أكد عدد من الأكاديميين والإعلاميين أهمية إطلاق المركز القطري للصحافة، معتبرين افتتاحه تتويجاً لنضج الإعلام القطري الذي عرف بتميزه على مستوى العالم، مشيرين إلى أن المجلس سيكون نادياً لحوار إعلامي أفقي بين مختلف المؤسسات الإعلامية في البلاد، الأمر الذي من شأنه نقل الخبرة في ما بينها، وتبادل المهارات بين أجيال متعددة من الإعلاميين، بهدف خلق جيل إعلامي قطري واعٍ بتميّز دولة قطر في هذا المجال، إضافة إلى أنه سيعمل على الربط بين الإعلام والبحث العلمي، عبر تشجيع البحث العلمي في مجال علوم الإعلام والاتصال، ما يترتب عليه تحسين جودة العمل الصحافي وتطويره. وأضافوا أن المجلس سيعمل على تطوير أخلاقيات مهنة الإعلام، موضحاً أن الإعلاميين أعرف الناس بالنواحي الأخلاقية، التي يجب الإحاطة بها في مهنتهم، مؤكدين أنه يمثل دعماً معنوياً كبيراً للعاملين في قطاع الإعلام، باعتباره مظلة تجمعهم، ومكاناً يتحدثون فيه إلى بعضهم البعض عن قضايا مهنتهم. تشكيل المركز يتكون مجلس إدارة المركز القطري للصحافة من السيد صالح بن عفصان الكواري رئيساً لمجلس إدارة المركز، والدكتور ماجد الأنصاري نائباً له، والسيد عبد الله بن حمد العذبة مديراً عاماً للمركز، والسيد صادق محمد العماري أمين سر المركز. وعضوية كل من: الدكتور محمد صالح المسفر، والدكتور ربيعة صباح الكواري، والسيد عبدالعزيز إبراهيم آل محمود، والسيد عبدالعزيز محمد عبدالغني. محمد الأمين: سيعمل على تطوير أخلاقيات مهنة الإعلام قال الدكتور محمد الأمين موسى، أستاذ الإعلام بجامعة قطر: إن هذا المجلس انتظره العاملون بالمهنة لسنوات، لا سيما أن قطر من الدول العربية المتميزة في مجال الإعلام منذ سبعينيات القرن الماضي. لافتاً إلى أن وجود هذا المجلس مهم لأن الإعلام القطري وصل إلى مرحلة من النضج يحتاج معها إلى مثل هذه المؤسسات التي تعمل على تجميع الإعلاميين وتطوير أدائهم على كل المناحي بإبراز إعلام المسؤولية الاجتماعية، كما يقع على عاتق المجلس تبصير المواطنين بأهمية الإعلام والتعاون معه لتوفير مادة للصحافة الاستقصائية لمعرفة قضاياهم. وأضاف الأمين أن المركز سيعمل على تطوير أخلاقيات مهنة الإعلام، وخاصة الصحفيين منهم موضحاً أن الإعلاميين أعلم الناس بالنواحي الأخلاقية التي يجب الإحاطة بها في مهنتهم، مبيناً أن المجلس يمكن أن يضطلع بمهمة مراجعة قانون الإعلام في قطر، لا سيما أن القانون السائد اليوم قديم وبه عدد من الأشياء غير موجودة في الواقع مثل وزارة الإعلام، كما أن هناك عدداً من التغيرات مثل بروز الإعلام الرقمي بصورة كبيرة، الأمر الذي يجعل القانون في حاجة إلى مراجعات مستمرة، لافتاً إلى أن مقترحات التشريعات التي يقدمها العاملون في المهنة تأتي دائماً متميزة بحكم إلمامهم بجميع تحديات مهنتهم. وأكد أن المجلس سيعتبر دعماً معنوياً كبيراً للعاملين في قطاع الإعلام، باعتباره مظلة تجمعهم ومكاناً يتحدثون فيه إلى بعضهم البعض عن قضايا مهنتهم، لافتاً إلى أن وجود هذا المجلس يعوَّل عليه في جذب القطريين إلى المهنة عبر قيامه بعدد من الدراسات التي ستغير الصورة الذهنية لمهنة الإعلام، لا سيما أن الإعلام كان خط دفاع متقدماً في الأزمة الأخيرة. وقال الأمين إن المجلس سيحسن وضع قطر في التصنيف الدولي لحرية الإعلام؛ لأن هذه التنصيفات تعتمد على عدد من المعايير، من بينها مثل هذه المؤسسات التي تجمع الصحافيين تحت سقفها. خولة مرتضوي: فرصة للنهوض بالكوادر الإعلامية ذكرت الكاتبة والباحثة الأكاديمية خولة مرتضوي أن إنشاء المركز القطري للصحافة يتماشى مع أهمية خلق مناخ إعلامي مهني يربط بين ممارسي الإعلام في مجالات الدولة كافةً، بهدف رسم رؤية متطورة للإعلام، ليس فقط باعتبارنا مستهلكين وإنما كمشاركين في خريطة الإعلام المحلي، تماشياً مع رؤية قطر الوطنية 2030، والتي تهدف ركائزها لتحقيق التنمية البشرية. وأضافت: « لا يمكن لقطر أن تطور اقتصادها ومجتمعها دون رأس مالها البشري ومواردها البشرية، فلا تنمية دون وسائل إعلام تضمن سرياناً سليماً للمعلومات، ولا إعلام بغياب تنمية الكوادر الإعلامية بطريقة حقيقية، وهذا ما نطمح إلى تحقيقه جميعاً من إنشاء هذا المركز الذي نعوّل عليه الكثير». وأضافت مرتضوي: «لا نحتاج قراءة الغيب حتى ندرك أن الاهتمام بوسائل الإعلام أصبح لافتاً للنظر في الآونة الأخيرة؛ نظراً لما يمر به العالم بصورة عامة من أحداث سياسية واجتماعية واقتصادية تستوجب التوقف عندها ومتابعة المجريات السياسية خطوة بخطوة للوقوف على ما حصل وما قد يحصل في أي وقت». وأعربت «خولة» عن إيمانها بأن تشجيع الشباب لدخول مجال الإعلام ليس حكراً على مؤسسة المدرسة والجامعة فحسب، بل تلعب الأسرة ومؤسسات المجتمع العام والخاص الدور الكبير في تهيئة الطريق أمام المواهب لدخول هذا المجال والحصول على المزيد من العلم فيه، وأوضحت أن المركز سوف يعمل على توفير المزيد من الخبرات المطلوبة، لافتة إلى أهميته في التدريب المهني الجاد وصقل مهارات العاملين في المجال عن طريق الممارسة والتدريب. القطعة: حاضنة جامعة للإعلام.. وتحسين جودة العمل الصحافي قال بلقاسم القطعة، الباحث في العلوم السياسية، إن قطر تشكل اليوم استثناء عربياً فيما يخص الاهتمام بالإعلام وترقيته. هذا الاهتمام يعود تاريخياً إلى اهتمام سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بهندسة قوة ناعمة من شأنها خدمة مكانة قطر وحضورها في الساحتين الإقليمية والعربية. وقد تُوج هذا المسعى بإنشاء أهم مؤسسة إعلامية عربية، ألا وهي مؤسسة الجزيرة التي أضحت بفضل الدعم الرسمي القطري ظاهرة إعلامية عالمية، ومعياراً للمهنية ومصداقية الإعلام. وأضاف، بالنسبة لدولة قطر يعد الاهتمام بكل ما يتعلق بالإعلام استراتيجية وطنية، وهدفاً تنموياً ينطلق من مرجعية الإنسان في التنمية والاستفادة المثلى من الموارد البشرية الوطنية والأجنبية. من هنا، سيكون المجلس القطري للصحافة حاضنةً جامعةً للإعلام في قطر، وراعياً لتميزه، ومتابعاً لحاجيات الجسد الإعلامي القطري الذي يضم خبرات عربية وأجنبية. كما سيكون المجلس نادياً لحوار إعلامي أفقي بين مختلف المؤسسات الإعلامية في البلاد، الأمر الذي من شأنه نقل الخبرة بينها وتبادل المهارات بين أجيال متعددة من الإعلاميين بهدف خلق جيل إعلامي قطري واعٍ بتميز دولة قطر في هذا المجال والمكانة العالمية التي تحظى بها الصحافة القطرية في عالم المعلومة والصناعة الإعلامية. ئوأكد أن هنالك نقطة مهمة أيضاً في إنشاء هذا الصرح تتمثل في الربط بين الإعلام والبحث العلمي عبر تشجيع البحث العلمي في مجال علوم الإعلام والاتصال، مما يترتب عليه تحسين جودة العمل الصحافي وتطويره. ليس هذا فقط، بل من المحتمل أن ينتج عن هذا المجلس، برعاية سامية من السلطات القطرية، إنشاء أكاديمية إعلامية دولية يتم من خلالها تصدير خبرة قطر الإعلامية إلى المنطقة والعالم، بالاستفادة من العقول القطرية والأجنبية التي تشتغل في مختلف مؤسسات قطر الإعلامية، خاصة مؤسسة الجزيرة وتلفزيون قطر الوطني، المشهود لهما بتميز ورصانة قل نظيرها في الشرق الأوسط. وختم القطعة، إن إنشاء مجلس قطري للصحافة أمر باعث على التفاؤل بمستقبل الإعلام في قطر، بحيث يخدم تميزها في هذا المجال لدرجة أنه أضحى من الطبيعي الحديث عن مدرسة إعلامية قطرية مكتملة المعالم والأركان، تستحق أن تقدم نفسها كنموذج عالمي ذي منشأ عربي. حصة السويدي: فرصة للتواصل وتبادل الخبرات أكدت حصة السويدي الإعلامية ومقدمة البرامج في تلفزيون الريان، أن انطلاق المركز القطري للصحافة يعد فرصة لخلق التواصل الإيجابي بين الإعلاميين، مما يساعد على إيجاد فرص التفاعل المهني وتبادل الخبرات. وأضافت أن للمركز دوراً مهماً في إقامة الأنشطة والمبادرات وكل ما يتعلق بالصحافة والإعلام من تدريب للكوادر الإعلامية واستقطاب المواهب الشابة، كما أنه سيكون مرجعية للإعلاميين بما يدعم تطور هذا المجال، لافتة إلى أن المركز سوف يساعد على الانفتاح على العالم وإثراء الممارسات الإعلامية وتقديم خدمات مطورة. وقالت: «إن المركز سوف يعمل على مواكبة المتغيرات العصرية ومتابعتها في المجال الصحافي والإعلامي بما يؤدي إلى تحقيق الاحترافية والالتزام المهني عالي الجودة من خلال تأطير كل ما يتعلق بالمهام والأهداف والرؤية الإعلامية للدولة واستراتيجياتها محلياً ودولياً». وأعربت السويدي عن أملها في أن يصل المركز لمصافي المنظمات الإعلامية الدولية التي تحمل لواء المسؤولية والحريّة والالتزام المهني عالي المستوى، لافتة إلى أهمية دور المركز في تعميق التعاون مع الجهات الأكاديمية مثل الجامعات ومعاهد التدريب الإعلامية بهدف تطوير المجال الصحافي. الاجتماع الأول والأهداف عقد مجلس إدارة المركز القطري للصحافة، أمس الأول الأربعاء، اجتماعه الأول، وذلك بعد الموافقة على تأسيسه ليكون مؤسسة خاصة ذات نفع عام طبقاً لأحكام القانون رقم 21 لسنة 2006 بشأن المؤسسات ذات النفع العام وتعديلاته. وتقدمت عدة مؤسسات إعلامية بالدولة لإنشاء المركز، بقصد الإسهام في تطوير العمل الإعلامي والصحافي، والاهتمام بشؤون الإعلاميين وفقاً لرؤية «قطر 2030»، التي جعلت الاستثمار في الإنسان على هرم أولوياتها. وسيتم قريباً اختيار مقر للمركز، ليفتح أبوابه بعد ذلك أمام جميع الإعلاميين والصحافيين من القطريين والأشقاء العرب والمقيمين لينضموا لعضويته. وسيكون المركز نادياً للإعلام والصحافة بالدولة، وسيقيم فعاليات على مدار السنة، ويصدر أبحاثاً ودراسات تعنى بمجال الإعلام والصحافة، إضافة إلى إنشاء شراكات مع الجهات المعنية والمراكز والأندية المماثلة على مستوى العالم. إيمان الكعبي: خطوة مهمة تواكب التطورات قالت إيمان الكعبي المذيعة بإذاعة قطر، إن إنشاء المركز القطري للصحافة خطوة مهمة حتى وإن جاءت متأخرة قليلاً، وأوضحت أن المركز سوف يحقق قيمة مضافة إلى الإعلاميين والصحافيين ويحافظ على حقوقهم وبما يكفل لهم حرية التعبير، لافتة إلى أهمية وجود مثل هذا المركز للاهتمام بشؤون الإعلاميين والصحافيين وتطوير قدراتهم ومداركهم المهنية التي باتت في عصرنا الحالي تكتسب أهمية كبرى؛ نظراً للظروف التي تمر بها المنطقة. وأضافت: «نحن بحاجة إلى مزيد من الإعلاميين والصحافيين من أصحاب الخبرات والمهارات المهنية العالية حتى يكونوا قادرين على مواجهة الصعاب والتحديات، متسلحين بالمعرفة والثقافة بعيداً عن المهاترات الإعلامية الصادرة من وسائل الإعلام الأخرى، وأن يكون سلاحهم الرد على هذه الأكاذيب بالحجة والمنطق». لافتة إلى أن المركز سوف يقوم بهذا الدور، كما سيقع على عاتقه الكثير من المهام من أجل الارتقاء بالأداء الإعلامي. وأعربت «إيمان» عن ثقتها في قدرة المسؤولين عن المركز في الارتقاء بالمجال الإعلامي والنهوض بمسيرته من خلال مواكبة التطورات العالمية المتلاحقة. خالد محمود: يعزز ريادة قطر في المجال الإعلامي قال خالد محمود رئيس قسم الإعلام والاتصال بمعهد الدوحة للدراسات العليا، والكاتب الصحافي، شهدت دولة قطر في السنوات الأخيرة طفرة إعلامية بشكل عام، ويأتي إنشاء هذا المركز للإسهام بشكل أفضل في دعم مكانة وريادة دولة قطر، كواحدة من أكثر الدول على مستوى العالم التي يحق لها أن تتباهى بإعلامها وصحافتها، إذ لا أحد يمكن أن ينكر المكانة المتميزة التي حققتها الدوحة في هذا المجال. وأضاف كنا شاهدين على ظهور قنوات وإذاعات محلية متخصصة، حققت تفوقاً، وأضافت زخماً للمشهد الإعلامي بقطر، وفي ظني أن إنشاء المركز القطري للصحافة، سيعود بالفائدة على مهنة الصحافة القطرية بشكل عام، تنظيماً ومهنية، كما سيكون له دور في تشجيع واستقطاب الكوادر القطرية، وهي التي نرى فيها عزوفاً عن العمل في المشهد الصحافي تحديداً، ويمكن أن يؤدي المركز دوراً، كتشجيع الطالب القطري على خوض غمار الصحافة، وتهيئة الأرضيّة له للالتحاق بالعمل الصحافي منذ تخرجه من الجامعة. وأضاف سيساهم المركز في تقديم حوافز تشجيعية للطلاب القطريين والإعلاميين الناشئين، والتعاون مع الجامعات والمؤسسات ذات الصِّلة، التي تدرس تخصص الصحافة، من أجل خلق مشاريع لتأهيلهم تأهيلاً مهنياً وعلمياً وتقنياً، بما يلبي احتياجات السوق، ومتطلبات المنافسة الشريفة من منطلق رؤية قطر.;
مشاركة :