للعبقرية أسرار

  • 9/29/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في أوائل القرن الـ 20 قامت "ماري أندرسون" بأول زيارة لها إلى نيويورك التي تغطيها الثلوج، وكانت تستقل الترام في تنقلاتها ولاحظت أن سائقي الترام، وكذلك السيارات القليلة المنتشرة في المدينة يضطرون للوقوف كل بضع دقائق لإزالة الثلوج عن الزجاج الأمامي لمركباتهم، وكذلك في حال الأمطار؛ ما دفع ماري للتفكير في حل يُمكّن السائقين من مسح الزجاج وهم داخل سياراتهم، وعند عودتها إلى المنزل أحضرت ممسحة مطاطية ثبتتها على ذراعين وربطتها بمؤشر، وبذلك يتحكم فيها السائق دون أن يضطر للنزول من المركبة، ولكن اختراعها قُوبل بالسخرية إلى أن تبنته شركة فورد ووضعته في جميع سياراتها ونالت عليه براءات اختراع عام 1903م! من هنا نلاحظ أنه ليس كل اختراع يجب أن يكون معقدا وضخما ويستخدم لأغراض خاصة أو كبيرة، إنما الأهم أن يسد الابتكار حاجة الإنسان ويساعده على تسهيل أمور حياته اليومية، وهناك أمثلة أخرى على اختراعات بسيطة جدا، وفي الوقت نفسه لا يمكن أن تستغني عنها وهي ماثلة أمامنا في كل لحظة ولكننا لا نعيرها أي اهتمام ولم نكلف أنفسنا عناء التفكير في كيف صُنعت أو مَن صنعها؟! مثلا، هل تستطيع تخيل كيس تبضعك، سواء كان ورقياً أو بلاستيكياً دون أن يكون في أعلاه فتحة تمكنك من حمله، خصوصاً إذا كان ممتلئاً أو إذا أردت أن تحمل أكثر من كيس؟! هذا ما دفع "مارغريت نايت" بعد أن عملت في مصنع للأكياس الورقية ولاحظت صعوبة حملها، خصوصاً عندما تمتلئ بالأغراض للعمل، على اختراع آله لثقب الأكياس من الأعلى لتسهيل حملها، وكانت تجلب معها اختراعها كل يوم لتجريبه، وعندما شاهدها زميلها في العمل "تشارلز آنان" قام بسرقة ابتكارها ونسبه لنفسه، لكنها رفعت عليه دعوى وكسبتها رغم صعوبة الموضوع ذلك الوقت، ونالت عليه براءات اختراع عام 1881م، وافتتحت مصنعاً لإنتاج الأكياس بتصاميم مختلفة وجنت الكثير من ورائها! هل تخيلت يوما علبة مشروبات غازية من دون غطائها سهل الفتح الذي لولاه لاضطررنا لحمل فتاحة العلب أينما حللنا، وكيف سيكون حالك إذا نسيتها؟! هذا ما عاناه "أيرين فراز" بعد أن نسي فتاحة العلب في إحدى رحلاته؛ ما دعاه إلى خلعها بدعامة السيارة، وفي الوقت نفسه حثه على التفكير في حل، وبحلول عام 1959م وصل للحل وابتكر غطاءً سهل الفتح وقام بتصنيع هيكل لعبوات معدنية جديدة وسمّّاها (بوب توب)، التي نتداولها اليوم، ثم قام بتحويل شركته الهندسية إلى مصنع لتصنيع هذه العبوات ومع نهاية عام 1980م، وصلت أرباحه إلى 300 مليون دولار. وللحديث بقية.

مشاركة :