وهذا مثل عامّي، ولكنّه مع الأسف ليس صحيحاً، وهو منبثق من طبيعة التواكل المتأصلة فينا، ونلجأ إليه ونتوكل عليه، لنعزّي النفس إذا فاتنا أمر ما نتيجة لتقاعسنا وترددنا، وهي طبيعة لا تقتصر علينا فحسب كأفراد بل تشملنا كجماعة ومجتمع، وسأضرب على ذلك مثلاً واحداً ماثلاً للعيان في أيامنا هذه هو السكك الحديدية، وقد جاء في الصحف أنّ المملكة تعتزم ضخّ مليار دولار في استثمارات تحويلية ضخمة في قطاع السكك الحديدية في محاولة لتعزيز قدراتها على نقل البضائع والركاب وفقاً لتقرير عالمي متخصص، وهو مبلغ ضخم تدفعني ضخامته إلى التساؤل عن تكلفة هذه الخطوط لو شيّدت يوم شيّد خطّ سكة حديد الدمام - الرياض، وتدفعني أيضاً إلى التساؤل أيضا عن السبب الذي جعلنا نحجم عن تغطية المملكة كلّها بالسكك الحديدية في ذلك الزمن، وبصراحة لا أجد سبباً منطقياً ومقبولاً لذلك، فالذي دفعنا إلى إنشاء خطّ الدمام - الرياض كان يجب أن يدفعنا إلى تمديده إلى مناطق أخرى خاصة وإننا لا نجهل أهميته فقد عرفنا السكك الحديدية قبل مئة عام حين أنشئ خطّ المدينة - دمشق، ثمّ أنّه توالى على إدارة هذا المرفق رجال أكفّاء عرف عنهم استشراف المستقبل، إنّه أمر يبعث حقّاً على الحيرة، والمهم الآن ألاّ نتأخر مرة أخرى، خاصة وإنّه قيل إنّ خط المدينة - مكة لم ينجز في موعده المحدد، وليست كلّ تأخيرة فيها خيرة.
مشاركة :