تضاربت الأنباء في شأن إرسال تعزيزات عسكرية من قوات «الحشد الشعبي» إلى الحدود مع سورية، وفيما أكد قادة في «الحشد» إرسال التعزيزات بعد هجمات متواصلة يشنها تنظيم «داعش» على القوات المنتشرة هناك، نفت «خلية الإعلام الحربي» ذلك، وإنْ أكدت حدوث «مناوشات بين الحين والآخر» بسبب سيطرة التنظيم على جزء من الحدود في الجانب السوري. وأعلن قائد عمليات «الحشد» في محور غرب الأنبار قاسم مصلح في بيان: «بعد تعرّض نقاط عدة تابعة لحرس الحدود العراقية لصواريخ موجهة، وتأخر الإسناد من القوات الأمنية، أُرسلت قوات من لواء 13 في الحشد الشعبي وبادرت باستهداف مصادر إطلاق الصواريخ». وأضاف: «قيادة العمليات ولواء الطفوف موجودان الآن على الحدود العراقية- السورية في نقاط حرس الحدود لصد أي تعرّض أو تحرك للعدو»، موضحاً أن «تلك المنطقة ليست ضمن مسؤولية الحشد الشعبي، لكنّ واجبنا يقتضي إسناد القطاعات الأمنية كافة». وأوضح عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت لـ «الحياة»، أن «إرسال قوات إلى الحدود جاء بعد اجتماع ضم قائد عمليات الأنبار مع اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة، وحضرته قيادة الحشد في المحافظة، وتقرر إرسال تعزيزات أمنية إلى هناك بعد المعلومات الأمنية المؤكدة عن دخول عناصر من داعش إلى قضاء القائم والقرى المحيطة به». وأضاف: «من ضمن القوات التي توجهت لحماية الحدود أعداد كبيرة من الحشد الشعبي والعشائري تحت إشراف قائد قوات الحشد في الأنبار الفريق رشيد فليح». وعن العمليات العسكرية قرب الحدود، قال إن «المعارك الآن تدور على الحدود العراقية- السورية في الوديان والصحارى الكبيرة لأن عناصر داعش أخذت تتغلغل بين الأهالي وتعود إلى العراق على شكل عائلات من الأراضي السورية نتيجة الضغط عليها هناك». وحذر من أن «عودة هذه العناصر تشكل خطراً كبيراً على أمن الأنبار». في المقابل، نفت خلية الإعلام الحربي إعادة انتشار قوات «الحشد الشعبي» على الحدود السورية، وأوضحت في بيان أن «الحدود تحت السيطرة العراقية، وبحماية قوات الحدود والجيش العراقي، ولم تتعرض لهجوم من داخل الحدود السورية... لكن مقطع الحدود شمال نهر الفرات من الجانب السوري، ما زال تحت سيطرة داعش، وتحصل مناوشات بين الحين والآخر، وقواتنا ترد بقوة على أي مصدر للنيران». ويشكك خبراء وقادة عسكريون في قدرة قوات الأمن العراقية على السيطرة على الحدود مع سورية، والتي يبلغ طولها أكثر من 600 كيلومتر. ومنذ إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي مطلع الشهر الحالي انتهاء المعارك ضد «داعش» والسيطرة على الحدود، شن التنظيم هجمات متواصلة على قوات الأمن المنتشرة هناك. إلى ذلك، ساد هدوء حذر أمس مدينة السليمانية بعد خمسة أيام من تظاهرات شعبية واسعة شهدت أعمال عنف وصدامات مع قوات الأمن الكردية، وحذر نواب من «ثورة جياع ستجتاح محافظات إقليم كردستان، وطالبوا الحكومة الاتحادية بالتدخل لحل الأزمة وسط مخاوف من انفجار الأوضاع. وحذرت رئيسة كتلة «التغيير» الكردية سروة عبد الواحد في مؤتمر صحافي مساء أول من أمس في بغداد، من «ثورة جياع ستجتاح محافظات كردستان، خصوصاً بعد سحب معظم قوات الأسايش والبيشمركة الكردية من أطراف ديالى وكركوك والموصل إلى داخل السليمانية وأربيل». كما حذرت النائب عن «الاتحاد الوطني الكردستاني» ريزان شيخ دلير، من انفجار الأوضاع في إقليم كردستان، وشددت في بيان على «ضرورة أن يتحمل الساسة في إقليم كردستان مسؤولياتهم تجاه أبناء شعبهم». وأضافت أن «إقليم كردستان مرتبط دستورياً بالحكومة الاتحادية التي يقع على عاتقها حل جزء كبير من الأزمة بين الطرفين».
مشاركة :