي المتناقض، ففي الوقت الذي تزعم فيه أنها مع الجهود الخليجية والعربية الرامية لإنهاء أزمات المنطقة المختلفة، فإنها تعمل على إطالة أمد هذه الأزمات، كما يحدث في الأزمة اليمنية وانتفاضة صنعاء الأخيرة، حين حاولت التدخل لإنقاذ ميليشيا الحوثي الإرهابية بعدما أدركت أن مشروعهم الطائفي والتخريبي المرتبط بإيران على وشك الانهيار. وفي الوقت الذي تحاول فيه تصوير نفسها بأنها طرف فاعل في جهود مكافحة التطرف والإرهاب إقليمياً وعالمياً من خلال توقيع مذكرات تفاهم وتعاون مع الولايات المتحدة وبعض دول الاتحاد الأوروبي، فإنها ترفض الاستجابة لقائمة المطالب التي قدمتها دول المقاطعة، والتي سبق أن وافقت عليها في اتفاق الرياض لإعادة السفراء والاتفاق التكميلي له عام 2014، والذي تعهدت فيه بإيقاف دعم الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وإيقاف دعم جماعة «الإخوان المسلمين» الإرهابية، وتحجيم شبكة «الجزيرة» الإخبارية.يفتقد المسؤولية السياسيةواعتبر أن استمرار السلوك القطري المراوغ ومماطلته المستمرة طوال المئتي يوم الماضية في تنفيذ المطالب الثلاثة عشر لدول المقاطعة يثبت بوضوح أن تنظيم الحمدين يفتقد المسؤولية السياسية وغياب الإدراك لخطورة مآلات ذلك على بلاده، خاصة في ظل ما تعانيه قطر الآن من أزمات متنوعة، سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية، تنذر بتداعيات كارثية على مستقبل البلاد خلال الفترة المقبلة. وخلص إلى أن المأزق القطري بعد مرور مئتي يوم من الأزمة مع دول المقاطعة، يتفاقم خلافاً لما يحاول تنظيم الحمدين ترويجه في الداخل والخارج، وليس أدل على ذلك من خسارة الاقتصاد القطري في هذه الفترة مليارات الدولارات نتيجة لهروب الاستثمارات الأجنبية منها، وتدني ترتيبها في مؤشرات التنمية الصادرة عن جهات دولية، فضلاً عن تزايد احتمالات سحب تنظيم نهائيات كأس العالم منها عام 2022، بسبب استمرارها في إثارة المشاكل السياسية مع جيرانها ودعمها للجماعات المتطرفة والإرهابية.
مشاركة :