كتب - إبراهيم صلاح:نظم برنامج «لكل ربيع زهرة» أمس الأول رحلته الخامسة إلى معسكر البرنامج في شاطئ رأس مطبخ قرب مدينة الخور، بمشاركة 300 مشارك، تجمعوا للتعرّف على محطات البرنامج المتنوّعة، وانتقلوا بينها للتعرّف أكثر وأكثر على كافة المحطات السبع من الزراعة وتدوير النفايات والطيور والحشرات وكلنا نحب البحر والترشيد والرياضة والبيئة وصولاً إلى محطة نبات «الرقروق». وتركزت الرحلة الخامسة للبرنامج على أهمية ترشيد المياه وحماية مصادرها وضمان توفرها، باعتبارها مصدراً أساسياً لاستمرار الحياة، حيث تعرّف المشاركون على التحديات الكثيرة التي تواجه المياه خاصة العذبة منها، وكيفية الحفاظ على الموارد المائية الطبيعية وترشيد استهلاكها وتقليل تسرباتها من شبكات نقلها وتطوير تقنيات الاستفادة من المياه العادمة، وغير ذلك من الجوانب الحيوية المرتبطة بالمياه ومواردها وتصريفها. وشارك في الرحلة الخامسة 5 مدارس ممثلة في مدرسة موزة بنت محمد الإعدادية للبنات، ومدرسة الشيماء الثانوية للبنات، ومدرسة قطر الثانوية للبنات، ومدرسة روضة راشد الإعدادية والثانوية للبنات، ومدرسة جابر بن حيان الابتدائية للبنين، بالإضافة إلى مجموعة من الأسر أصدقاء البرنامج. وتعرّف المشاركون على نبتة «الرقروق» التي يحتفل بها البرنامج في هذا الربيع، وخصائصها وأماكن نموها في قطر، علماً أنها شجرة معمّرة تنمو عمودياً لارتفاع يصل إلى 45 سنتمتراً، وثمارها على شكل علبة يغطيها زغب، لها ثلاث غرف، وتحوي الثمرة حوالي 32 بذرة، وتنمو في السهول الرملية المختلطة بالترسبات الطينية الناعمة والحجرية، والمنخفضة قليلاً، وتعتبر أيضاً من النباتات الرعوية، فضلاً عن استخداماتها الطبيّة الأخرى كمسكن للآلام ومضاد للالتهابات. وأكد د.سيف الحجري رئيس برنامج لكل ربيع زهرة أن البرنامج يحقق نجاحاً ملموساً لدى الجهات المشاركة والباحثين وأفراد المجتمع، لكونه يزيد من معرفتهم بالحياة الفطرية بقطر، ويقرّبهم من مكوّناتها البيئية من طيور ونباتات وأعشاب، وهذا يُعطي المزيد من الوعي البيئي بأهمية الحفاظ على النبات من أجل التنوّع الحيوي في بر قطر. وأشاد بتفاعل الجهات والمدارس مع فعاليات البرنامج، إذ أنّ الكثير من المؤسسات القطرية المعروفة بدأت تستخدم النبات القطري في شعاراتها وعلاماتها ونشراتها في التوعية، مثل نبات السدرة والقطف والقاف، مؤكداً أنه نجاح كبير للبرنامج الذي أكمل مسيرة الـ 20 عاماً في ترسيخ الوعي البيئي بنباتات قطر. ونوّه د.الحجري إلى أنّ الاهتمام بالبيئة الحيوية يزيد من الوعي بها، ويعزّز الجوانب الإيجابيّة للنباتات، ويرسّخ قيم المحافظة عليها، ويحوّله إلى سلوك إيجابي يؤثر عليه في المستقبل، لأنه تعاطف مع كل مكوّن حيوي على الأرض، ويعزّز النظر إلى تلك الكائنات كشريك أساسي في الحياة بأمان على الكوكب. ويهدف برنامج «لكل ربيع زهرة»، إلى زيادة وعي المجتمع بأهمية الغطاء النباتي في الحفاظ على البيئة من التدهور والتصحّر، وإضفاء المزيد من مظاهر البهجة والجمال على البيئة والتعريف بالفوائد الاقتصادية والطبية للنباتات، والحثّ على حسن استغلالها وبناء سلوك إيجابي تجاه البيئة الطبيعية لدى النشء وتنمية القدرات الابتكارية والإبداعيّة في مجالات التنمية البيئية، خصوصاً لدى الأطفال وتشجيع الأنشطة الصناعية على استغلال مظاهر الجمال التي يتمتع بها النبات في تزيين المنتجات الصناعية، وذلك تكريساً للاهتمام بالبيئة النباتية وجمع وتوثيق المعلومات العلميّة عن نباتات البيئة القطرية في قاعدة بيانات وإثراء هذه القاعدة من خلال تشجيع البحث العلمي.
مشاركة :