أثارت زيارة أمير قطر تميم بن حمد إلى مالي، الخميس الماضي، العديد من التساؤلات حول تاريخ الدوحة الأسود في إفريقيا، وخصوصاً في دول غربي القارة. وازدادت التساؤلات حدة؛ بتزامن زيارة تميم إلى باماكو مع عودة رئيس مالي السابق، الذي أُطيح عام 2012 أمادو تورماني توريه، وهو ما تناوله محللون ومراقبون في الإعلام الفرنسي. وبحسب «بوابة العين» الإخبارية، فإن السبب المعلن لزيارة تميم حمل الصيغة التقليدية لمثل تلك الزيارات بالقول: إن الزيارة جاءت في إطار تعزيز التعاون بين مالي وقطر، بعد شهر من زيارة الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا إلى الدوحة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وبحسب ما أشارت صحف مالية، ناطقة بالفرنسية، فإن النظام المالي الحالي تجمعه علاقات قوية بأمير قطر؛ لكن توقيت الزيارة بالتزامن مع عودة الرئيس المالي المُقال أمادو توريه من منفاه في السنغال إلى بلاده مرة أخرى، يعيد ملف علاقات توريه بتنظيم «القاعدة» والنظام القطري قبل أن يطيح به شعبه.وذكر راديو «فرنسا الدولي»، أن رئيس مالي إبراهيم بوبكر كايتا، طلب رسمياً من توريه العودة إلى البلاد؛ وذلك بعد مرور نحو 6 أعوام له فى المنفى، مضيفاً، أن توريه سيعود برفقة أسرته على متن طائرة الرئاسة من عاصمة السنغال، داكار.وأعلن توريه من السنغال، نيته استئناف حياته السياسية، كما أنه من المرجح مشاركته في الانتخابات الرئاسية المقبلة في يوليو/تموز 2018، بعدما كذبت السلطات المالية عدة مرات تصالحها مع توريه، إلا أن الرئيس المُقال، عاد رسمياً إلى البلاد.وكانت تقارير سابقة، أشارت إلى ضلوع الدوحة في تمويل الجماعات الإرهابية المتطرفة، في مالي، قبل إطاحة رئيس مالي السابق، بحسب ما كشفت صحيفة «لوكانارد أونشيني» الفرنسية الساخرة، المتخصصة في التحقيقات الاستقصائية السياسية.وتحت عنوان: «صديقتنا قطر تدعم الإرهابيين في مالي»، أشارت الصحيفة، نقلاً عن تقرير لجهاز المخابرات الفرنسية، أن الدوحة قدمت دعماً عسكرياً ولوجستياً ومالياً كبيراً لجماعات إرهابية متطرفة في شمال مالي؛ بهدف زعزعة استقرار عدة دول إفريقية تتعارض مصالحها مع الدوحة.وأوضحت الصحيفة أنه «في بداية عام 2012، وجّه جهاز المخابرات الفرنسية، عدة إنذارات لقصر الإليزيه، بأنشطة دولية مشبوهة تجريها قطر، برعاية أميرها -آنذاك- الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي تجمعه علاقات جيدة بالرئيس الفرنسي، (في ذلك الوقت) نيكولا ساركوزي». وأكد تقرير المخابرات الفرنسية في ذلك الوقت «أن الدوحة تقدم سخاء لا مثيل له، ليس فقط كدعم مالي وعسكري في صورة أسلحة لكل من تونس، ومصر، وليبيا، ولكن أيضاً امتد هذا السخاء لجماعات إرهابية متطرفة في مالي».
مشاركة :