نسأل عن العام الذي مضى، أو عن العام الذي بدأ، هنا، عندنا، في دولة الإمارات، فذاك الذي ودعناه كان عام الخير، اسم أطلقته قيادة تبحث دوماً عن خير يعم ولا يخص، يصل الصغير ومن بعده الكبير، وبينهما المرأة العزيزة المقدرة في كل ما يعنيها ويرفع من شأنها، ويكفل لها حياة هانئة وسعيدة، بعيدة عن تقلبات الزمان، وهذا العام الذي استقبلناه أمس، هو سنة 2018، السنة المميزة، التي نقول عنها،. وبكل ثقة، إنها ستكون مختلفة، في عطائها وفي إنجازاتها، فنحن «أبناء زايد»، كلنا، قادتنا، حفظهم الله، وكل شعبنا، والذين رافقونا في مسيرتنا، ضيوفاً وشركاء، عاشوا بيننا أعزة مكرمين ومقدرين على ما قدموه، فردوا الجميل بإخلاص وحب، للأب الذي فتح قلبه لهم، قبل أن تفتح أبواب الدخول إلى البلاد، كلنا مجتمعين ومتحدين، سنحتفي بعام تقف عنده كل الأعوام. عام زايد، في ذكراه المئوية، طيب الله ثراه، وأنار دربه إلى جنة الخلد، فهو الذي أحب كل الناس، أدناهم وأقصاهم، ومد يده ليعمر كل أرض مشى عليها، وأغاث بلاداً لم يرها، وخفف من معاناة أقواماً بالكاد كان يعرفهم، ورسم الابتسامة على وجوه كانت قد نستها، فغرس في نسله وخلفه كل معاني العطاء، حتى أصبحت تلك سمة من سمات هذا الوطن. مئة عام مرت على مولده، عليه رحمة الله، ونحن في كل لحظة نمسك أثراً من آثاره، ونتلمس زرعاً زرعه بيننا، وننظر بفخر إلى «معجزة» أعجزت العلماء، وألهمت المفكرين، وشجعت كل الراغبين في البذل والبناء، وعلّمت من يحبون التعلم، أن القيادة ليست اسماً، وليست رموزاً، وليست هالات مصطنعة، هذا الرجل القائد المؤسس لوطن ولد كبيراً، كان نموذجاً متفرداً في عالم يزخر بالرؤساء والحكام. ومن لم يرَ زايد أو يتذكره، فلينظر إلى أبنائه، القادة الذين نجدهم في كل مكان، يخالطون الناس، ويشاركونهم أفراحهم وأحزانهم، ويتابعون أحوالهم، ويسألون عن مريضهم، ويبذلون جهداً نخاف عليهم منه، إنهم خريجو مدرسة زايد، الذي كان أحب الألقاب إليه وأكثرها التصاقاً به، هو ذلك اللقب الذي لازمه حتى رحيله عنا «زايد الخير»، فهو يليق بهذا الرجل الذي لا يتكرر كثيراً، وعامه هذا «عام زايد»، سيكون عاماً لا يتكرر، بل سيكون نقطة فاصلة في تاريخ هذا الوطن.
مشاركة :