تصاعد الأزمة السياسية في أفغانستان مع رفض حاكم إقليم ترك منصبه

  • 12/25/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

واجهت محاولة الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني، الإطاحة بأحد أقوى حكام الأقاليم الأفغانية، مقاومة شديدة مما زاد من حالة عدم اليقين السياسي في البلاد في وقت صعدت فيه واشنطن حملتها ضد تمرد طالبان. ويرفض عطا محمد نور حاكم إقليم بلخ ذي الأهمية الاستراتيجية في شمال البلاد، ترك منصبه على الرغم من مرور أسبوع على إعلان مكتب عبد الغني قبول استقالته وتعيين بديل له. وتسلط الأزمة الضوء على مدى عجز الحكومة المركزية الأفغانية عن بسط نفوذها خارج العاصمة كابول، وإلى أي مدى صار الوضع السياسي متقلبا قبل نحو عام من انتخابات الرئاسة المقررة عام 2019. ويسعى عطا نور منذ أمد بعيد للعب دور على الساحة الوطنية، وهو مرشح محتمل لانتخابات عام 2019، وأحد حكام الأقاليم أصحاب النفوذ الذين يحظون بولاء محلي قوي ويحكمون بصورة شبه مستقلة عن الحكومة المركزية. وحذر حلفاء من خطر وقوع اضطرابات مدنية في حالة عدم تراجع عبد الغني عن قراره، وهو ما يهدد الأمن ويسمح لمتشددي طالبان وتنظيم «داعش»، بأن يكون لهم موطئ قدم في بلخ، وهو مركز اقتصادي كبير يقع في مسار طرق التجارة الرابحة إلى وسط آسيا. وقال فرهاد عظيمي، وهو عضو برلمان من إقليم بلخ “إذا لم يبد الرئيس عبد الغني مرونة سيكون مسؤولا عن العواقب”. لكنه أضاف أنه لا يوجد لأي طرف مصلحة في وقوع مواجهة ربما تتسبب في عنف أو تهدد الأمن. * انقسامات وأعادت الأزمة، التي لفتت انتباه شركاء أفغانستان في الغرب، فتح باب الانقسامات التي كان غطى عليها جزئيا اتفاق رعته الولايات المتحدة وتشكلت بموجبه حكومة الوحدة برئاسة عبد الغني بعد انتخابات رئاسية شهدت نزاعا عام 2014. وبعد مزاعم واسعة النطاق عن حدوث تلاعب في الانتخابات من الجانبين جاء عبد الغني رئيسا للبلاد فيما جرى تنصيب منافسه القديم عبد الله عبد الله، المنتمي لحزب الجمعية الإسلامية، في موقع جرى استحداثه وهو الرئيس التنفيذي. وحصل عطا نور، الذي صنع لنفسه نفوذا إقليميا قويا أثناء توليه حكم بلخ، على مساندة حزب الجمعية الإسلامية الذي يمثل عرق الطاجيك في شمال البلاد داعما رئيسيا له. ويشعر كثير من المنتمين للطاجيك بالاستياء من عبد الغني الذي ينتمي لعرق البشتون. وقال عضو آخر في البرلمان من بلخ يدعى بريشا رابح “عطا محمد نور هو الشخصية الأقوى في الجمعية… لن يتراجع”. وتتزامن الأزمة مع تصعيد القوات الأمريكية ضرباتها الجوية ضد طالبان وغيرها من الجماعات المتشددة في إطار استراتيجية معززة تهدف لإجبار المتمردين على قبول التسوية السلمية بعد 16 عاما من الحرب. ومع زيادة الاضطرابات تصاعد التوتر بين الطاجيك والبشتون، أكبر عرقين في أفغانستان، مما يقوض محاولات إرساء الوحدة الوطنية في البلاد.

مشاركة :