شهدت جرود بريتال ويونين في البقاع اللبناني معارك ضارية بين مقاتلي «حزب الله» وآخرين من «جبهة النصرة» و «داعش»، هي الأعنف منذ اندلاع الحرب في سورية بين نظام الرئيس بشار الأسد والمعارضة السورية أدت الى سقوط عشرات القتلى والجرحى، وتمكن الحزب، وفق مصادر لبنانية رسمية مواكبة لسير المعارك التي اندلعت داخل الأراضي اللبنانية، من استعادة سيطرته على المراكز التي كان مقاتلوه يتمركزون فيها والواقعة على المقلب الآخر من جرود عرسال. فيما ذكرت محطة «المنار» الناطقة باسم «حزب الله» بأن مدفعية الجيش اللبناني شاركت في التصدي للمجموعات الإرهابية. (للمزيد) وكانت المعارك بين مقاتلي «حزب الله» ومقاتلين ينتمون إلى المجموعات الإرهابية المسلحة وغالبيتهم من «جبهة النصرة» اندلعت بعد ظهر أمس على امتداد جرود بريتال ويونين عندما شنّت هذه المجموعات بأعداد قدّرت بالمئات هجوماً واسعاً على المراكز العسكرية التابعة للحزب الذي اضطر، كما تقول المصادر نفسها، إلى استقدام تعزيزات عسكرية من عدد من البلدات البقاعية لردّ الهجوم المفاجئ الذي استهدف مراكزه. ولفتت المصادر نفسها إلى أن الطرفين المتقاتلين استخدما كل أنواع الأسلحة من رشاشة وصاروخية وان مدفعية الحزب المنتشرة في أكثر من بلدة بقاعية تقع على مقربة من المناطق الجردية قصفت التجمّعات العسكرية للمجموعات المسلحة التي كانت توغلت داخل الأراضي اللبنانية آتية من منطقة القلمون في اتجاه بلدة عسال الورد السورية ومن ثم إلى جرود بريتال ويونين. وأكدت المصادر أن أرتالاً من الآليات العسكرية التابعة لـ «حزب الله» شوهدت وهي تعبر عدداً من البلدات البقاعية في اتجاه جرود يونين وبريتال وقالت إن المجموعات المسلحة منيت بخسائر بشرية وإن جثثاً لمقاتليها لا زالت في أرض المعركة. ونقلت وكالات الأنباء الأجنبية أن المعارك دارت في منطقة حدودية تقع على تماس مع المنطقة المتداخلة بين لبنان وسورية وأجمعت على أن قتلى المجموعات المسلحة كانوا بالعشرات في مقابل سقوط 3 قتلى لـ «حزب الله» وعشرات الجرحى. فيما أشارت بعض مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن المعارك حصلت داخل الأراضي السورية الواقعة في جوار منطقة القلمون، لكن تبيّن ان لا صحة لذلك. وكان شهود عيان اضطروا إلى الفرار من منازلهم القريبة من مواقع الاشتباكات أكدوا لـ «الحياة» بأن المعارك حصلت داخل الأراضي اللبنانية وأنهم سمعوا دوي الانفجارات الناجمة عن تبادل القصف الصاروخي. وأن المجموعات المسلحة تمكنت من التوغل في عمق جرود بريتال ويونين قبل ان يتمكن «حزب الله» من اعادة السيطرة على الوضع». وتردد ان من بين القتلى القيادي في «النصرة» محمد خالد حمزة الملقب بأبي صهيب الذي نقلت جثته الى مستشفى الرحمة في عرسال. وفيما لم يصدر «حزب الله» أي بيان خلال فترة اندلاع الاشتباكات، قالت «المنار» في نشرتها الأخبارية المسائية ان الحزب «تصدّى لهجوم نفذته مجموعات ارهابية تكفيرية والتي تكبدت خسائر فادحة وتم استيعاب الهجوم واحتواءه بعدما سقط للمسلحين أعداد كبيرة من القتلى والجرحى». وقال مراسل المحطة عبر اتصال هاتفي لم يرفق بأي شريط مصور، ان «الهجوم كان كبيراً من قبل المجموعات التكفيرية على أعالي جرود بريتال في منطقة تعرف بـ «عين الساعة» وتبعد عن بلدة بريتال قرابة 30 كيلومتراً وتصدى «حزب الله» للهجوم وتمكن المجاهدون من تكبيد العناصر التكفيرية عشرات الإصابات في صفوفها بين قتيل وجريح وجرى دحرها الى خارج الحدود اللبنانية بعد اشتباكات عنيفة استمرت نحو 4 ساعات، ويأتي الهجوم في محاولة من المجموعات التكفيرية لفتح منفذ أو ثغرة بفعل الحصار الخانق الذي تتعرض له في منطقة القلمون السورية». وتحدث المراسل عن «التصدي لمجموعات مسلحة حاولت التسلل باتجاه منطقة جرود يونين وسقط للمسلحين 10 قتلى وعشرات الجرحى»، مشيراً الى حال من التوتر وقصف مدفعي متقطع تقوم به مدفعية الجيش السوري باستهداف تجمعات للمسلحين في مناطق داخل الأراضي السورية».
مشاركة :