وصل المئات من مقاتلي المعارضة أمس، إلى محافظتي إدلب ودرعا بعد تهجيرهم من منطقتي بيت جن ومغر المير في الغوطة الغربية لدمشق نتيجة اتفاق مع قوات النظام التي أكدت تسلم السلاح الثقيل وبدء عمليات تمشيط البلدتين المذكورتين.وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إن 6 حافلات انطلقت من منطقة بيت جن ضمن الاتفاق الذي جرى بين «هيئة تحرير الشام» والفصائل من طرف، وقوات النظام من طرف آخر، وصلت إلى وجهتها أمس (السبت) في محافظة درعا بالجنوب السوري وبالتحديد إلى بلدة الغارية الغربية، لافتاً إلى أن هذه الحافلات كانت تقل نحو 100 مقاتل من «تحرير الشام» والفصائل بالإضافة لنحو 30 من عوائلهم وعوائل مدنية. وأفاد المرصد أيضاً بوصول 4 حافلات أخرى ضمن الاتفاق ذاته، إلى محافظة إدلب بالشمال السوري، تضم نحو 100 مقاتل وعوائلهم وعوائل مدنية أخرى.من جهته، قال «الإعلام الحربي» التابع لحزب الله إن «الحافلات التي تُقل مسلحي منطقة بيت جن المتجهة إلى درعا والتي تحمل على متنها 153 شخصاً من ضمنهم 106 مسلحين والباقي أفراد عائلاتهم، تحركت برعاية الهلال الأحمر السوري عند منتصف ليل الجمعة - السبت». وبُثت في وقت لاحق لقطات قال إنها تظهر «عمليات إجلاء المسلحين باتجاه محافظتي إدلب ودرعا».وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «أفراد المجموعات المسلحة قاموا بتسليم السلاح الثقيل قبل أن تقوم وحدات من الجيش العربي السوري بالدخول إلى قرية مغر المير وتل مروان وتمشيطها وتأمينها بشكل كامل». وأشارت إلى أن «المجموعات المسلحة عمدت إلى إحراق مقراتها قبل خروجها من المنطقة لإخفاء الوثائق والقرائن التي تكشف القوى والدول الراعية لها».أما موقع «عنب بلدي» المعارض، فأشار إلى أن عدد المقاتلين الواصلين إلى ريف درعا الشرقي من بيت جن بلغ نحو 150 مقاتلاً برفقة 20 عائلة، تم نقلهم بخمس حافلات. بينما لم يحدد عدد المقاتلين الذين وصلوا إلى الشمال السوري، وسط الحديث عن أكثر من 150 مقاتلاً عدا العائلات والمدنيين.وانقسمت قافلة بيت جن إلى قسمين؛ الأول يضم مقاتلي «هيئة تحرير الشام» ومن يرغب من مقاتلي جبل الشيخ بالمغادرة باتجاه إدلب. بينما تألف القسم الثاني من مقاتلين من أبناء درعا والقنيطرة ومن يرغب من مقاتلي جبل الشيخ بالمغادرة باتجاه درعا.وقالت وكالة «رويترز» أمس إنها حصلت على لقطات أظهرت أشخاصاً ينتظرون الحافلات التي وصلت إلى المنطقة الشرقية في درعا.وكانت «تحرير الشام» انسحبت، يوم الأربعاء الماضي، من منطقة مغر المير شرق مزرعة بيت جن، بعد موافقة معظم الفصائل على الانتقال إلى الشمال السوري. ورجحت مصادر عسكرية لـ«عنب بلدي» أن يكون عدد المقاتلين الخارجين من المنطقة نحو 300 مقاتل بينهم 120 مقاتلاً إلى إدلب والباقون إلى درعا.وتصل بيت جن ريف دمشق الغربي وريف القنيطرة الشمالي، وتكمن أهميتها الرئيسية في أنها آخر النقاط القريبة بيد فصائل المعارضة من لبنان، وآخر نقاط سيطرتها غرب دمشق.وكان مقاتلو بيت جن، بحسب مواقع معارضة، أرسلوا في الأيام الماضية، «عدة دعوات لمحافظتي درعا والقنيطرة لمؤازرتهم ضد حملة قوات الأسد العسكرية، إلا أنهم لم يتلقوا استجابة». ونقلت «عنب بلدي» عن مصادر عسكرية أن المؤازرة التي طلبت، تمثلت بـ250 مقاتلاً على الأقل، لافتةً إلى أن «السقوط متوقع منذ فترة بعد خسارة تل البرادعية الاستراتيجي».وبحسب وكالة «رويترز»، فإن موقع بيت جن القريب من منطقة تديرها إسرائيل يعطيها أهمية استراتيجية نظراً للدور الذي يقوم به «حزب الله» في محاربة المعارضة هناك.وتعد المنطقة الواقعة في الشمال الغربي والمحيطة بمحافظة إدلب أهم منطقة تسيطر عليها قوات المعارضة. وتسيطر المعارضة أيضاً على منطقة كبيرة على الحدود مع الأردن ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل قرب درعا في جنوب غربي سوريا، بالإضافة إلى جيوب متفرقة في أنحاء أخرى تشمل الغوطة الشرقية قرب دمشق.
مشاركة :