استكمال عملية اجلاء محدودة لمرضى من الغوطة الشرقية قرب دمشق

  • 12/28/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دوما (سوريا) (أ ف ب) - خرجت مساء الأربعاء دفعة ثانية من المرضى، غالبيتها من الأطفال، من الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق التي تطالب الأمم المتحدة بإجلاء مئات الحالات الحرجة منها مع اشتداد الوضع الإنساني فيها سوءاً. ويأتي ذلك غداة إخراج دفعة أولى صغيرة من أربعة أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال، إلى مستشفيات في دمشق. وقد بدأت عملية الإجلاء ليل الثلاثاء الاربعاء بموجب اتفاق بين الأطراف المتنازعة على إخراج 29 مريضاً على دفعات، مقابل الإفراج عن عدد من الاسرى والعمال لدى الفصائل المعارضة. وكانت الامم المتحدة أعلنت في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر لائحة من 500 شخص بحاجة ماسة للإجلاء من الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، إلا أن 16 شخصاً منهم على الأقل قضوا منذ ذلك الحين. وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا إنجي صدقي لوكالة فرانس برس "أجلينا بالامس (الأربعاء) 12 مريضاً، غالبيتهم أطفال، مع أفراد من عائلاتهم"، مشيرة إلى أن غالبية من تم إجلائهم حتى الآن يعانون من "السرطان وأمراض مزمنة وأخرى في القلب". وأعربت اللجنة الدولية عن أملها في إجلاء باقي المرضى قريباً، من دون أن تحدد ما اذا كان سيتم استكمال العملية الخميس. وفي مركز الهلال الاحمر السوري في مدينة دوما، شاهد مراسل فرانس برس مساء الأربعاء المرضى وأفراد عائلاتهم ينتظرون نقلهم إلى سيارات اسعاف. وفي احدى سيارات الاسعاف، وضع متطوع في الهلال الاحمر طفلاً رضيعاً في حضنه وأخذ يلاعبه مع زملائه، ليبادلهم الطفل الذي لم يتجاوز العام الواحد الابتسام. وفي سيارة أخرى، بدا عبد الرحمن (سبعة أشهر) نائماً في حضن والدته وعلى وجهه قناع تنفس. - الأطفال "أداة مساومة" - ولا يمكن أن تتم عمليات الإجلاء أو أن تدخل قوافل المساعدات الى الغوطة الشرقية إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من السلطات السورية. وأعلن فصيل جيش الإسلام، الأبرز في الغوطة الشرقية، قبل يومين على اتفاق لإجلاء 29 شخصاً في حالة حرجة على دفعات. وأكد في بيان موافقته على "إخراج عدد من الأسرة الموقوفين لدينا (...) بالاضافة إلى بعض العمال والموظفين (...) وذلك مقابل إخراج الحالات الإنسانية الأشد حرجاً". وقد عاد في الدفعة الأولى خمسة عمال إلى دمشق، كما تضمنت الدفعة الثانية، وفق مراسل فرانس برس، عدداً آخر. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لفرانس برس أن الاتفاق تم بطلب من تركيا، مشيراً إلى أنه "مقابل خروج المرضى، أفرج جيش الإسلام حتى الآن عن 26 شخصاً بينهم مدنيون وعمال ومسلحين موالين للنظام، كانت الفصائل المعارضة اختطفتهم قبل سنوات قرب دمشق". وتعليقاً على عملية الإجلاء المحدودة، قال يان ايغلاند، رئيس مجموعة العمل الانساني التابعة للامم المتحدة في سوريا، "ليس اتفاقاً جيداً حين يتم تبادل أطفال مرضى بأسرى هذا يعني أن الأطفال تحولوا إلى أداة للمساومة، أنه أمر لا يجدر أن يحدث". وأضاف في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) "لديهم الحق بالإجلاء ولدينا واجب إجلائهم". وتحاصر القوات الحكومية الغوطة الشرقية بشكل محكم منذ العام 2013، ما تسبب بنقص خطر في المواد الغذائية والأدوية في المنطقة حيث يقطن نحو 400 ألف شخص. وسجلت الغوطة الشرقية، وفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أعلى نسبة سوء تغذية بين الأطفال منذ بدء النزاع في سوريا في العام 2011. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر حذرت من بلوغ الوضع الانساني في الغوطة الشرقية "حداً حرجاً". وتوفي طفلان رضيعان في تشرين الأول/اكتوبر في الغوطة بسبب أمراض فاقمها سوء التغذية بينهما الرضيعة سحر ضفدع (34 يوماً) التي التقط مصور متعاون مع فرانس برس صوراً ومشاهد صادمة لها تصدّرت وسائل الاعلام حول العالم عشية وفاتها. وتُعدّ الغوطة الشرقية واحدة من أربع مناطق خفض توتر في سوريا، بموجب اتفاق توصلت اليه موسكو وطهران حليفتا دمشق، وأنقرة الداعمة للمعارضة في استانا في أيار/مايو. وبدأ سريانه في الغوطة في تموز/يوليو. وبرغم كونها منطقة خفض توتر، الا ان ذلك لم ينسحب تحسناً لناحية إدخال المساعدات الإنسانية. كما صعّدت قوات النظام السوري منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر قصفها الجوي والمدفعي على الغوطة الشرقية، ما تسبب بمقتل عشرات المدنيين وإصابة آخرين. وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في العام 2011 بمقتل اكثر من 340 ألف شخص وبدمار كبير في البنى التحتية وفرار وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.حسن محمد © 2017 AFP

مشاركة :