(1) * وفي كل عيد يتجدد ذات السؤال السخيف: لماذا فقد العيد قيمته وبهجته؟! ولماذا لم نعد نشعر بالسعادة؟! نستغرق في (هم) التفكير، فننشغل عن السعادة بالبحث في أسبابها، نتفنن في الإجابات الخادعة، نعيد اجترار بيت المتنبي وكأن العيد لم يأتِ إلاّ لـيـ(عيد) علينا ذات السؤال المكرور؟! (2) * نغبط الأطفال على فرحهم.. ونتناسى أن سر سعادتهم هو الفرح بأبسط الأشياء! هذه الكائنات الصغيرة تقول لنا بكل وضوح: تعلّموا منّا أيّها الكبار، ولا تعلّقوا سعادتكم بأمور صعبة فتصعب عليكم السعادة.. بل علّقوها بأبسط الأشياء حتى تكونوا سعداء كل يوم.. لكننا لا نفهم الدرس!. * مرة أخرى يُقدِّمون لنا دروسًا عملية حين يختلفون.. حين يتشاجرون.. وحين يعودون سريعًا ببراءة للإمساك بتلابيب السعادة من جديد.. وكأنهم يريدون منّا أن نتعلم أن التسامح، والتغافل، وتجاوز الماضي، وعدم التوقف عند الأخطاء هو السر الأعظم للسعادة، فلا نفهم الدرس.. أو أننا لا نريد أن نفهمه!. * هم بالتأكيد لا ينسون ما يحدث بينهم.. إنهم يتذكرون كل تفاصيل مشاجراتهم، خلافاتهم، جروحهم الصغيرة.. لكنهم يتجاوزونها ويتغافلون عنها عمدًا.. نعم.. إنهم يقفزون عليها كي لا تشغلهم عن السعادة.. إنهم باختصار يعرفون كيف يصنعون الفرح لأنفسهم ولمن حولهم.. يعرفون كيف يعيشون اللحظة.. إنهم يبحثون باستمرار عن استمرار الحياة.. بينما نغرق نحن في أسباب إيقافها بكل ما يثير حزننا وغضبنا وانتقامنا وكراهيتنا.. حين نهمل كل ما بداخلنا من أسباب الفرح.. ونبحث عنها لدى الآخرين!. * يقول جبران: ليتني طفل لا يكبر أبدًا، فلا أُنافق ولا أُهان ولا أكره أحدًا. (3) * لا تتباكوا على الفرح المسكوب في كل عام.. فالفرح بداخلكم وأنتم من يطفئ فتيله. * لقد تطورنا كثيرًا في هذه الحياة، زادت وسائل المتعة في حياتنا.. لكن سعادتنا للأسف تقلصت كثيرًا.. لأننا علقناها بأمور صعبة.. عودوا لبراءة وبساطة وأخلاق الأطفال إن أردتم السعادة.. فالفرح صناعة بشرية. * وحتى إن لم تشعروا بالسعادة.. تظاهروا بها.. أوهموا أنفسكم أنكم سعداء.. فكما أن التشاؤم عدوى، والكآبة عدوى، فالفرح أيضًا عدوى.. وأي عدوى. * كل عام وأنتم سعداء. m.albiladi@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (61) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :