تفاصيل «صفقة القرن» للسلام الفلسطيني الإسرائيلي

  • 12/28/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

انخرط الرئيس الأميركي دونالد ترمب، سريعاً عقب توليه منصبه، في محاولة حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بعقد 3 اجتماعات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومثلها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتكليفه صهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنر بقيادة فريق السلام الأميركي. لكن الرئيس الأميركي، الذي غمرته مشاعر الثقة بسهولة حل صراع دام 70 عاماً، مطلقاً شعار «صفقة القرن»؛ ما لبث أن أدرك صعوبة وتعقيد الصراع، فبدأ بالحديث عن «خطة» لحل الصراع، ليتضح لاحقاً أنها لا تزيد عن مشروع إنشاء كيان فلسطيني منقوص السيادة. ويكشف مسؤول فلسطيني كبير أن ترمب كان يبدي استغرابه، خلال حديثه مع القيادة الفلسطينية، حول عدم قدرة أسلافه على حل الصراع العربي الإسرائيلي. ويقول المسؤول -الذي فضّل عدم ذكر اسمه- في حديث خاص لوكالة الأناضول: «في البداية كان الرئيس الأميركي يقول لنا إنه مستغرب من عدم قدرة الرؤساء الأميركيين السابقين على حل الصراع، وقال لنا إن بإمكانه تحقيق اتفاق في غضون 9 أشهر إلى سنة على الأكثر». وتابع المسؤول الفلسطيني: «قالوا لنا بداية إنهم يريدون الاستماع إلى مواقف الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وهذا ما حصل فعلاً في عديد من الجلسات التي تم عقدها مع ترمب نفسه في واشنطن وبيت لحم ونيويورك، وجلسات أخرى عديدة مع جاريد كوشنر ومبعوث الرئيس الأميركي للاتفاقات الدولية جيسون غرينبلات، في رام الله وواشنطن والعاصمة الأردنية عمّان». وإن كان الوسطاء الأميركيون السابقون على دراية بالتفاصيل الدقيقة للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، فإن الفريق الحالي لا دراية له على الإطلاق بتفاصيل الصراع، بحسب المسؤول. ونقل مسؤول فلسطيني ثانٍ، عن أعضاء الفريق الأميركي الحالي، قولهم للفلسطينيين منذ الاجتماعات الأولى: «لا دراية لنا بتفاصيل الصراع، ونريد الاستماع منكم إلى مواقفكم من كل القضايا المطروحة للنقاش، وما هي خطوطكم الحمراء، وما تقبلون به، وما لا يمكن أن تقبلوا به على الإطلاق». خطة أميركية في نهاية شهر أغسطس الماضي، زار كوشنر مع فريقه الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، وأبلغ الطرفين بأن الولايات المتحدة الأميركية تعكف على صياغة خطة لإعادة تحريك عملية السلام، طالباً من الطرفين الانتظار لعدة أسابيع. وأعاد الرئيس الأميركي على مسامع الرئيس الفلسطيني عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، في لقاءين منفصلين على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في شهر سبتمبر الماضي، الرسالة ذاتها. واستناداً إلى المسؤول الفلسطيني الكبير الذي تحدث للأناضول، فإن الرئيس الأميركي كرر الرسالة ذاتها على مسامع الرئيس الفلسطيني مطلع الشهر الجاري، عندما هاتفه لإبلاغه بقرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو ما أغضب الفلسطينيين. وأقر كوشنر في حديثه خلال الندوة سالفة الذكر، وجود خطة دون الكشف عن تفاصيلها. لكن المسؤول الفلسطيني أكد لـ «الأناضول» أن الولايات المتحدة الأميركية «لم تطرح على الفلسطينيين أبداً فحوى هذه الخطة». من جانبه، كشف مصدر دبلوماسي غربي أن كوشنر طرح بنود الخطة على أطراف إقليمية. وذكر المصدر -الذي طلب عدم ذكر اسمه- في حديث خاص لوكالة الأناضول، أن الخطة تتضمن إنشاء «كيان فلسطيني في قطاع غزة والمناطق المصنفة (أ) و(ب) وبعض المناطق المصنفة (ج) في الضفة الغربية، مع سيطرة أمنية إسرائيلية وبقاء المستوطنات على حالها، وتقديم مساعدات مالية كبيرة لتحسين الوضع الاقتصادي الفلسطيني». أما بخصوص قضايا الحل النهائي (القدس والحدود والمستوطنات واللاجئين والأمن والمياه)، فيقول المصدر الغربي: إن الخطة تنص على تأجيل مناقشتها، بما يقود لاحقاً إلى بعض خطوات التطبيع العربية مع إسرائيل».;

مشاركة :