أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، أن الأنظار تتجه إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده، أملا في تكثيف الجهود لحقن الدماء البريئة التي أصبح السكوت عن سفكها، فضلا عن اقترافها، بسبب ما آلت إليه أحوال كثير من الأوطان العربية والإسلامية، من اضطراب تسبب في التدهور الأمني والاقتصادي، والاجتماعي، ما ينذر بعواقب وخيمة على الأمة بأسرها. وقال في كلمة خلال حفل الاستقبال السنوي لمنى أمس لا يقدر على حقن الدماء البرئية إلا ذوو الحكمة والنظر الثاقب، الملك عبدالله الذي بوأه الله مكانة من الريادة والرفعة، وأورثه ما كان عليه أسلافه الكرام، من السير على درب الهدى والخير، والحرص على خدمة الدين والوطن، وتحكيم شريعة الله، والاهتمام بشؤون الأمة في نطاقها الواسع، والحرص على جمع كلمتها والتوفيق بين قادتها. وأكد أن آمال المخلصين تتطلع إلى جهود المملكة في رأب الصدع العربي والإسلامي، والإسهام في إيجاد مخارج عاجلة وعادلة للأزمات التي وقعت فيها بعض الأوطان المسلمة، أنهكت اقتصادها ودمرت بنيتها التحتية، وأحدثت بين أبنائها جوا مشحونا بالخوف والحذر والفتن والضغائن، من الصعب تصفيته، لتعود النفوس إلى رشدها، وتتهيأ للتعاون على البر والتقوى وتصريف الطاقات في مشاريع إصلاح الأمة وتنميتها تنمية شاملة. وأضاف كثيرة هي العوامل التي أسهمت في تكوين هذه الحالة المؤلمة التي ابتلي بها العالم العربي خصوصا، والعالم الإسلامي عموما، وأهمها: إبعاد الدين والحضارة الإسلامية في مشاريع التنمية والإصلاح، التساهل في حماية الأمة من الغزو الثقافي الذي يهددها، والتعامل مع قضايا الأمة، بما لا يخدمها بل يتعارض معها ويعرض مصالحها للضياع، والتعصب للأحزاب والجماعات والطوائف. جهود متميزة للملك وأشار إلى أن العمل بهمة وجد في الظروف الصعبة، من شيم الزعماء الكبار وعظماء الرجال، وقد شهدت الأمة الإسلامية والعالم لخادم الحرمين الشريفين جهودا متميزة لقيت الثناء والتقدير، على المستوى الإسلامي والعالمي، فعلى المستوى الإسلامي، بذلتم جهودا عظيمة من أجل حل الخلافات العربية والإسلامية، وإيجاد مناخ يساعد على العمل المشترك وعلى بعث التضامن الإسلامي، انطلاقا من وحدة الدين الذي يجمع العالم الإسلامي على رسالته الإنسانية وأهدافه السامية. وأضاف وعلى المستوى العالمي، عبر خادم الحرمين الشريفين عن رسالة الإسلام في دعم السلام العالمي، بمبادرته للحوار بين مختلف أتباع الديانات والثقافات في العالم، مما أضعف الأصوات الحاملة على الإسلام والمسلمين بأنهم أمة عنف وعداء للحضارة الحديثة. وزاد إن مكانة المملكة المرموقة تمكنها من أن تقدم أفضل الحلول لمعضلات العرب والمسلمين العويصة وعلى أهل العلم والدعوة والإعلام وقادة الرأي التجاوب مع جهودها العظيمة في خدمة قضايا الأمة الإسلامية وإصلاح أحوالها، ورأب الصدع الذي أصابها. وأكد إن من أعظم نعم الله علينا في المملكة، أن بيته الحرام ومسجد خاتم رسله الكرام عليه وعليهم الصلاة والسلام، يقعان في مملكتنا المباركة التي انطلق منها الإسلام، وكتب الله له أن يبقى فيها عزيزا منيعا إلى يوم القيامة، ووفق هذه الدولة المباركة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده إلى الاهتمام العملي بالإسلام تعليما وتطبيقا ودفاعا عنه وتواصلا مع أبنائه في مختلف أنحاء العالم، فهذا فضل عظيم ومزية جليلة للمملكة قادتها وأبنائها، والأمل كبير في أن يتعاون قادة العالم الإسلامي وشعوبه، مع المملكة فيما تبذله من جهود لإصلاح حال الأمة ومعافاتها من أدوائها، ومحاربة الفرقة والنزاع. وتابع يقول لقد بذلت الرابطة ما تستطيع من جهود، في إبراز سماحة الإسلام وعدالته ورحمته، وحاجة العالم إليه، وأسهمت في معالجة الإرهاب والتطرف والغلو والتكفير، وفي التصدي لكل ما يثير الصراع بين فئات الأمة، من الفتن والنعرات الحزبية والطائفية والعرقية، والتخفيف من آثارها السيئة. وتقدم باسم رابطة العالم الإسلامي وهيئاتها ومراكزها بالشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين، على ما تلقاه من دعمه -أيده الله- لها في أعمالها وبرامجها، والتهنئة بمناسبة عيد الأضحى وبما يسر الله لحجاج بيته الحرام من أداء مناسكهم بيسر وراحة لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين، ولسمو ولي ولي العهد، وشعب المملكة، ولقادة الدول الإسلامية وشعوبها كافة، مؤكدا أن ضيوف خادم الحرمين الشريفين لحج هذا العام الذين استقبلتهم الرابطة يرفعون له -أيده الله- شكرهم وتقديرهم، سائلين الله الكريم أن يمده بمزيد من العون لخدمة الإسلام والمسلمين.
مشاركة :