النقرس يحتاج إلى حياة صحية

  • 12/31/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: راندا جرجس زادت في العقود الأخيرة معدلات الإصابة بداء النقرس، ويرجح الخبراء أن هذه الزيادة ترجع إلى ارتفاع عوامل الخطورة بين السكان، مثل المتلازمة الأيضية وتغيير النظام الغذائي، ويُعرف النقرس بأنه حالة مرضية تتصف بتكرار حدوث الإصابة بالتهاب المفاصل الحاد، مع وجود تورم واحمرار، وتعد قاعدة الإصبع الكبير للقدم هي الأكثر أماكن الإصابة بنسبة 50% من الحالات، وفى السطور القادمة يتحدث الاختصاصيون والأطباء عن مضاعفات النقرس وكيفية التصدي لهجماته وطرق العلاج.تقول الدكتورة آمرة شاه أخصائية في الرعاية الأولية، إن النقرس من أشكال التهاب المفاصل ويمكن أن يسبب ألماً وتورماً في المفاصل، ويصيب بداية مفصلاً واحداً فقط، وفي الغالب يكون إصبع القدم الكبير، ويستهدف المرض الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع في حمض اليوريك أو حمض البول في الدم، وهو مادة كيميائية تنتج عن تحلل وتفكيك بعض الأطعمة، كما يمكن أن يشكل بلورات حادة الأطراف تتراكم في المفاصل وتسبب الألم، أو داخل الأنابيب التي تحمل البول من الكلى إلى المثانة حيث تتحول إلى «حصى الكلى» التي تسبب الألم ومشاكل في التبول. أعراض الهجمات تشير د.شاه إلى أن الأشخاص المصابين بالنقرس يتعرضون لهجمات مفاجئة من الألم الشديد، التي تتركز في معظم الأحيان في إصبع القدم الكبير، الكاحل، أو الركبة مصحوباً باحمرار وتورّم، وعلى الرغم من أن النقرس يصيب عادةً مفصلاً واحداً، إلا انه ربما يعاني بعض المرضى من ألم في أكثر من مفصل واحد، وتحدث هجمات الألم الشديدة غالباً خلال الليل، وتبلغ ذروتها في بداية نوبة الألم المصحوبة بالتورم، ثم تبدأ الأعراض بالتحسن في غضون بضعة أيام إلى أسابيع، ولا يوجد حتى الآن تفسير واضح للآلية التي يقوم بها الجسم لـ «إيقاف» هجوم النقرس.تضيف: يستهدف النقرس حوالي 1 من بين 200 بالغ والرجال أكثر عرضة للإصابة به من النساء، وعادةً ما تحدث أول إصابة بالنقرس في منتصف العمر، أو ربما يصيب الشباب أحياناً، وفي بعض الأحيان ينتقل ضمن بعض العائلات إذ تبين أنه مرض وراثي في حوالي 1 في 5 حالات، حيث تكون التركيبة الوراثية التي ترثها من عائلتك عاملاً في جعل جسمك غير قادر على التخلص من حمض اليوريك. أسباب وتبين د.شاه أن داء النقرس ينجم عن مادة كيميائية في الدم تسمى حمض اليوريك (يورات)، ويعتبر عادة مادة غير مؤذية وهي موجودة بشكل طبيعي في الجسم، وتطرح معظمها مع البول وكذلك مع البراز، وفي الغالب تكون نسبة هذا الحمض مرتفعة لدى الأشخاص الذين يعانون من النقرس، أو ترتفع من وقت لآخر إلى مستوى عال جداً مشكلةً بلورات حبيبية صغيرة، تتجمع عادةً في المفصل، مسببة تهيجاً في أنسجة المفصل والتهابات وتورما وألما، وهذا ما يسمى هجمة النقرس.تستكمل: بعض الأشخاص لديهم مستوى عال من حمض اليوريك ولكن لا يشكل بلورات ولا يصابون بالنقرس، وفي المقابل يكون مستوى الحمض لدى البعض طبيعياً ومع ذلك، ربما يتعرضون لهجمات النقرس. عوامل تراكم الحمض تفيد د. شاه أن حمض اليوريك يمكن أن يتراكم في الجسم لدى بعض الأشخاص لأسباب وعوامل متعددة منها:-* شرب الكحول بكميات كبيرة.* عدم توفر كمية كافية من فيتامين C في النظام الغذائي.* تناول المشروبات الغازية المحلاة بالسكر والتي تحتوي على نسبة عالية من الفركتوز، حيث أشارت دراسة بحثية حديثة إلى أن تناول عبوتين من المشروبات الغازية المحلاة بالسكر يومياً يزيد من خطر الإصابة بالنقرس بنسبة 85%، باستثناء المشروبات المذكور عليها أنها للحمية الغذائية، أو المشروبات التي تحتوي على المحليات الاصطناعية، كما أن الفواكه الغنية بالفركتوز، وعصائر الفاكهة تزيد من خطر الإصابة بالنقرس.* تُسبب بعض الأطعمة «خللاً في التوازن» وبالتالي ارتفاع حمض اليوريك لمستوى أعلى من المعتاد، أبرزها لحم القلب وسمك الرنجة والسردين وخلاصة الخميرة وبلح البحر.* يؤدي تناول بعض الأدوية إلى ارتفاع مستوى حمض اليوريك مثل مدرات البول، والأسبرين (على شكل جرعة كاملة من مسكّن الألم وليس الجرعة المنخفضة المستخدمة في منع جلطات الدم)، وبعض أدوية العلاج الكيميائي.* ينتج حمض اليوريك بنسبة أعلى من المعتاد في الأمراض التي تحدث فيها سرعة في إنتاج خلايا الجسم، على سبيل المثال، الصدفية المزمنة وبعض اضطرابات الدم.* هناك حالات أخرى يتزايد فيها خطر الإصابة بالنقرس، كالسمنة المفرطة، ارتفاع ضغط الدم، تلف الكلى، داء السكري، اضطرابات نخاع العظام، واضطرابات الدهون (وخاصة ارتفاع شحوم الدم)، أمراض الأوعية الدموية، العوز الأنزيمي مثل عوز ناقل الهيبوزانتين-جوانين الفسفوريبوزيل، وعوز نازعة الهيدروجين جلوكوز 6 فوسفات. التشخيص تذكر د. شاه أن تشخيص النقرس يتم عادةً في حال كان المريض يعاني من الأعراض النموذجية، مع ارتفاع مستوى حمض اليوريك في الدم، ولكن إذا كان هناك شك حول سبب الألم والتورم، فربما يأخذ الطبيب المعالج بعض السوائل من المفصل المتورم باستخدام الإبرة والمحقن ويقوم بفحص السائل تحت المجهر، فإذا وجد فيه بلورات اليورات (حمض اليوريك)، وخاصة إذا وجد المفصل في قاعدة إصبع القدم الكبير، أو إذا كانت الأعراض تذهب تماماً بين كل هجمة وأخرى، عندئذ يتأكد المريض من إصابته بالنقرس. إرشادات وتفيد د. شاه أن هناك بعض الواجبات التي يجب أن يلتزم بها من يعانون هجمات النقرس، كالمصابين بأمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، أمراض الكلى، وخاصة من لديهم زيادة الوزن، فإن إنقاصه يمكن أن يساعد في تخفيف أعراض النقرس، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساهم تغيير النظام الغذائي في منع هجمات النقرس في المستقبل، وتحسين الصحة بشكل عام والتخفيف من هجمات الألم بالقيام بما يلي:-* التخفيف من تناول اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية.* الحد من تناول الكحوليات.* التقليل من تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على شراب الذرة عالي الفركتوز (الموجود في معظم المشروبات الغازية والكعك المحلى وأنواع البسكويت في المحلات).* الحرص على تناول كميات أكبر من منتجات الألبان قليلة الدسم، مثل الحليب والجبن والزبادي قليل الدسم، والحبوب الكاملة والخضروات. مضاعفات يوضح الدكتور عاطف إبراهيم عواد، مختص جراحة العظام، أن النقرس مرض يُصيب المفاصل ينتج عن خلل في نِسَب حمض اليوريك في الجسم، وينتج عن ذلك تجمّع هذا الحمض في الدم وفي مختلف أنسجة الجسم، وعادةً ما يُعاني مَرضى النّقرس إما من زيادة إنتاج حمض اليوريك في الجسم، أو من انخفاض قدرة الكلى على التخلص منه، وربما ينتج عن ارتفاع مُستوى هذا الحمض العديد من المضاعفات أبرزها الإصابة بمرض النّقرس الحادّ أو المُزمن، بالإضافة إلى تكون حصى في الكلى، وكذلك تجمعات موضعيّة لحمض اليوريك في الجلد والأنسجة الأُخرى، كما أن النقرس سبب شائع للإصابة بنوبات مُفاجئة تتمثل بألم وانتفاخ وحرارة واحمرار في المفصل المصاب، خصوصاً في مِفصل إصبع القدم الكبير، وتُشير بعض التقارير إلى أنه من أكثر الأسباب شيوعاً في الإصابة بمرض المفاصل الالتهابي عند الرجال الأكبر من 40 عاماً.يضيف: يتسبب النقرس في تآكل وضمور المفصل، وربما يؤدي إلى تكوّن رواسب بلورات حمض البول تحت الجلد على شكل عقد يسمى «توفي»، الذي يظهر في عدة مناطق مثل الأصابع أو اليد أو القدم أو المرفقين أو أوتار أخيل بطول الكعبين، ولا تكون عقد «توفي» مؤلمة في الغالب، ولكن ينتج عنها تورم أو تصبح طرية أثناء نوبات النقرس، وتتجمع بلورات حمض البول بالجهاز البولي للأشخاص المصابين بالنقرس، ما يسبب حصوات الكلى، حيث ينتهي الأمر بالفشل الكلوي. طرق علاجية يؤكد د. عواد على أنه بالرغم من طبيعة مرض النقرس المُتفاقمة، إلا أن هناك العديد من الأدوية الفعالة في علاجه ويكون هذا العلاج على النّحو الآتي:-* طرق تُستخدم لتخفيف الألم خلال نوبة النّقرس، وتشمل تناول الأدوية الموصوفة لعلاج المرض عند الشعور بنوبة الألم بأسرع ما يمكن، إذ تحتاج هذه الأدوية ما يُقارب يومين أو ثلاثة لتصل إلى التّأثير المطلوب.* الحرص على الراحة، وعدم القيام بأي مجهود من شأنه إلحاق الضرر بالمفصل المُصاب، مع إبقائه مُرتفعاً عن مستوى الجسم.* وضع كمادات من الثلج على المِفصل المُصاب لمدة 20 دقيقة تقريباً، ويجب عدم وضعها على المِفصل مباشرة، وإنما يتم لفها بقطعة قماش.* استخدام مُضادّات الالتهاب اللاستيرويديّة: إذ تعمل أيضاً على تسكين الألم وتخفيف تهيج المِفصل.* تجنب تناول أنواع من الأغذية التي تحتوي على كميات كبيرة من حمض اليوريك، مثل: اللّحوم الحمراء، والأعضاء الداخليّة للحيوانات، وبعض المأكولات البحريّة، وكذلك الأطعمة المحتوية على الخميرة.* يُنصح مريض النقرس بالحفاظ على الوزن المثالي، وتجنب تناول المشروبات والأطعمة السُكرية، ومُمارسة التمارين الرياضية باستمرار، مع الحرص على شرب كميات كبيرة من الماء، والتوقف عن شرب الكحول. نصائح وقائية ويشير د.عواد إلى أن الوقاية من النقرس تتطلب اتباع نظام غذائي متوازن مكون من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان الخالية من الدهون أو منخفضة الدهون، كما الحصول على البروتين من منتجات الألبان قليلة الدسم، التي يكون لها في الواقع تأثير وقائي ضد النقرس، والحد من تناول اللحوم الحمراء والأسماك الكبيرة والمأكولات البحرية والدواجن، وتناولها بكميات صغيرة ربما تكون مقبولة، بدون الجلد أو الدهون، تناول 3-4 ليترات من الماء يومياً لغسل الكُلى، وممارسة التمارين الرياضية الخفيفة والمشي لمدة ربع ساعة على قدر الإمكان. علاج بديل هناك بعض العلاجات التي تعتبر مكملة وبديلة ضد النقرس والتي تشمل:* تناول القهوة، التي تعمل على تخفيض حمض اليوريك في الدم* شرب مغلي الأعشاب وكذلك البقدونس والكرفس الذي يفيد في إزالة الدهون المتراكمة.* فيتامين (C) أو ج، حيث تخفف الجرعات المعتدلة منهما من حدة المرض، يمكنك عن طريق الإكثار من تناول الخضراوات والفواكه، والحمضيات، وخصوصاً البرتقال الحد من الآلام المصاحبة للمرض.* الكرز، الذي يفيد كثيراً، وكذلك عصيره في تخفيض تركيز حمض اليوريك في الدم، وأيضاً التوت والعنب الأحمر والفواكه ذات الألوان الداكنة، بإضافتها إلى قائمة الطعام المفضلة.

مشاركة :