بالحكمة والدراية المعروفة رصدت عيون الإعلام توجيه خادم الحرمين الشريفين الذي حث فيه زعماء العالم بالتصدي لخطر الإرهاب بالقوة والعقل والسرعة، محذراً، بأن نيران الفتن والإرهاب لن تستثني وستنتقل لا محالة إلى أوروبا وأميركا إن لم يتم تدارك الأمر! تلك الرسالة حملت مضامين وأبعاداً ذات مرام حصيفة منها تأكيد إنكار المسلمين وبغضهم لتلك الممارسات الإرهابية التي تقترف باسم الدين من سبي للنساء وحز للرؤوس وتكفير لكل من مشى على البسيطة والحكم بردة المسلمين المخالفين لتلك الأعمال الوحشية. والرسالة تكرس لمضامين انتهجتها المملكة فعلاً لا قولاً.. منها التأكيد بأن الإسلام دين سلام ومحبة، يحض على التعايش وينبذ التطرف والإرهاب بأشكاله وألوانه كافة، وهو ما تؤكده سياسة المملكة المطبقة على أرض الواقع من خلال موقعها في طلائع القوات العسكرية التي تحارب الإرهاب، بل إن من بين طياريها المشاركين بأول الضربات الجوية بعض من أبناء الأسرة المالكة. أكثر ما نخشاه أن تستشري الفتنة بسبب الخلايا الإرهابية، فتعود البشرية إلى عصور الظلمة والجهل وإشعال الحروب بين الأديان والطوائف، تماماً كما هو موثق في تاريخ حروب القرون الوسطى حيث كان الدين وقتها هو الوسيلة الرئيسة المحركة للحرب، وكانت الحروب ساحات يتجلى فيها تفوق طوائف وأديان بعض الشعوب على البعض الآخر وفقاً لمعتقداتهم ومعياراً لتفوقها على أديان وطوائف الآخرين!! ومما يعزز مخاطر التقهقر للعصور الوسطى توسع دائرة تشويه صورة الإسلام الحقيقية وربط العقيدة السمحة بالأعمال الإرهابية، وارتفاع مستوى الكراهية تجاه الإسلام والمسلمين في ظل تلك الأعمال الوحشية من قتل الرهائن الذين كان منهم الفرنسيون والأمريكيون والبريطانيون وما قابلها من نشاط مثير للنعرة ضد الإسلام في عدد دول العالم، وما رغبة القسيس الأمريكي بحرق القرآن ببعيدة عن الأذهان. الإرهاب يولد إرهاباً مضاداً مثلما تلد الحية حية مثلها، وما ابتغاه الملك عبدالله من ضرورة الحرب والقضاء على الإرهاب هو تأكيد على منطق العقل والحكمة، وجوهر الإسلام الداعي لإعمار الأرض والتعايش مع الأديان الأخرى بسلام دون بغي أو عدوان.
مشاركة :