أربع أعوام هجرية فقط تبقت لتكمل الصحافة السعودية قرنًا من الزمان في المشهد، منذ صدور صحيفة «أم القرى» أول جريدة رسمية للحكومة السعودية في عهد الملك عبدالعزيز، وكان صدورها عام 1343هـ - 1924م، حيث طُبع أول عدد منها في يوم 12 جمادى الأولى عام 1343هـ، أي بعد أسبوع من دخول الملك المؤسس مكة المكرمة.. ومنذ ذلك التاريخ شهدت الصحافة السعودية تطورًا مضطردًا في كافة المستويات والمجالات، بما جعل منها مرجعًا تاريخيًا، ومركزًا توثيقيًا مهمًا للباحثين والدارسين لتاريخ المملكة في كافة المجالات..من هذه الزاوية جاءت أهمية جناح «جدة في ذاكرة الصحافة السعودية»، الذي شارك به الباحث السعودي عبدالله بن ناصر العمراني لأول مرة في معرض جدة الدولي للكتاب في نسخته الثالثة.العمراني روى لـ»المدينة» قصة المعرض مستهلاً بقوله: نمت في داخلي فكرة هذا المعرض التوثيقي عندما كنت أبحث عن وثائق تاريخية تخص منطقة تبوك، ونظرًا لشح الوثائق التاريخية عنها اتجهت للبحث عن التحقيقات الصحفية التي توثق تاريخها في الصحافة السعودية القديمة، وبعد ذلك توسع لدي الاهتمام في توثيق تاريخ جميع مناطق المملكة وحصر التحقيقات الصحفية المنشورة عنها في سلسلة تحمل عنوان «المملكة في ذاكرة الصحافة السعودية»، يتخلل ذلك إقامة معارض متنقلة تتيح للجمهور الإطلاع على أخبار مدينتهم من خلال هذا الصحف القديمة.تفرد «المدينة»ويتابع ناصر حديثه مضيفًا: حرصت أن يأتي هذا المعرض متنوعًا في اختياراته، متوخيًا المدهش منها، وما يبدو غريبًا اليوم، فضلاً عن ما يعد تاريخًا لأصحابه، فهناك حوارات نادرة لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل في الصحافة السعودية، ومن بين تلك الحوارات أول حديث صحفي للأمير خالد الفيصل بعد توليه منصب مدير عام رعاية الشباب في عام 1386هـ تفردت به جريدة «المدينة»؛ حيث خص الأمير الصحيفة بقصيدة ارتجالية مهداة للقراء عن الراحل الأمير عبدالله الفيصل رحمه الله.. كما أن هناك العديد من الأحداث التي وثقتها لنا الصحافة السعودية وما تزال في طي النسيان.حرص على التوثيقويستطرد العمراني في حديثه بقوله: «إن هذا المعرض هو ثمرة سنين من البحث، حيث كلفني الجهد والوقت والمال وهو بجهود شخصية بحته فأنا من يقوم بالبحث عن هذه الصحف، ثم شرائها، وبعد ذلك أقوم بفرزها واختيار التحقيقات التي تهم تاريخ المدينة أو الشخصية الفلانية، وبعد ذلك أقوم بتفريغ هذه النصوص ومرجعتها وتحقيقها والتعليق عليها حتى تخرج لنا بكتاب يوثق لتاريخ المدينة المحددة في الصحافة السعودية، وأركز على التحقيقات والاستطلاعات المصورة، فهي ما يهم كل باحث ومهتم بتاريخ مدينة ما، وفي الختام أعرض هذه الصحف الأصلية من خلال معارض متنقلة توثق لتاريخ هذه المدينة.ويختم بقوله: لقد تشرفت بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل لمعرضي «جدة في ذاكرة الصحافة» في افتتاح معرض جدة الدولي للكتاب، وتشرفت بإهدائه صفحة أصلية من جريدة «البلاد»، توثق لأول لقاء صحفي مع الأمير خالد الفيصل في عام 1384هـ عندما كان طالبًا في جامعة أكسفورد.