«إثراء» مركز إشعاع معرفي

  • 5/17/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تضم السعودية بين جوانبها عديداً من المباني والمعالم الحضارية التي يشار إليها بالبنان، والتي تضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة عمرانيًّا وحضاريًّا، ويعد مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء» أحد هذه المعالم المميزة، ولعل ما يؤكد ذلك اختيار مجلة «تايم» الأمريكية لمركز «إثراء» الواقع في مدينة الظهران بالمنطقة الشرقية كواحد من أعظم 100 مكان في العالم لعام 2018م. المبنى الثقافي يتسم مبنى المركز الثقافي الذي تبلغ مساحته نحو 80 ألف متر مربع بالتكامل والشمولية. وقد قامت بتصميمه شركة (سنوهيتا) النرويجية المعروفة عالمياً، بأسلوب فريد مبتكر ربط بين مهمة المركز وشكله الخارجي، وارتقى بالإبداع في فن التصميم المعماري إلى آفاق رفيعة وجديدة. يحضر العامل الزمني أيضاً في التصميم الداخلي لأقسام المبنى، فالأدوار الواقعة تحت مستوى سطح الأرض مخصصة للماضي، وعند مستوى السطح للحاضر، أما برج المعرفة القائم فوق كل هذا فيمهِّد الطريق للمستقبل. ويتميز المبنى، من الخارج، بمظهر لا مثيل له في فن العمارة المعاصرة، إذ إنه مغطى بأنبوب من الفولاذ يلفه بالكامل، وهذا الأنبوب مؤلف من آلاف القطع الصغيرة التي تُقطع وتُطوى كل واحدة على حدة، لتؤلف عند تركيبها وجمعها أنبوباً واحداً يُضفي على المبنى ككل مظهراً معدنياً ذا لمعان حريري ناعس. ثمة شركات رائدة عالمياً طوَّرت تقنيات تفاعلية لمختلف أقسام المركز لتعزيز الجدوى وجعل التعلم فيها تجربة ممتعة لا مثيل لها في مكان آخر. وتتجاور في المبنى هذه التقنيات الحديثة والمبتكرة مع أقدمها وأجملها، مثل الطين المدكوك، والرمال والحصى. أما على الصعيد البيئي، فقد بُني المركز الثقافي وفق المقاييس المعروفة باسم «LEED» (الريادة في التصميم البيئي والطاقة) ليعمّر لسنوات طويلة قادمة. برج المعرفة سيقدم برج المعرفة آخر ما توصل إليه العالم في مجالات المعرفة والفكر، حيث يحتوي البرج على عديد من القاعات المخصصة لعقد 2000 ورشة عمل سنويًا في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات إضافة إلى الفنون والوسائط المتعددة وبرامج بناء المهارات، وسيتم تطوير المحتوى المقدم في هذه الورش بالشراكة مع أفضل المؤسسات التعليمية العالمية التي ستعمل جنباً إلى جنب مع المؤسسات المحلية المتخصصة. ورغم أن ورش العمل تستهدف الشباب على وجه الخصوص، إلا أنها ستقدّم برامج لكل الأعمار ومختلف المجالات. ستصل هذه البرامج إلى 80 ألف متعلم ومتعلمة سنوياً من خلال تقديم نصف مليون ساعة تعليمية تنمي الشغف وتشبع الفضول المعرفي لدى أبناء وبنات الوطن. وسيدار التعلم وتبادل المعارف بشكل يعزِّز قيمة المواطنة، ويحترم التنوع ويحتفي به، ويعزِّز ثقافة التطوع، ويغذِّي الفضول وحب المعرفة في المجتمع. التعليم على الشبكة لن يقتصر المركز على ما سيقدمه في العالم الواقعي، بل سيمتدّ حضوره إلكترونياً وذلك من خلال صفحاته ومدوناته الإلكترونية إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي ستمكّن من هم خارج المنطقة الشرقية من التفاعل مع المركز والاستفادة من معرفته وأنشطته الثقافية. سيسهم المركز في تنمية المحتوى العربي الرقمي، وتوفير مصادر ذات جودة عالية للشباب عن طريق الألعاب التفاعلية والأفلام المتحركة المصممة لتلائم مختلف الفئات العمرية والاهتمامات. ويجدر بالذكر أن حضور المركز إلكترونيًا سيكون أكثر من مجرد وجود على شبكة الإنترنت، بل نسعى إلى المشاركة بشكل فعّال في خلق محتوى عربي غني وذي جودة عالية يمكن للجميع الاستفادة منه واستخدامه بسهولة.

مشاركة :