لم يكن النظام السوري ومناصروه من حزب الله وأطراف أخرى، تذكي نار الصراع في المنطقة فحسب، بل إنهم يعلمون أن التغاضي عن تنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات المستنسخة من القاعدة يمكن أن تكون وبالا عليهم وتقلب «الطاولة» على رؤوسهم، وتتحول المنطقة بين ليلة وضحاها إلى بركان مازال يتمدد ويأكل الأخضر واليابس ويقضي على أحلام بشار الأسد وأركانات حكمه، وهو الذي حاول ممارسة لعبة حارقة من أجل تمديد بقائه في السلطة، غير أن اللعبة العبثية انقلبت عليه وتمدد تنظيم داعش الإرهابي في التراب السوري وأصبح يحكم قبضته على بعض المواقع، ويبدو أن النظام السوري كانت تدور في دفاتره سيناريوهات أن جر التنظيم الإرهابي إلى سوريا سوف يجعل العالم يتضامن معه من أجل دحر الإرهابيين، ولكن يبدو أن العالم لم يمنحه هذه الفرصة، وانطلق التحالف الدولي للقضاء على التنظيم وضرب مواقعه وقواعد تمويله في سوريا دون أن يأخذ الإذن من النظام السوري، والذي فقد شرعيته وفقا لحيثيات الدول الكبرى وأولها أمريكا التي تقود التحالف الدولي لضرب الإرهاب، ويبدو أن لعبة تسليم الترسانة النووية السورية للأمم المتحدة من أجل تدميرها ونجاة النظام السوري من ضربات كانت وشيكة، سطعت في ذاكرة بشار الأسد وحاول اللعب بورقة داعش لللبقاء في السلطة، غير أن هذه الورقة جاءت خاسرة هذه المرة ، ولكن السؤال الذي يعلن عن نفسه بقوة في وسط معمعة ضرب تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا: هل تكفي عملية ضرب الإرهابيين وترك الجيوب الفئوية التي سهلت لهم التمدد في المنطقة؟ وهل أن دماء مئات الآلاف من السوريين سوف تذهب هباء، في وسط هكذا معمعة؟. إجابة هذين السؤالين نجدها لدى تركيا التي أكدت مرارا أن استئصال نظام بشار الأسد يعد أولوية لها كما أنه يمثل أولوية لأطراف إقليمية أخرى ترى في نظامه الدموي شعلة للفتنة والتدخلات العبثية في سوريا، ولا شك أن الشعب السوري الذي انتفض للتخلص من عصابة الأسد وداعميه يحلمون أن تمتد ضربات التحالف الدولي إلى قوات الأسد وفلول حزب الله ومن يدعمهم حتى تعود سوريا إلى وجهها العربي والإقليمي وتبعد عن شراك الهينمة التي تعيش فيها من قبل أطراف لا تعرف غير مصالحها.
مشاركة :