كلما غاب عام وأطلّ آخر، تسبقه تطلعات قلما تتحقق. وعلى رغم خيبات الأمل الكثيرة، يبقى للتفاؤل مكان في انتظار قطار العام الجديد. المحطات تعجّ بالمنتظرين. الأيادي مرفوعة. بعضها يلوح فرحاً لاستقبال محب، وبعض آخر يودع، حزيناً لرحيل أو مرتاحاً الى لاعودة. 2017 كغيره من الأعوام، شهد تطورات قد تختلف بين بلد وآخر. دول ودعته الى لاعودة، وأخرى رأت فيه أملاً بعودة بحلّة أجمل. التطورات التي شهدها العام المودِّع متنوعة. التطرق اليها تلزمه صفحات مطولة لا مكان لها هنا. «الحياة» ارتأت أن تستعيد محطات تهم المنطقة، ولو كانت في بعضها بعيدة ظاهرياً. الفقر والجوع والبطالة آفات لم توفر بلداً. الأمم المتحدة ومنظماتها، ودول منفردة، تحاول منذ عقود، تقليصها مع أمل بالقضاء عليها. بعضها زعزع أنظمة وبعضها الآخر أظهر للعلن فجوات ضخمة في دول عظمى تدّعي الديموقراطية والمساواة. رياح عاتية هبت في وجه الظلم. دول الخليج أقدمت على خطوة جريئة لم تكن منتظرة. السعودية والإمارات في الطليعة، والبقية تتريث. الضريبة على القيمة المضافة تصبح واقعاً خلال أيام. الحذر كان سيد الموقف، لكن ردات الفعل جاءت جيدة بعد وضوح الرؤية. الخطوة الجديدة ضرورية لتنويع مصادر الدخل. النفط لوحده لم يعد ضمانة للأجيال. السنوات القليلة المقبلة تظهر صحة القرار المدروس. الدعم الحكومي تفهّم محدودية فاعليته على المدى الطويل. واتخذت الدول الإجراءات اللازمة والملزمة. إنجاز آخر أقدمت عليه دول الخليج، ضمن منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك)، بالتعاون مع دول منتجة أخرى من خارج المنظمة. هبوط أسعار النفط دق ناقوس الخطر. العرض تجاوز الطلب بشدة. النفط الصخري الأميركي أغرق السوق، لكنه تراجع مع تراجع الأسعار غير الملائمة لكلفة الإنتاج. فكان لا بد من قرار بخفض سقف الإنتاج اتفق عليه معظم المنتجين. القرار أثمر تجاوز أسعار النفط مستوى 60 دولاراً للبرميل. سعر يرضي الجميع تقريباً. تطورات أخرى وسمت العام المودّع تنشر في ملحق غدٍ.
مشاركة :